تعيش أوروبا حالة من عدم الاستقرار الاقتصادى بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، على الرغم من انخفاض التضخم البسيط فى فبراير الماضى، حتى خفض البنك المركزى الأوروبى من توقعاته تجاه التضخم، وأكد تثبيت أسعار الفائدة للمرة الرابعة، حتى يتم مناقشتها فى يونيو القادم.
وقال مكتب الإحصاء الأوروبى "يوروستات" إن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة 50% فى المتوسط فى الاتحاد الأوروبى، وعلى وجه الخصوص زيت الزيتون الذى شهد أكبر ارتفاع له، ويشار إلى أن الظروف الجوية هى السبب الرئيسى الذى كان من شأنه أن يؤثر على المحاصيل، حسبما قالت صحيفة ايه بى سى الإسبانية.
ويشير مكتب الإحصاء الأوروبى إلى أن التكاليف ارتفعت فى المتوسط بنسبة 50% على أساس سنوى، وفقا للبيانات التى تم جمعها فى يناير 2024 مقارنة بعام 2023، وبحسب التحليل، ارتفع سعر الزيت بالاتحاد الأوروبى بنسبة 50% حال قراءة بيانات يناير 2023 ويناير 2024.
وكان ذلك، خاصة فى النصف الثانى من عام 2023، عندما حدثت الزيادة الأكبر، حيث بلغت الزيادة 37% فى أغسطس.
واستمر هذا الاتجاه فى الارتفاع فى سبتمبر، بزيادة قدرها 44%، ليصل إلى 50% فى أكتوبر. وبلغت الذروة فى نوفمبر عند 51% وانخفضت فى ديسمبر إلى 47%.
وسجلت أعلى البيانات فى البرتغال واليونان وإسبانيا، حيث مثلت الزيادة فى التضخم السنوى فى هذا الغذاء زيادة بنسبة 69 و67 و63% على التوالى، على العكس من ذلك، تم تسجيل أقل الزيادات فى رومانيا (+13%) وأيرلندا (+16%) وهولندا (+18%).
وفى السياق نفسه، أبقى البنك المركزى الأوروبى أسعار الفائدة عند مستوياتها القياسية المرتفعة البالغة 4% بما يتماشى مع التوقعات، حيث أنها المرة الرابعة التى يبقى فيها المركزى الأوروبى أسعار الفائدة دون تغيير فيما تشير توقعات معظم الاقتصاديين أن يبدأ المركزى الأوروبى خفض الفائدة فى اجتماع يونيو المقبل.
وفى الوقت نفسه، قاموا بتحديث توقعاتهم للنمو الاقتصادى لعام 2024، حيث خفض البنك المركزى الأوروبى توقعاته للتضخم فى منطقة اليورو إلى 2.3% فى عام 2024 و2% فى عام 2025، فى حين أبقى عليه عند 1.9% لعام 2026، وهو التخفيض الذى سيجعل التضخم العام المقبل متماشيا مع توقعات التضخم فى العام المقبل. هدف استقرار الأسعار للكيان.
وقالت لاجارد خلال مؤتمر صحفى أمس الخميس: "نحن فى عملية خفض التضخم ونحرز تقدمًا"، وتابعت: نحن أكثر ثقة نتيجة لذلك، لكننا لسنا واثقين بما فيه الكفاية، ونحتاج إلى المزيد من الأدلة، والمزيد من البيانات، ونعلم أن هذه البيانات ستأتى فى الأشهر القليلة المقبلة. سنعرف المزيد فى أبريل، وأكثر من ذلك بكثير فى يونيو.
وأشار صناع السياسات مرارا وتكرارا إلى شهر مايو باعتباره موعدا رئيسيا، حيث من المقرر أن يتم إصدار تسويات الأجور فى ذلك الشهر.
وقالت لاجارد إن البنك المركزى الأوروبى سيركز بشدة على مجالين من التضخم يمكن أن يكونا مفاجئين، وهما نمو الأجور وهوامش الربح، وأضافت أنه قد تكون هناك أيضًا مفاجأة سلبية للتوقعات إذا أدت السياسة النقدية إلى إضعاف الطلب أكثر من المتوقع أو تدهورت البيئة الاقتصادية العالمية بشكل غير متوقع.
ويشهد التضخم تراجعا منذ أشهر مع هبوط أسعار الطاقة وركود اقتصاد منطقة اليورو المؤلف من 20 دولة للعام الثانى على التوالى.
وفى هذا السياق، يتوقع خبراء البنك المركزى الأوروبى أن يظل النشاط الاقتصادى معتدلاً على المدى القصير، ليتعافى فى عام 2025 بنمو قدره 1.5%، والذى سيكون أعلى بمقدار العُشر فى عام 2026، عند 1.6%.
ومن المتوقع أن يتم دعم انتعاش النمو فى البداية من خلال الاستهلاك الخاص ثم فى وقت لاحق أيضًا من خلال الاستثمار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة