مآسي متكررة في الألعاب الفردية تكشف استهداف الرياضيين المصريين
أطماع السماسرة تدفن حلم اللاعبين في أعمال الطبخ والبناء والنظافة
"وكيل لاعبين" يتلاعب بتطلعات المواهب.. وضحايا يتحولون إلى متهمين
غرفة 9 متر تضم 15 لاعبًا.. وأعمال غير آدمية تنقذهم من الموت جوعًا
عقود "خادعة" وشروط "تعجيزية" تجعل قرار الهروب ذهاب بلا عودة
خبير حقوقي: منظمات مكافحة الهجرة الغير شرعية "معزولة" عن بعضها
سماسرة الضياع
المُتيم بكرة القدم هو عاشق مُستعد أن يراهن بوقته وحياته ومستقبله، من أجل حلمُ طرفيه سماوات المجد أو قعر الخيبة، بل أنه مُستعد أن يهرب بتطلعاته حتى آخر الدنيا تاركًا أمان الوطن وطمأنينة الأهل، إلى المجهول المرعب، حيث أوجاع الهجرة ومتاعب الغربة، ربما لأن شغفه باللعبة يتجدد من تلقاء نفسه كأنه إدمان لا يمكن التعافي منه، أو أن هناك سحر خفيَّ للعبة يجر أقدامه دون وعي، لذلك يعيش الطفل أو الشاب على آمل أن تطارده ذات يوم أهازيج المدرجات، وأن تحمل قصاصات الورق اسمه، وربما تغزو صورته المواقع والصحف، فالشهرة حياة الانسان الثانية، وهي عطش الشباب، حتى لو كانت الفاتورة أن يفني اللاعب شبابه كـ سلعة في يد رجال الأعمال، يبيعونه ويشترونه ويعيرونه، وهو يرضى بذلك عن طيب خاطر، مقابل أن يصبح نجما في لعبة أبطالها قلة، ومشجعيها كُثر، لكنه ينسى أحيانًا أن الشهرة مُراوغة بقدر ما هي شهية، وقد تمر بجانبه دون أن تترك له رسالة عزاء صغيرة، لذلك كانت الأقدام عدوة الطرق في كثيرًا من المآسي، حينما تخطت الأحلام كل شيئ، وأصبح تحقيقها مغريًا لتجاوز حدود المنطق.
في هذا التحقيق نفتح ملفًا شائكًا وخطيرًا للغاية، وهو وقوف بعض السماسرة وراء ظاهرة هروب اللاعبين، التي تحاربها الدولة المصرية بكل ما استطاعت من قوة، للحفاظ على كنز المواهب الرياضية، ودحض محاولة استنزافهم، خاصة مع تركيز مافيا تهريب البشر على مداعبة أحلام الشباب، واستهدافهم من خلال شغف كرة القدم الذى لا يخلو منه بيت مصري، حيث ظهرت العديد من الضحايا التي رأت في البر الثاني، فرصة مغرية لتحقيق حلمهم مع الكرة، فوقعوا ضحية لسماسرة الضياع، هنا سوف نقَّص حكايات موجعة لمواهب مصرية انتهت تطلعاتهم في غسيل الأطباق بالمطاعم والمطابخ، وأعمال البناء والنظافة، وقصة تهريبهم بوعود وهمية عن طريق مافيا الاتجار في أحلام الشباب وطاقاتهم، والتي يقودها سماسرة من بلدان عدة.
صورة أرشيفية لمحاولة بعض الشباب النجاة من مركب هجرة غير شرعية
550 دولارًا تكلفة الهجرة
تتبعنا فكرة تهريب اللاعبين المصريين للخارج، وسلطنا الضوء على دولة بعينها وهي تركيا، وكانت ضحيتها الأولى هو اللاعب حسن نصر، من محافظة الفيوم مواليد 2001، والذى وافانا بـ جواز السفر الذي غادر به إلى تركيا، كان حسن يلعب في أندية الهواة بمصر، قبل أن يسافر لبلاد الأناضول وتفاجئ بعدم وجود ناد أو عقد، مما اضطره للعمل فى غسيل الأطباق بأحد المطاعم، حتى يستطيع أن يوفر "قوت يومه" ويتعايش مع الظروف، لذلك بات يتمرن في نادي مغمور بدون أجر صباحا، ويذهب لعمله في المطعم بعد الظهر.
يقول حسن لـ"اليوم السابع: "لم أجد مكانًا لموهبتي داخل مصر، فبحثت عن فرصة السفر حتى أبدأ حلمي الكروي، شاهدتني أعين رجل أعمال مصري متزوج من شقيقة سمسار لاعبين تركي، وبدأ يعرض عليا السفر لتركيا، وبالفعل سافرت بعد أن دفعت 550 دولار، لكنى لم أجد شيئا من الوعود التي سمعتها في مصر، وحينما فكرت في الرجوع لبلدي، لم أجد ثمن تذكرة العودة، ورفض سمسار اللاعبين هنا في تركيا تحمل نفقة عودتي لوطني، مما اضطرني للبقاء".
ويتابع: "وقعت عقودا مع وكيلي وشخص أخر ادعى أنه ممثل النادي، لكن العقد لا يكن يضمن لي أي امتيازات، فقط مجرد مكافآت زهيدة في أوقات معينة، مقابل حق احتكار النادي لي، وفرض شروط تعجيزية حال قررت الرحيل".
كارنيه طارق رمضان
ضحايا تحولوا إلى متهمين
وقال طارق عزب، صاحب الـ16 ربيعًا من محافظة الغربية، وهو أحد اللاعبين المهاجرين لتركيا أيضا، إنه قرر السفر حينما فشل في ايجاد فرصته بمصر وسط المحسوبية والواسطة التي تتحكم فى عملية انتقاء اللاعبين، لكنه لم يجد حالا أفضل فى تركيا، لأنه وقع ضحية السماسرة الذين يستولون على أموال اللاعبين، ويتركونهم فريسة لظروف المعيشة القهرية، يواجهون متاعب الحياة فى الغربية وحدهم.
ويكشف طارق عزب لـ"اليوم السابع"، أن بعض الضحايا من اللاعبين تحولوا إلى سماسرة بمرور الوقت قائلا :" بعض اللاعبين المصريين ممن وقعوا فريسة للنصب في وقت سابق، تحولوا إلى نصابين هنا فى تركيا ليذيقوا المواهب مثلهم مرارة نفس الكأس الذي تذوقوه، فدشنوا صفحات على "فيسبوك" و"تويتر" لاستقطاب اللاعبين من مصر مقابل 20 ألف جنيه وما أن يتم إيقاع ضحية يتبخرون، كانوا فى البداية مستقرين فى إسطنبول، لكن بعد تعدد جرائمهم وتعقبهم من قبل بعض المخوعين، بدأوا يغيرون مقر إقامتهم فى مدن مختلفة ويعتمدون على الإيقاع بضحاياهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
طارق مع وكيل لاعبين تركي
خيانة سماسرة الضياع
محمد غانم والشهير بـ"رزة" مواليد 15 ديسمبر 2003، لاعب صغير خرج من مصر من نادي الطيران متجها إلى إيطاليا رفقة أحد أصدقائه، لكن الرحلة توقفت به ترانزيت فى تركيا، بعدما خانه أحد السماسرة، بعدها لم يستطع إكمال المسيرة إلى إيطاليا أو العودة لمصر، فأصبح كالرقص على سلم المجد، وبقى فى إسطنبول يتدرب مع فريق الناشئين بنادي "باشاك شهير" دون أى ضمانات تحفظ حقه كلاعب، أو مقابل مادي يعينه على المعيشة.
يقول "رزة" لـ "اليوم السابع" :"حقيقي أننا نعيش ظروف صعبة هنا فى تركيا، متطلبات المعيشة تجبرنا أن ننام 10 لاعبين فى غرفة واحدة لا يتجاوز مساحتها 9م، نعمل فى مهن وحرف شاقة ومرهقة لا تتناسب مع ما يحتاجه لاعب كرة القدم، لكنها الحياة ومهما عانينا هنا هو أهون علينا من الظلم فى مصر".
جواز سفر محمد غانم رزة
لاعب تحول إلى طباخ
الشيف عبد الله فؤاد -25 سنة، أحد الطباخين الماهرين الآن في تركيا، سافر في سنة 2014 عن طريق سمسار لاعبين، وكان وقتها لا يتجاوز 16 سنة، لكنه وقع فريسة لسمسار، شاهده بالصدفة في دورة رمضانية شهيرة، لكنه واجه واقع أليم، حيث تسلمه أحد الموظفين في ناد تركي، ووفر له فرصة التدريب من فريق الناشئين لمدة ثلاثة أيام، دون تقييم حقيقي لمستواه تم رفضه من الجهاز الفني، ليتضح أن السمسار الذى تولى عملية تهجيرهم من مصر لم ينسق مع أي نادي تركي، بل تقاسم مع الموظف سالف الذكر ما تقاضاه من فؤاد، والذى وجد نفسه يواجه المجهول، ليبدأ رحلة البحث عن عمل قبل أن تستقر له الأوضاع في أحد المطاعم، لتشغله ظروف الحياة وصعوباتها عن حلمه.
مآسي متكررة
واقعة هروب لاعب منتخب المصارعة أحمد "بغدودة" الذى اختفى في 20 مايو الماضي، بعد ساعات من تتويجه بالميدالية الفضية في وزن 63 كجم، أعاد ملف رحيل المواهب الرياضية، وطرح تساؤلا هامًا.. هل هذه مجرد مصادفة؟ أم هناك مخططا يتم العمل عليه لتجريف الرياضة المصرية من المواهب؟!
وقال والد بغدودة لليوم السابع: "أن نجله لم يخطط للهرب والجميع تفاجئ بقراره، موضحا أن المصارع الشاب تعرض لظروف مادية صعبة، وربما استجاب لبعض الأفكار التي ساعدته على الهرب، لأنه -حسب تصريحاته- من المستحيل أن يكون قرر الاختفاء عن البعثة بعد السفر".
رئيس الاتحاد المصري للمصارعة اللواء عصام النوار قال حينها: "إن اللاعب بغدودة ذهب في آخر يوم من إقامة البعثة المصرية في تونس لتحويل عملة نقدية بهدف شراء بعض الهدايا من السوق قبيل السفر، وكان مقرراً عودة البعثة إلى القاهرة فجر اليوم التالي، موضحا أن اللاعب عاد إلى الفندق وطلب جواز سفره بحجة إجراء تحويل عملة نقدية، وبعد نزوله لم يعد وفُقِد الاتصال به".
بغدودة هو حالة متكررة في لعبة المصارعة بالذات، وسبقه هروب لاعب المنتخب المصري للمصارعة الرومانية تحت 17 سنة محمد عصام من داخل معسكر الاتحاد الدولي للمصارعة في إيطاليا في أغسطس عام 2022، وكذلك هروب لاعب المصارعة الحرة المصري أحمد حسن بوشا خلال وجود بعثة منتخب المصارعة فى فنلندا عام 2017، كما غادر المصارع المصري طارق عبد السلام إلى بلغاريا في عام 2016، وحمل بعدها الجنسية البلغارية ليمثلها في المحافل الدولية في رياضة المصارعة.
بغدودة حينما كان يلعب باسم مصر
لوائح فيفا لحماية القُصَّر
بعد رحلة من البحث عن البنود التي تتعلق بحماية اللاعبين القصر في لوائح الفيفا، وجدنا نصا صريحا لكنه مهمش وبعيد عن حيز التنفيذ، حيث نصت المادة 19 من قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، أن الانتقالات الدولية للاعبين يُسمح بها فقط إذا كان اللاعب سنه أكثر من 18 سنة، لكن يُطبق استثناءات ثلاثة على هذه القاعدة.
الاستثناءات تضمنت شرط أن ينتقل والديَّ اللاعــب إلــى البلـدة التي يوجد فيها النادي الجديد ويكون الانتقال لأغراض لا تتعلق بالكرة، وأن يحدث هذا في النطاق الإقليمي للاتحـــــاد الأوروبـي أو في المنطقة الأوروبيــة الاقتصاديــة. ويكون سن اللاعب بين 16-18 سنة، في هذه الحالة لابد أن يلتزم النادي الجديد بالحد الأدنى من التعليم والتدريب ومستوى المعيشة.
كما يُشترط أن يعيش اللاعب ليس أبعد من 50 كم من الحدود الوطنية والنادي الذي يأمل أن يُسجــل في الاتحاد الذي ينتمي إليه، على أن تكون أقصى مسافة بين موطن اللاعب ومقر النادي لا تزيد عن 100 كم.
نص تشريعي
وحسب القانون المصري، تنص المادة السادسة من قانون 82 لسنة 2016، الخاص بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين، على معاقبة بالسجن المشدد وبغرامة لا تزيد عن مائتي ألف جنيه ولا تقل عن خمسمائة ألف جنيه أو بغرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، كل من ارتكب جريمة تهريب المهاجرين أو الشروع فيها أو توسط في ذلك، لكن مع ذلك ما مازالت عمليات تهريب الشباب تجارة شائعة في بلداننا العربية في السنوات الأخيرة، رغم جهود الحكومة المصرية في السيطرة على هذه الظاهرة.
التشريع غلظ عقوبات الهجرة حينما يتعلق الأمر بالأطفال وبعض الفئات الأخرى حيث تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه أو غرامة مساوية لقيمة ما عاد عليه من نفع أيهما أكبر، إذا كان المهاجر المهرب امرأة أو طفلاً أو من عديمي الأهلية أو من ذوي الإعاقة.
قانون تنظيم الهجرة غير الشرعية
قانون تنظيم الهجرة غير الشرعية
بحث صادم لوزارة الرياضة
في ضوء ارتباط وزارة الرياضة بهذا الملف، ناقشت المجلة العلمية للبحوث التطبيقية في المجال الرياضي التي تصدر نصف سنوية برعاية وزارة الشباب والرياضة وبرئاسة تحرير الوزير أشرف صبحي، دراسة تحليلية لظاهرة هروب اللاعبين وتجنيس الرياضيين المصريين، واعترفت بأن هروب اللاعبين المصريين بلغ 42 لاعبًا في الفترة الأخيرة
ولفتت الوزارة في مجلتها البحثية، إلى أن من أسباب بروز ظاهرة تجنيس الرياضيين المصريين بعض الألعاب الفردية التي تعانى من التهميش وعدم الاهتمام من قبل الإعلام، وأن هذا الأمر هو السبب الحقيقي في هروب بعض اللاعبين المشاركين في هذه الألعاب لعدد من الدول الأجنبية.
وقال البحث إن بعض الألعاب الفردية ليست لديها القدرة المالية على الإنفاق على أبطال هذه الألعاب، مما يجعلهم عُرضة للعب باسم أي دولة أخرى، سواء بالتجنيس، أو الحصول على الجنسية، بل إن الإغراءات المالية من قبل الدول الأخرى التي يتعرض لها أبطال الرياضة تكون كبيرة، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات المادية لبعض الاتحادات في مجال تقديم الرعاية الصحية للأبطال المصابين.
إشكالية الرقابة على الهجرة
في هذا الصدد يرى المحامي الحقوقي محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لحقوق الإنسان ومساعدة الأحداث، أن مؤسسات مراقبة الهجرة غير الشرعية ومحاولة الحدّ منها والبالغ عددها 7 مؤسسات تعمل في معزلٍ عن بعضها دون تنسيق، موضحا أن القوى الناعمة في مصر، المتمثلة في السينما والمسرح والتليفزيون، لا تولي اهتماما واسعًا بمسألة الهجرة غير الشرعية للشباب.
وأوضح البدري أنه طالما تم تصوير الهجرة على أنها أقصر طريق للثراء والرفاهية، فلابد أن ينساق البعض لهذه الادعاءات، مؤكدًا أنه مهما كانت المصاعب التي يعانيها الشباب في مصر فلا بدّ من رصد صورةٍ متوازنة لحياة الشباب بعد الهجرة، خاصة أن من بينهم من يتم استغلاله في تجارة المخدرات والدعارة الجنسية، ومنهم من يدخل السجون، ومنهم من يُستغلّ بواسطة المنظمات الإرهابية الكامنة في أوروبا، وهو ما أذاعه التلفزيون الإيطالي الرسمي قبل أعوام، في تقريره "لماذا يهاجرون إلينا؟".
هجرة غير نظامية متصاعدة
ولأنه من الصعب تصنيف المهاجرين غير الشرعيين من أجل حلم الكرة، دون غيرهم من باقي المهاجرين لأسباب أخرى، وتجدر الإشارة إلى أن آخر تقرير يتعلق بهذا الشأن عن العام الماضي لـ "إيوأوبزيرفر" (EUobserver) كشف أن أكثر من 3500 مصري عبروا البحر الأبيض المتوسط في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، وهو ما يمثل ارتفاعًا نسبيا لـ 4 أضعاف المصريين الذين هاجروا خلال نفس المدة من عام 2021، وانتهى بهم المطاف تقريبا على شواطئ إيطاليا فقط.
صورة لأطفال أفارقة يداعبون كرة القدم
مواقف مشابهة في أوروبا
الظاهرة لا تقتصر على مصر وإفريقيا، وإن كانت إفريقيا هي المستهدفة الأولى في هذه التجارة حيث حرّرت الشرطة البرتغالية في يونيو من العام الجاري، 47 لاعبا شابا في كرة القدم، حسب فرانس برس، منهم 36 قاصرا إثر مداهمة قامت بها الاثنين ضد شبكة للإتجار بالبشر على صلة بمركز تدريب في شمال البلاد، علما بأن الضحايا كانوا من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وقد تم وضعهم في مؤسسات "تحت حماية الدولة" قبل عرضهم على القضاء للإدلاء بشهاداتهم ومن ثم ترحيلهم إلى بلادهم.
وتم توجيه اتهامات لشخصين برتغاليين وخمس شركات في هذه العملية المسماة "إل دورادو"، والتي صودر خلالها العديد من "جوازات السفر وتصاريح الإقامة"، وقتها اعتبر وزير الدولة للشباب والرياضة جواو باولو كوريرا بأن التجنيد غير القانوني للاعبي كرة القدم "غير مقبول ومثير للصدمة"، وأكد على أن حكومته "ستتخذ تدابير" لمحاربة هذا النوع من الاتجار بالبشر.
شباب يلعبون الكرة في ملاعب عشوائية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة