أعربت قنصلية فرنسا العامة فى مدينة القدس عن قلقها إزاء شن هجوم إسرائيلى محتمل على مدينة رفح الفلسطينية فى جنوب قطاع غزة، وهو ما يهدد بإغلاق "منفذ الخروج" لكثير من الرعايا الفرنسيين من القطاع.
وأشارت القنصلية - فى بيان لها - أنه منذ هجوم السابع من أكتوبر وتقوم خلية إدارة الأزمات بالقنصلية العامة الفرنسية فى القدس، بتنسيق عمليات إجلاء الفرنسيين، حيث تم إجلاء ما يقرب من 200 شخص من غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية، من بينهم 42 شخصا يوم /الاثنين/ الماضى.
وبداخل قنصلية فرنسا العامة فى القدس، توجد خريطة كبيرة لغزة معلقة على الحائط، كما يوجد نحو عشر ملصقات تشير إلى أسماء ومواقع كل المواطنين التى ترغب فرنسا فى إخراجهم من هذا "الجحيم"، وهم مواطنون فرنسيون ومقيمون أو متعاونون عاملون فى المعهد الفرنسى فى غزة.
ويقوم أعضاء خلية إدارة الأزمات بالتواصل مع هؤلاء الرعايا باستمرار، من بينهم على سبيل المثال "أمل" وهى معلمة لغة فرنسية فى غزة، والتى لم ترد على أحد العاملين بخلية إدارة الأزمة لمدة مايقرب من شهر، إلا أنها عاودت الاتصال بهم لتطمئنهم، فهى الوحيدة التى ظلت فى شمال القطاع.
وقال فرانسوا تيجر، أحد أعضاء خلية إدارة الأزمات: "منذ البداية ونحن نتابع أمل إلا أننا ولمدة أقل من شهر مضى لم يكن لدينا أى أخبار عنها، أمل هى من بين الأشخاص الذين نأمل إخراجهم من هناك .. لذلك من المهم بالنسبة لنا أن يكون لدينا اتصال بها حتى تعطى لنا معلومات عن وضعها، وأين هي، هل هى مريضة وهل يمكن أن يكون لديها وسيلة اتصال؟".
وأضاف تيجر، والذى يدير أيضا المعهد الفرنسى بغزة، أن إدارة خلية الأزمة تتبادل مع "أمل" المعلومات حول العمليات العسكرية وحول الأحياء المستهدفة بشكل خاص.
مثل أمل، لا يزال العشرات منهم وأفراد أسرهم عالقين فى قطاع غزة ويتواجد غالبيتهم فى رفح الفلسطينية واحتمالية شن هجوم إسرائيلى عنيف تثير قلق السلطات الفرنسية.
وفى هذا الصدد، قال كانتين لوبينو، نائب القنصل الفرنسى بالقدس، إن أحد المخاوف من وقوع عملية عسكرية فى رفح هو أن ذلك يعنى إغلاق معبر رفح وبالتالى منفذ الخروج للأشخاص الذين هم على اتصال بهم.
وتابع: "هذا ما حدث فى بداية الأسبوع الماضي، عندما كان هناك غارات عنيفة خلال الليل من الأحد إلى الاثنين الماضي، وكنا نخطط لإجلاء نحو 40 شخصا فى ذلك اليوم، وتلقينا مكالمات كثيرة من مواطنين كانوا قلقين من إغلاق المعبر"، يضاف إلى تلك المخاوف، مخاطر القصف والوضع الصحى الصعب الذى يعانى منه النازحون.
جدير بالذكر، تم إجلاء 42 فرنسيا من قطاع غزة عبر معبر رفح يوم الاثنين الماضي، ويبلغ بذلك عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة بناء على طلب من فرنسا أكثر من مائتى شخص، حيث تتابع قنصلية فرنسا العامة فى القدس شئون هؤلاء الرعايا الفرنسيين والمقيمين الفرنسيين والمتعاونين العاملين فى المعهد الفرنسى وأسرهم منذ شهر أكتوبر الماضي، كما تواصل وزارة الخارجية الفرنسية استنفار كل طاقتها بهدف إتاحة مغادرة أشخاص آخرين تتابع فرنسا وضعهم فى قطاع غزة لإجلائهم إلى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة