الفنانة التشكيلة عقيلة رياض درست على يد مجموعة كبيرة من الفانين الكبار ما بين محافظتي القاهرة والإسكندرية وكان لي الحظ أن اتعامل معهم واستفيد من خبراتهم الكبيرة لأنهم كانوا فنانين حقيقيين للفن فقط.
حضرت ملتقى الأقصر الدولي في دورته الأولى وكنت الفنانة الوحيدة وسط 10 فنانين مصريين، والأخرين كانوا فنانين رجال، وبسبب صلتي بالفن المصري القديم فكان ذلك هو موضوعي في الرسم وهو نفسه في الماجيستير والدكتوراه، والحقيقة أنني لو قمت بمقارنة كل تلك الدورات التي قدمها ملتقى الأقصر على مدار 17 عام، ما بين الدورة الأولى للملتقى والدورة الأخيرة، فهناك اختلاف كبير، ليس اختلاف في المفاهيم مثلما هو اختلاف في الأداء، ففي الملتقى الأول شاركت بلوحتين متواجدين حتى وقتنا هذا في مكتب الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وكان الطابع المصري فيهم قوي وصارم، ولكن بطريقة ورؤية مختلفة.
الفنانة عقيلة رياض والزميل محمد فؤاد
والآن وبعد 17 عام تجد القاعدة المصرية ما زالت موجودة في أعمالي ولكن بروح جديدة ومختلفة حاولت أن أظهرها في الفن المصري القديم، وهي الروح الطبيعية، بمعنى أن الفن المصري القديم هو فن له أصول وقواعد وتقاليد لم يخرجوا عنها بحكم أن الفنان كان يرسم داخل المعبد ويرسم قاعة دفن الملوك وهو ما تسبب في وجود صرامة وقوة وتقاليد فنية شديدة.
أنا عندي تصوير للحياة الطبيعية التي كانو يعيشوها، وفي لوحتي الحالية أقدم العازفة والراقصة يعيشون في مصر القديمة ولكن برؤية حديثة بها روح وحياة وحركة تشعرك أنهم موجودين معنا في الوقت الحالي.
كما شهد ملتقى على مدار دوراته السابقة تطور كبير وملحوظ، وهو ما يجعل جميع الفنانين المشاركين محظوظين، كما استفاد الجميع من خبرات بعضهم البعض، خاصة مع اختلاف الأجيال والثقافات المتنوعة.
الأقصر محافظة خارج الزمان والمكان، فهي شيء متفرد غير موجود في العالم لا يكفي القول والحديث عنه في جملة واحدة أو أكثر حتى، فمصر بها كنوز وأشياء متفردة، ورغم وجود الأثار في مختلف أنحاء العالم، إلا أن مصر تتفرد بفكرها وتوحيد الإله وعلى هذا الأساس قاموا ببناء كل أفكارهم التي قدموها من حيث التقاليد والحياة العادية التي لا نعلم عنها إلا القليل حتى وقتنا هذا.
الفنانة عقيلة رياض هي فنانة تشكيلية درست الفن فى كلية الفنون الجميلة قسم تصوير جامعة الإسكندرية وتخرجت سنة 1978، حصلت على ماجستير فى الفنون الجميلة بموضوع "التحول الدينى وأثره على فن التصوير فى عهد إخناتون" 1994، ودكتوراه الفلسفة فى الفنون الجميلة وموضوعها "القيم الفنية للرسوم على القطع الحجرية والفخارية فى الفن المصرى القديم 2000.