يستمر العدو الإسرائيلى فى تدمير لبنان، فى حرب لم تظهر فى الأفق خطوات جادة لوقفها، وفي إطار الحرب التدميرية التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، دمر العدوان أكثر من 40 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، فيما محت قوات العدو حوالى 37 بلدة فى الجنوب، وهذا يحدث في منطقة في عمق 3 كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام.
كما كشفت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الشهداء وصل 3002 منذ بدء الاعتداءات في أكتوبر 2023، فيما بلغ عدد الشهداء من العاملين فى القطاع الصحى 110، وفق منظمة الصحة العالمية.
وفى سياق التصعيد، كثف طيران الاحتلال من غاراته الجوية على بلدتى تول ومارون الراس فى الجنوب، كما أغار الطيران الإسرائيلى على بلدة جويا واستهدف القصف المدفعي حي المسلخ ووادي العصافير في بلدة الخيام.
فيما انطلقت عملية رفع الانقاض للبحث عن جثامين مفقودين في وطى الخيام، وتم انتشال جثتي شهيدين من بلدة معروب وترافق ذلك، مع غارات على صور وبلدة الكفور، في قضاء النبطية.
كما استهدف العدو الإسرائيلى فجر الثلاثاء بلدة الشهابية مما أدى إلى تدمير حارة كاملة.
واستهدفت مسيرة إسرائيلية بلدة حاريص مما أدى إلى مقتل شخص، كما شنت غارة جوية إسرائيلية أدت إلى تدمير مسجد البلدة.
كما شهدت أجواء منطقة البقاع الشمالى تحليقا كثيفا للمسيرات الإسرائيلية.
بالمقابل، استهدف حزب الله قاعدة ميرون الجوية في الجليل الأعلى ونفذ 19 عملية استهدف خلالها مواقع وقواعد عسكرية وتجمعات لجنود إسرائيليين، حيث يمطر الحزب شمال الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ والمقذوفات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء،رصد إطلاق 10 صواريخ باتجاه الجليل الأعلى واعتراض بعضها وسقوط أخرى كما أعلن إصابة جندي بجروح خطيرة خلال معارك جنوبي لبنان، كما أكد اعتراض مقذوفين قادمين من لبنان تجاه شمال إسرائيل.
وكثف الحزب استخدام المسيرات الانقضاضية باتجاه المواقع العسكرية والعمق الإسرائيلي، بعد نجاحها في الإفلات من المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وفى ظل استمرار التصعيد فى لبنان، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها ستجلي نحو 100 مواطن روسي من بيروت إلى موسكو.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي في "موقف متفوق" في لبنان، وعليه فله الحق بفرض شروطه، مضيفًا: "إنجازاتنا تضعنا في موقف قوي لمطالبة حزب الله بأن يقوم بالدفع بقواته بعيداً كما نريد لشمال نهر الليطاني"، ويعد هذا تأكيدًا لتصريحات رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، أساسي لعودة السكان إلى منازلهم في شمال إسرائيل.
وعلى الصعيد الإنساني، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن تردي الوضع الإنساني في لبنان وصل إلى مستويات تجاوزت شدة حرب 2006 ، وقد سبق أن حذرت الأمم المتحدة عبر عدة وكالات تابعة لها من خطورة الوضع الإنساني الحالى في لبنان، واصفة إياه بأنه يفوق ما خلفته حرب تموز عام 2006 بين إسرائيل ولبنان.
وفى هذا السياق قال المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إنه مع استمرار الغارات الجوية والقصف الإسرائيلى يوميا، وصل الوضع الإنسانى فى لبنان إلى مستويات تفوق شدة حرب 2006.
كما يتواصل تدفق المساعدات لدعم الشعب اللبناني ، حيث وصلت ، الثلاثاء ، إلى القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة روسية محملة بنحو عشرين طنا من المساعدات الطبية، كان في استقبالها وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض، الذى أكد أن كل تلك الاعتداءات الإسرائيلية تضغط ضغطا كبيرا على القطاع الصحي ، لذلك فإن وصول هذه المساعدات هو أمر مهم جدا يمكن القطاع الصحي من القيام بواجباته تجاه مجتمعه واهله، وفي الوقت نفسه تشكل هذه المساعدات بالنسبة إلينا أمرا معنويا وليس ماديا فقط.