ترك قريته الصغيرة فى شمال محافظة الدقهلية، وتوجه إلى شقيقه الأكبر فى القاهرة، حتى يلتحق بإحدى المدارس التعليمية لاستكمال مشوار حياته، وبعد وصوله فى عام 1972 إلى منطقة حلوان، فضل شقيقة أن يلحقه بالجيش المصرى حينذاك.
وتوجه به شقيقة الأكبر الى منطقة التجنيد التابعة للقوات المسلحة المصرية، لتبدأ إجراءات انضمام شقيقه الأصغر «على» إلى المؤسسة العسكرية المصرية، وتم بالفعل انضمامه إلى الجيش المصرى، فى عام 1972.
يقول العريف مقاتل مصرى على عبدالرازق على جادو- ابن قرية ميت طاهر مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية- إنه بعد نجاحه فى الالتحاق بالمؤسسة العسكرية المصرية، أنه تلقى التدريبات لفترة مايقرب من شهر أو شهر ونصف تقريبا فى بداية انضمامه، ليتفاجأ بوجوده على قناة السويس فى منطقة «الجناين»، الفرقة 19 مشاة اللواء 2 مشاة كتبة 5 مشاة، وأصبح أمام الأمر الواقع، ولكنه كان متفائلا بانضمامه.
تفاصيل السيطرة علي جبل المر اقوي القواعد الاسرائيلية
بعدها صعد أعلى برج مراقبة مرتفع، وهو برج كاشف لمنطقة كبيرة من «سيناء»، تتخطى 10 كم، وتسلم قلما وأوراقا، ليقوم بتدوين كل ما يرصده او يشاهده فى هذه المنطقة بالتفاصيل الكاملة مثل حركة السيارات التابعة للعدو، وأوقات التحرك وكل ما يتمكن من رؤيته فى هذه المنطقة.
وأكمل المقاتل المصرى بدأت أولى المهام وهى تدوين ما أشاهده وأرصده فى الضفه الشرقية المتواجد بها العدو، وكنت مع رؤيتى لتحركات السيارات والآليات العسكرية للعدو تنتابنى حالة من الغيرة على بلدى، فهى أرضنا وعرضنا ويتواجد بها عدونا ويستخدمها، وأننى مكتوف الأيدى فى التصرف مع هذه الآليات المعادية.
وذكر المقاتل المصرى أن عام الحرب وهو 1973، هو عام كامل بدون نوم ولا راحة، بل هو عام الظروف والتدريبات القاسية، حيث التعمد لإدخالنا فى أجواء وظروف الحرب القاسية، وما قد نتعرض له، حيث بدأنا فى تقليل كميات الغذاء ونعيش على المعلبات والبسكويت لمدة أيام، ورغم ذلك كنا أقوياء البنيان وفى كامل تركيزنا ولم نتأثر بأى شىء.
عريف مقاتل مصري في حرب اكتوبر المجيدة
استمر التدريب الشاق، وقبل الحرب بيوم واحد فى تمام يوم 5 أكتوبر، تحركنا من مكان تواجدنا إلى مكان آخر، حيث تقدمنا للأمام وكان مكان للاستعداد للهجوم دون علمنا، وفى الصباح تقدمنا مرة أخرى للامام، وتخطينا منطقة السكة الحديد، وأصبحنا فى منطقة الجناين، وفى تمام الساعة 1.5 ظهرا، فى يوم السادس من أكتوبر جاءت التعليمات بالاستعداد لعبور قناة السويس، وكانت أجمل جملة سمعتها أنا وزملائى.
وصلنا إلى القناة فى تمام الساعة 2.15 ظهرا، ومن شدة حماسنا لم ننتظر قصف الطيران والمدفعية حتى تكون غطاء.
وكانت المهمة الرئيسية المكلفين بها فى الكتيبة، هى احتلال «جبل المر» فهى أقوى القواعد الإسرائيلية، التى تقوم بقصف السويس بالكامل بداية من الغردقة إلى الإسماعيلية، فهى قاعدة محصنة لإطلاق الصواريخ والمدفعية 155مم، وكان يطلق عليها «أبوجاموس».
وبالفعل نفذنا مهمتنا على أكمل وجه، وقمنا بمحاصرة هذه القاعدة الحصينة، وتم أسر أعداد كبيرة من جنود العدو، والباقى تم تصفيته، والبعض هرب، وتركوا جميع الأسلحة داخل القاعدة حيث كان يتواجد بداخلها 6 مدافع 155 مم، وعدد من الدبابات، والمدفعية المختلفة.
وأثناء التمركز والسيطرة على منطقة «جبل المر» وفى إحدى ليالى 11، 12،13 من أكتوبر، كانت أحد أغرب المواقف، التى شاهدناها وكانت دعم ورسالة ومدد من المولى عز وجل، فعند تمركزنا فى الخنادق، بدأنا ننادى على بعضنا البعض، وكل فرد يسأل الآخر، ماذا ترى الآن؟ ليجيب الآخر أرى أجسام بيضاء اللون تقترب، الجميع يؤكد على وجود هذه الأجسام.
ليذكر العريف «على»: أحد الأفراد قام بمناداتى، ماذا ترى ياعلى؟ أجبت أرى نفس الأجسام، ثم أقسم أثناء حديثه أنهم «ملائكة» من السماء يرتفعون عن سطح الأرض بما يقرب من 20 مترا، يأتون فى مجموعات فهم على هيئة أشخاص لونهم أبيض ينظرون إلينا ثم يبتسمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة