فرص الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية متقاربة بشكل كبير بين دونالد ترامب، وكامالا هاريس، وبالتالى احتمالات عودة ترامب للبيت الأبيض واردة، ويبقى السؤال: هل ترامب فى نسخته الثانية سيختلف عن النسخة الأولى؟
وفق تحليل نفسى وسياسى للكاتب الأمريكى بصحيفة نيويورك تايمز ايزرا كلاين، يحلل شخصية ترامب، وسلوكه المتوقع.
يرى الكاتب أن دونالد ترامب حقق بالفعل إنجازا فريدا من نوعه فى تاريخ السياسة الأمريكية حتى لو لم يصل ثانية للبيت الأبيض، وهو أن يترشح كشخص غريب عن حزب سياسى ويستولى على هذا الحزب تماما، ويكسر إجماعه الأساسى، ثم يصبح رئيسا دون أن يشغل منصبا انتخابيا أو يخدم فى الجيش، بينما يقول ويفعل أشياء كان الجميع يعتقدون أنه لا تستطيع أن يفعلها أو يقولها شخص فى السياسة، ولتحقيق هذا الإنجاز الفريد، لا بد أن يكون الشخص الذى قام به فريدا، ودونالد ترامب فريد من نوعه.
التحرر من القيود هو محرك نجاح ترامب، وهو ما يسمح له بقول أشياء لا يقولها الآخرون، وتقديم حجج لا يقدمونها، ومحاولة استراتيجيات لا يجربونها.
هناك أشياء كثيرة يعتقدها الساسة ولا يقولونها، وهناك مساحات شاسعة من الرأى السياسى لا ينبغى للسياسى أن يتحدث عنها بحق، من باب الأدب أو اللياقة السياسة أو الخوف من الخروج عن المسار الأساسى للجدل السياسى، ففى الولايات المتحدة يعتقد الكثير من الناس أن المهاجرين أشرار وخطيرون، وأن التجارة الحرة تنهب البلاد ويستفيد منها مجموعة محدودة، وأن الصين ليست حليفة أو شريكة، بل هى عدو للولايات المتحدة، وأن التهديد الأعظم لأمريكا يأتى من الداخل، وأن هناك أمريكيين غير مخلصين، وأنهم العدو وأن قوة الدولة ينبغى أن تتحول ضدهم.
هذه الأفكار كانت موجودة قبل دونالد ترمب، وقبل حديث ترامب عنها، ولكن كان مسكوتا عنها لدى السياسيين، وهذا هو الفشل فى النظام الذى استغله ترمب، فهو يقول ما يريد كثيرون أن يسمعوه، يقول ما يقوله الناس فى السر ولا يقولونه فى العلن.
إن تحرر ترامب من القيود مرتبط بأمر آخر وهو «النرجسية»، يشيد بمن يشيد به ويسخر ممن يسخر منه، ولا يرى أبعد من نفسه وما يفكر فيه وما يريده وكيف يشعر، لا يستمع إلى الآخرين ولا يقبل التصحيح أو التوجيه.
وقد ذكر لإحدى الصحف أن ما يحركه هو «الحدس»، وأضاف «لدى حدس، وحدسى يخبرنى أحيانا بأكثر مما يمكن لعقل أى شخص آخر أن يخبرنى به».
فى الفترة الرئاسية لترامب، كان حوله مجموعة من الشخصيات ذات الوزن الثقيل وأصحاب الخبرة، كان يطلق عليهم «الناضجون فى الغرفة»، الذين اختلفوا معه فى بعض الأمور، وقاموا بكبح جماح بعض أفكاره، هذه المرة يعكف على اختيار فريق يتسم بالولاء والطاعة الكاملة لترامب.
وبالتالى قد نرى إدارة ترامب ثانية، ولكن دون كوابح أو فرامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة