النور مكانه فى القلوب.. "إيمان" أجرت 17 عملية فى عينيها وفقدت بصرها بالسادسة من عمرها.. تحدت الصعاب وحققت النبوغ العلمى.. مثلها الأعلى عميد الأدب العربى طه حسين وأمنيتها توفير آلة برايل لاستكمال تفوقها الدراسى

الأربعاء، 24 يناير 2024 05:00 م
النور مكانه فى القلوب.. "إيمان" أجرت 17 عملية فى عينيها وفقدت بصرها بالسادسة من عمرها.. تحدت الصعاب وحققت النبوغ العلمى.. مثلها الأعلى عميد الأدب العربى طه حسين وأمنيتها توفير آلة برايل لاستكمال تفوقها الدراسى إيمان أحمد
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وهبها الله النبوغ العلمى منذ الصغر، عوضًا لها عن فقدانها بصرها فى السادسة من عمرها، وتستمد النور من قلبها ليعطيها طاقة وقدرة على تخطى الصعاب التى قد تقف طريقها، فضلا عن تمتعها نسبة عالية من الذكاء وتحقيقها التفوق الدراسى كل عام، إلى جانب ممارسة هوايتها المفضلة فى كتابة القصائد بأسلوب يتماشى مع سنها الصغير، هى الطالبة" إيمان أحمد" صاحبة الـ14 عاما الطالبة بمدرسة "النور" للمكفوفين بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، التى تحدثت لـ"اليوم السابع" عن قصتها من أجل تحقيق التفوق الدراسى.

قالت "إيمان" المقيمة بعزبة السبكى بمركز الزقازيق، إنها فقدت قدرتها على البصر نهائيا فى السادسة من عمرها، وخاضت رحلة علاجية بإجراء 17 عملية انتهت تلك الرحلة فقدها الرؤية نهائيا، لكن الله عوضها بقدر من النبوغ العلمى والذكاء الذى ساعدها على تحقيق التفوق العلمى كل عام فى مشوارها الدراسى، إلى جانب رحلتها فى حفظ كتاب الله" القرآن الكريم" ولكى يكون نور لها فى الحياة، ومتخذة من الدكتور "طه حسين" عميد الأدب العربى مثلا إلى لها فى التفوق.

حاولت "إيمان" بمساعدة زميلها لها تدعى" نورا" تكبرها بعام، التعبير عن حالة فاقدى البصر من ذوى الهمم، بكتابة قصيدة بعنوان" أنا الكفيف" لتوصيل رسالة لكل من يسمعها أنه إنسان طبيعى مثل باقى البشر ومن حقه العيش فى البيئة المحيطة به ومعرفة كل شئ عنها، ومن كلمات القصيدة".

"أنا كفيف أنا الكفيف اللى صبحت على وش الدنيا وما رأتش الشمس بعنيا لكن مكنتش اعرف يعنى ايه شمس ويعنى أيه ليل ويعنى أيه نهار؟ لكن لما سألت ردوا عليه وقالوا يعنى أيه شمس ويعنى أيه ضل ويعنى أيه ليل ويعنى ايه يا نهار أنا الكفيف..أنا الكفيف متزعلش يا كفيف مفيش فرق بينك وبينى.. أنا الكفيف لو عايز تسأل يا كفيف على حاجة أسأل ماتخافش أسأل اوى مش هيأجوبك إسأل تانى لحد ما تعرف إجابتك.. أنا الكفيف اللى ما بشوفش الدجاج لكن بسمعه أنا الكفيف ما بشوفش بعينى أه لكن بشوف قلبى.. أنا الكفيف ما تزعلش يا كفيف مافيش فرق بينك وبينه.. متزعلش يا كفيف هما بيطلعوا دكاترة ومهندسين لكن أنت بتطلع سفير ووزير".

"هبة محمد" 36 عاما والدة " إيمان" أن الله رزقها بثلاثة بنات وولد، وكانت " إيمان" الطفلة الثانية لها، وكانت طبيعة منذ لحظة ولادتها لكن تعرضت لإهمال طبى أثناء تواجدها بحضانة أحدى المستشفيات تسببت الأضاءة العالية داخل الحضانة فى إصابتها بمياه زرقاء فى العين وبعد رحلة مع أطباء العيون أجرى لها 17 عملية بعينها وشاء القدر أن تفقد بصرها فى السادسة من عمرها، وأثناء تقدمى لها فى المدرسة.

وتستطرد الأم قائلة: "كانت صدمة كبيرة لنا، وحاول البعض من الأقارب إثناء والدها عن إلحاقها بمدرسة للمكفوفين، وبقائها بالمنزل خشية عليها، لكن أصر والدها إلحاقها بمدرسة "النور" للمكفوفين بمدينة الزقازيق، متغاضيًا عن أى أحاديث تم همسها فى أذنيه وأثناء الحاقها بالفصل الدراسى الأول بالمدرسة، كان من ضمن إجراءات التحاق التلاميذ إجراء اختبار ذكاء لمعرفة نسبة الذكاء، وحملت فلذة كبدى وتوجهت بها إلى عيادة المبرة التابعة لهيئة التأمين الصحى بمدينة الزقازيق، لإجراء فحص الذكاء وجاءت نتيجة الفحص حصولها على نسبة ذكاء فوق 100، وتم قبولها بمدرسة " النور" للمكفوفين ومنذ العام الدراسى الاول تحقق التفوق ولفت انتباه المدرسين بتفوقها العلمى، خاصة فى مادة العلوم الذى تحصل فيه على 100 % كل عام، وكانت من أوائل الشهادة الإبتدائية بالمدرسة وتم تكريمها من الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية".

واختتمت الأم حديثها لـ"اليوم السابع" بمناشدتها الجمعيات الخيرية فى توفير آلة برايل للكتابة لنجلتها من أجل استكمال نبوغها العلمى، خاصة أنها غير قادرة على تدبير نفقات تلك الآلة، وتعتبر نجلتها الطالبة الوحيدة بالفصل ليس معها آلة برايل لتذكار عليها فى المنزل، لكون زوجها عامل بشركة بمدينة العاشر من رمضان وغير قادر على تدبير النفقات.

إيمان أحمد
إيمان أحمد

 

إيمان تحلم أن تصبح مترجمة
إيمان تحلم أن تصبح مترجمة

 

إيمان متفوقة فى كتابة القصائد
إيمان متفوقة فى كتابة القصائد

 

إيمان
إيمان

 

رحلة كفاح من أجل العلم
رحلة كفاح من أجل العلم

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة