قال مرصد الأزهر، إن الموقف الأحدث للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، شهد تفعيل تلك المادة لأول مرة منذ عقود في رسالته إلى مجلس الأمن منبِّهًا إلى التهديد العالمي الناجم عن حرب غزة، بما يؤكد أن الأوضاع الكارثية في القطاع باتت عبئًا لا يطاق على أصحاب الضمائر الحية الذين يجاهدون من أجل وقف إطلاق النار في ظل غطرسة الكيان الصهيوني وما يمارسه من ضغوط سياسية وتشويه إعلامي ضد المسئولين داخل المؤسسة الأممية.
وتابع: أن دعوة "جوتيريش" الآن هي بمثابة تحذير من أوضاع ستدفع المنطقة بأسرها -والعالم من بعدها- إلى ما لا يحمد عقباه إذا اتسعت دائرة الحرب في ظل تعمد الصهاينة الضغط على الفلسطينيين من كل الاتجاهات لدفعهم إلى جنوب القطاع ومنه إلى سيناء؛ فضلاً عن تسليح المستوطنين في الضفة والقدس، وطرد الفلسطينيين المتواصل من أرضهم، والانتهاكات المستمرة التي كان أحدثها يوم الخميس الموافق 7 من ديسمبر 2023 في خلال الاحتفال بعيد "الحانوكا" وسط دعوات لنزع سلطة الوقف الإسلامي الإداري على المسجد الأقصى المبارك بكل ما يمثله ذلك من استفزاز لملايين المسلمين في العالم.
وبهذا فإن موقف الأمين العام للأمم المتحدة يعبر عن انفجار وشيك وتحول للوضع في غزة إلى أزمة إقليمية كبرى قد تطال دولاً أخرى - مثل لبنان والعراق واليمن وغيرها، وهذا ما لا يريده أحد.
وأكد المرصد أن حرب غزة كشفت عن حاجة ماسة إلى تعديل بنود في ميثاق الأمم المتحدة بما يضمن وقف الحروب والنزاعات الدولية في حينها تحت مظلة الأمم المتحدة، دون ترك الأمر للتفاقم وحصد أرواح المدنيين ونسف فرص الحياة دون ردع ولا عقاب.
إن استخدام "جوتيريش" هذه المادة في رسالته إلى مجلس الأمن تحمل من الرمزية ما يجعلها صرخة تحذير للعقلاء في العالم من خطورة الوضع. فلا أوجب الآن من وقف إطلاق النار وتقديم كل المساعدات الإنسانية المطلوبة، ولا أوجب اليوم من الشروع في تنفيذ الحل النهائي لأطول قضية احتلال في العصر الحديث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة