"العريش"، مدينة مصرية أصبحت أهم محطة استقبال تتسع لكل من يقدم الخير لغزة من دول ومنظمات وشخصيات، ووجهة استقبال وطريق من يحضر من قادة ورؤساء حكومات وسفراء وممثلى منظمات أممية ليسجل موقفه من حرب الإبادة فضلا عن حضور لا ينقطع لممثلى المحطات التلفزيونية والمشاهير بكل تخصصاتهم.
طرقات وشوارع وساحات مدينة العريش التى هى أكبر مدينة بشبه جزيرة سيناء، تشغلها شاحنات محملة بالمساعدات، ومطارها الجوى الواقع على تلال رمالها من الجنوب نقطة استقبال لطائرات تنقل المساعدات من كل دول العالم وتجلى الجرحى والمرضى القادمون من غزة، بينما على ساحلها ترسو على ارصفة مينائها سفن بعضها محمل بالمساعدات، وأخرى مستشفيات طبية عائمة تقدم الخدمات الصحية العاجلة للجرحى.
خلايا عمل لا يتوقف عملها بكل شوارع العريش طوال ساعات النهار من مشاهدها، قاطرات تتحرك وأخرى تتوقف فى الساحات وحولها متطوعين كل يرتدى شارة الجهة التى يمثلها، يقومون بتفريغها وإعادة تجهيزها فى أماكن مخصصة لهذا الغرض، وضيوف من كل المستويات الرسمية والمجتمعية والمنظمات الإغاثية من مصر وكل دول العالم يتعاقبون على زيارة المدينة، وتجوب سياراتهم شوارعها فى سلاسة وأمان نهارا، وليلا تكون إقامتهم بفنادقها على ساحل البحر ووسط المدينة التى سجلت نسبة إشغال كاملة وغير مسبوقة، بينما مقاهى المدينة ومطاعمها الشعبية وأسواقها التقليدية هى محطة استراحة لضيوفها كل ليلة بعد عناء العمل نهارا.
فى مدينة العريش يظهر الفعل لدعم الأشقاء فى قطاع غزة، فلا وقت للكلام عند جميع من يحضر ويتوقف على أرضها، وهو حال "عبد السلام سمير" القادم بشاحنته من القاهرة محملة بخيرات من كل محافظات مصر، وتحت ظلها يحتسى قهوة الصباح وعينه على طريق مسافته 45 كيلو سيسلكه إلى فلسطين كما سلكه قبله نحو 3500 شاحنة استقبلتها مدينة العريش، ومنها تحركت لغزة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية والمفروشات والخيام ومياه ومواد إغاثية، وحال "سعيد محمد "، الذى حضر من محافظة المنيا ليتطوع لخدمة مرافقى المصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج والرعاية الطبية فى مستشفى العريش العام، حيث يقدم لهم الشاى والقهوة التى يجيد فن صناعتها، وقلبه مطمئنا أنه بذلك يفعل ما يستطيع أن يقوم به لنصرة الأشقاء من داخل خيمة أقامها أهالى سيناء لتقديم الخدمات فيها، وحال "زكى فتحى" وهو سائق فى شركة نقل خاصة بالقاهرة، مهمته قيادة سيارة تقل ضيوفا أجانب يتابعون وصول شحنات مساعدة بلادهم ونقلها لغزة ولم ير أطفاله المقيمون بمحافظة الجيزة منذ قربة الشهر، وحال "ياسين بدر" وهو شاب من شمال سيناء، سلك طريق التطوع بمنظمات المجتمع المدنى، ليكون مرة عامل ينقل المؤن التى تنقلها الشاحنات ويعيد وأقران له تجهيزها، ومرة متطوع فى توصيل وجبات تقوم بتجهيزها جمعيات خيرية بالعريش لتوزع على العالقين من ابناء غزة الذين لم يتمكنوا من العودة لها بسبب الحرب، وكما يقول المهم عنده أن ينجز خلال يومه عمل يساعد من يستحق من أهل غزة.
أماكن "العريش" الحيوية تشارك بدورها شوارعها فى حمل هموم أهل "غزة"، فـ"ميناء العريش البحري"، الذى لا يزال العمل فى توسعته جاريا بدوره، لم ينتظر واستقبل 4 سفن محملة بمساعدات لصالح قطاع غزة من بينها سفينتان تركيتان حملت كميات من المساعدات المتنوعة والمستشفيات الميدانية، وسفينة طبية فرنسية وأخرى سفينة طبية إيطالية تستقبل يوميا جرحى من غزة لعلاجهم.
بينما "مطار العريش"، أصبح واجهة الفخر لمصر أمام العالم والذى يستقبل يوميا طائرات نقل المساعدات القادمة من دول العالم، والتى وصل عددها منذ 12 أكتوبر الماضى إلى نحو 280 طائرة، نقلت ما يزيد عن 7500 طن من مواد الإغاثة والأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيام والمستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف.
مدينة العريش التى اعتادت استقبال ضيوفها من كل رموز المجتمع المصرى الرسمية والشعبية، انضم لقائمة ضيوفها كبار الشخصيات من دول العالم الذين يصلونها جوا عبر مطارها أو برا قادمين من القاهرة فى إطار سعيهم للوصول إلى أقرب نقطة إلى غزة وكان من أبرزهم "أنتونيو مانويل دى أوليفيرا غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة"، و"الأمير الحسين بن عبد الله الثاني"، ولى عهد المملكة الأردنية الهاشمية، و"سامانثا باو" رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، و"بيدرو سانشيز" رئيس وزراء أسبانيا، "ألكسندر دى كرو" رئيس وزراء بلجيكا، و"رسولى فون دير لاين" رئيسة المفوضية الأوروبية، و"فخر الدين فوجه" وزير الصحة التركى، و"لولوة الخاطر"، وزيرة الدولة للتعاون الدولى القطرية، و"الدكتورة مى الكيلة"، وزير الصحة الفلسطينية، و"عادل العسومي"، رئيس البرلمان العربى.
كما تستقبل سفراء دول عربية واجنبية لدى القاهرة على رأس فرق عمل يتابعون ميدانيا وصول شحنات مساعدات بلادهم، ومنهم: أمجد العضايلة، السفير الأردنى بالقاهرة، ودياب اللوح سفير دولة فلسطين فى القاهرة، آنا ميلينا وتيوس، سفيرة كولومبيا بالقاهرة، صالح متلو شين السفير التركى بالقاهرة، أجيت جولتيه سفير الهند بالقاهرة، غانم الغانم السفير الكويتى بالقاهرة، محمد بن يوسف، السفير التونسى فى القاهرة.
كما استقبلت مدينة العريش ممثلين لمنظمات إغاثية دولية من بينهم: وأوكاى ميميش، رئيس هيئة الأزمات والكوارث بوزارة الداخلية التركية، ميشيل جوزيف المدير التنفيذى للطوارئ المركز الرئيسى لمنظمة الصحة العالمية ونعيم القصير ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصروريتشارد جون مدير الطوارئ بالمكتب الإقليمى للمنظمة شرق المتوسط وإدوارد شكر مدير الطوارئ بالمقر الرئيسى لمنظمة اليونيسيف وعمر أبى العطا مسئول الطوارئ بالمكتب القطرى لمنظمة الصحة العالمية وجيرمى أندرو ممثل منظمة اليونيسيف فى مصر، مروان الجيلانى مدير عام جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى.
واستقبلت عددا من رجال الدين فى العالم كان من بينهم صالح مجييف، المفتى العام لجمهورية الشيشان والأبشربل مهنا رئيس اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية، والمطران مكاريوس رئيس أساقفة قطر للروم الارثوذكس.
ولم يغب عن مشهد الحضور لمدينة العريش نجوم التأثير على مستوى العالم وكان أخرهم وأبرزهم المؤثر القطرى "غانم المفتاح" سفير النوايا الحسنة لدولة قطر المصاب بمتلازمة التراجع الذيلى والذى اشتهر بعد ظهوره يسير على يديه خلال حفل افتتاح كأس العالم بقطر، زار المصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج بمستشفى العريش من إصابتهم بنيران العدوان على غزة وفى كلمته من العريش أعرب عن تقديره للجهود التى تقوم بها مصر تجاه خدمة الأشقاء الفلسطينيين، وأشار أن رسالته لكل أبناء قطاع غزة من على أرض العريش المصرية "نحن معكم ونؤمن بكم فى الحياة على أرضكم أرض العروبة فلسطين شعب حر وصامد ومعنويات عالية وقادر على خلق مستقبل فلسطين لتعود لمجدها".
الطرق الموصلة للعريش تزدحم بالشاحنات
جسر من المساعدات
جهود الشباب فى تجهيز المساعدات
جهود داخل مدينة العريش
سفينة طبية إيطالية في ميناء العريش البحري
شحن المساعدات من الطائرات
شوارع العريش تسير عليها شاحنات مساعدات
شوارع لعريش تزدحم بالشاحنات
طائرات بمطار العريش
عمل يتواصل للمتطوعين
مدينة العريش محطة عبور الخير لغزة
مطار العريش واستقبال مساعدات
من العريش تتحرك الشاحنات لرفح
من مشاهد شوارع العريش
من مطار العريش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة