خلال عام 2023 تمكنت الأحزاب السياسية من اتخاذ خطوات مهمة وتجاوز جملة من التحديات دفعة واحدة من خلال مشاركتها الفعالة فى الانتخابات الرئاسية وأيضا فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكانت مشاركة 3 رؤساء أحزاب كمرشحين رئاسيين، ودعم باقى الأحزاب للمرشحين وفقا لتوجهاتهم تأثير قوى على عودة الروح الى الحياة الحزبية فى مصر مرة أخرى، بعد ان كان قد أصابها كثير من العطب خلال السنوات الماضية.
من جانبه يقول الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن الانتخابات الرئاسية أحدثت درجة كبيرة من الزخم السياسى خاصة وأنها ضمت 3 مرشحين من زعماء الأحزاب التى شاركت بفعالية فى الانتخابات الرئاسية، لافتا إلى توقعه أن يكون هناك دور أكثر نشاطا وحيوية للأحزاب ودرجة أكبر من الاهتمام من الدولة ومؤسساتها بالكيانات السياسية خلال الفترة المقبلة.
الدكتور إكرام بدر الدين
وأوضح أن الأحزاب عليها أن تراعى وجود حالة من التناقض بين عامل الكم والكيف فى ظل وجود عدد كبير من الأحزاب فى الساحة تقدر بأكثر من 100 حزب، وعامل الكيف هو تأثير الأحزاب فى الشارع إذ أن أغلبها كان غير معروف للمواطنين، لذلك هناك ضرورة لإحداث نوع من التنشيط قائلا «ليس المهم العدد وإنما الأهم الكيف من خلال الفاعلية والتواجد».
واعتبر أن الفترة القادمة ستتطلب تضافر جهود الأحزاب مع الحكومة فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها مصر، لذلك هناك أهمية للأحزاب ذات الاتجاه السياسى الواحد أن تتكتل معا، وتقليل عامل الكم والتركيز على عامل الكيف، منوها أن حديث الرئيس فى ولايته الجديدة ولقاؤه مع المرشحين للرئاسة الثلاثة حمل دلالات إيجابية عدة، خاصة أن لقاء الفائز مع الخاسر أمر نراه فى النظم الديمقراطية العالمية وهو ما يؤكد أن هناك رغبة حقيقة فى دفع الحياة السياسية للأمام وتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى.
بينما يقول النائب عاطف المغاورى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع بمجلس النواب، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان حريصا فى أول خطاب له بعد إعلان فوزه فى الانتخابات الرئاسية، إعلانه استكمال الحوار الوطنى والالتزام بما يتم التوصل إليه من مخرجات، مشيرا إلى أن مخرجات الحوار الوطنى هى تمثيل حقيقى لجميع القوى السياسية والوطنية المشاركة فيه.
النائب عاطف المغاورى
وأضاف «المغاورى»، أن المرحلة الأولى من الحوار الوطنى ناقشت عدد من الملفات الهامة التى هى تعبير عن الجميع، كان من أبرزها دعم الأحزاب وتعزيز الحريات وقضية الحبس الاحتياطى، مشيرا إلى أن تمسك الرئيس بما يصدر عن الحوار من توصيات يعنى وجود نية واضحة لدى الرئيس للتعامل مع مخرجات الحوار الوطنى كبرنامج وطنى سيتم تنفيذه خلال الولاية الجديدة.
وأكد النائب عاطف المغاورى، أن الانتخابات الرئاسية نجحت فى خلق مسار جديد للتواصل بين الأحزاب والشارع المصرى، والذى يجب استثماره من جانب الأحزاب خلال الفترة المقبلة، للحفاظ على هذا الزخم، مطالبا الجميع بالعمل مع الدولة من أجل تنمية الحياة السياسية المصرية وتقويتها بما يتلائم مع التحديات التى تواجه الدولة المصرية محليا وإقليميا.
أكد عبدالعزيز الشناوى، الأمين العام لحزب العدل، ضرورة الحفاظ على حالة الديمقراطية التى صاحبت الانتخابات الرئاسية، وإتاحة الفرصة أمام الأحزاب لعرض برامجها ورؤيتها تجاه القضايا الوطنية المختلفة، وتعزيز تواجدها فى الشارع المصرى من خلال فتح المجال العام، مؤكدا على ضرورة أن تواصل القيادة السياسية العمل على إجراء إصلاحات سياسية وتعزيز فاعلية الحوار الوطنى الذى ساهم فى إحداث حالة من الزخم السياسى فى الشارع المصرى خلال فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية.
عبدالعزيز الشناوى
وقال «الشناوى» لـ«اليوم السابع»، إن الشعب المصرى بشكل عام والأحزاب خاصة تتطلع إلى جمهورية جديدة أكثر تقبلا للآخر تدعم حرية والتعبير، مؤكدا أن التنوع السايسى داخل الدولة المصرية أمر مفيد لمصر بالدرجة الأولى، وهو ما أثنى عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أول خطاب له بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية، مشددا على أن مصر ستتقدم فى ظل وجود أكثر من رؤية وبرنامج يمكن للسلطة التنفيذية الاستفادة منها وتحقيق التوازن بينها، خاصة فيما يتعلق بالملفات الاقتصادية.
وأشار الأمين العام لحزب العدل إلى ضرورة أن تضع القيادة السياسية توصيات الحوار الوطنى فيما يتعلق بالمحور الاقتصادى فى أولوياتها خلال الفترة المقبلة، مشددا على ضرورة ترشيد الإنفاق، وتحديد أولويات الإنفاق على المشروعات، مطالبا بأن يكون رضا المواطن على رأس أولويات الدولة خلال الفترة المقبلة، بعد أن دفع وتحمل ضريبة الإصلاح الاقتصادى خلال السنوات الماضية.
وشدد «الشناوى» على ضرورة استدعاء حكومة اقتصادية بخلفية سياسية، قائلا: «ولاية جديدة تحتاج حكومة جديدة بفكر جديد تناسب الجمهورية الجديدة وتحديات المرحلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة