أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة الرقمية يمكن أن يؤثر على العلاقات الإنسانية، حيث أجرت إحدى الشركات دراسة استقصائية أجرتها شركة Cybermedia Research (CMR) والتي كشفت عن نتائج الإصدار الخامس من دراسة Switch Off Research الخاصة بصانع الهواتف الذكية.
وتركز الدراسة التي تحمل عنوان "تأثير الهواتف الذكية على العلاقة بين الوالدين والطفل" على مدى تأثير الإفراط في استخدام الهواتف الذكية على إعاقة الروابط بين الآباء والأطفال.
نمط استخدام الهاتف الذكي بين الآباء والأطفال
تلعب الهواتف الذكية دورًا حاسمًا في الحصول على المعلومات وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الآباء، حيث يعترف 70% من الآباء بمساهمة الهواتف الذكية في تعزيز معرفتهم بالعالم.
وبالمثل، فإن أكثر من 60% من الآباء يعتبرون الهواتف الذكية مهمة للتواصل مع العائلة والأصدقاء، في حين أن ما يقرب من 60% يقدرون الراحة التي توفرها أثناء التسوق.
عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإن المشاعر المتعلقة بالهواتف الذكية كميسرات للمعرفة تظل ثابتة، ويوافق ما يقرب من 60% من الأطفال على أن الهواتف الذكية لها دور فعال في الحصول على معلومات حول العالم.
وعلاوة على ذلك، أكد 58% منهم أن الهواتف الذكية تسهل التواصل مع الأصدقاء والأحباء الذين يعيشون بعيدًا، مما يؤكد الدور المحوري الذي يلعبه الهاتف الذكي في حياتهم اليومية.
تأثير الإفراط في استخدام الهواتف الذكية على الصحة النفسية للأطفال
وتكشف الدراسة عن أنماط مثيرة للقلق في استخدام الأطفال للهواتف الذكية، وتلقي الضوء على جوانب محورية في علاقتهم بهذه الأجهزة، وفي المتوسط، يبدأ الأطفال في استخدام الهواتف الذكية في سن 12 عامًا، ويقضون ما يقرب من 6.5 ساعة يوميًا، مع التركيز السائد على الألعاب.
ومما يثير القلق أن 91% يعترفون بأنهم يشعرون بالقلق عند الابتعاد عن هواتفهم، مما يدل على الاعتماد العاطفي العميق، وما يقرب من 90% منهم منخرطون في الغالب في أنشطة الهواتف الذكية في المنزل، مما يدل على الاعتماد المفرط.
وتشير هذه النتائج إلى أن الجزء الأكبر من الوقت الذي يقضيه الأطفال في المنزل، وهم يستخدمون هواتفهم الذكية، يسلط الضوء على التأثير العميق والإدمان المتزايد للأطفال، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن سلامتهم النفسية والاجتماعية في العصر الرقمي.
قلق الآباء بشأن نمط استخدام الأطفال للهواتف الذكية
وتكشف الدراسة أن الآباء يشعرون بقلق عميق إزاء أنماط الاستخدام المفرط للهواتف الذكية من قبل أطفالهم. وتمتد المخاوف إلى صحة أطفالهم العقلية، ومهاراتهم الاجتماعية، ونموهم الشامل.
حيث أعرب 94% من الآباء عن مخاوفهم العميقة بشأن الصحة العقلية لأطفالهم، وأكد 91% منهم على الحاجة الملحة لفرض قيود على الوصول إلى الهواتف الذكية.
كما أن المخاوف بشأن التأثير على المهارات الاجتماعية والتنمية الشاملة منتشرة على نطاق واسع، حيث يشعر 91% من الآباء بالقلق من أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية قد يؤثر سلبًا على مهارات أطفالهم الاجتماعية.
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يعيق العلاقة بين الوالدين والطفل
تسلط الدراسة الضوء على تحدي كبير في العلاقات بين الوالدين والطفل بسبب الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، حيث يُعرب 90% من الآباء عن انزعاجهم من حين لآخر عندما يقاطعونهم أطفالهم أثناء انشغالهم بأنشطة الهواتف الذكية.
واعترف 90% آخرون بقضاء وقت أقل جودة مع أطفالهم، مما قد يؤدي إلى توتر الروابط العائلية، فيما كان 91% من الأطفال يعترفون بأنهم يشعرون بالوحدة أكثر من أي وقت مضى بسبب استخدام آبائهم للهواتف الذكية.
وعلى الرغم من قضاء ما يقرب من ساعتين يوميا مع أطفالهم. يعترف 75% من الآباء بأنهم يتعاملون هاتفيًا بشكل متزامن، مما يثير تساؤلات حول جودة هذه التفاعلات.
الجانب الايجابى
وتكشف الدراسة أن 93% من الآباء والأطفال يتشاركون في الشعور بالذنب تجاه جودة علاقاتهم، ومن الجدير بالذكر أن 94% من الآباء يعطون الأولوية بشكل جماعي للتفاعلات الشخصية الهادفة على التمرير عبر الهاتف الذكي أثناء وقت الفراغ.
وعلاوة على ذلك، أعرب 96% من الآباء و93% من الأطفال عن رغبة متبادلة قوية في تعميق الروابط العائلية، وتشير هذه الإحصائيات إلى إجماع قوي ومتفائل، وتسلط الضوء على الجهود الملتزمة لتعزيز روابط أقوى وأكثر عمقا في عالم اليوم الذي تعتمد على التكنولوجيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة