أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المخاوف بدأت تنتاب الشعب الأوكراني في ظل دلائل قوية تشير إلى استمرار الحرب مع القوات الروسية خلال فصل الشتاء القارس البرودة حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
وأوضح كاتب المقال شوان ووكر، أن الشعب الأوكراني بدأ يتأهب في الوقت الراهن لفصل شتاء عصيب ليس فقط بسبب شدة البرودة ولكن تحسبا لهجمات روسية عنيفة في جميع أرجاء أوكرانيا.
وأضاف الكاتب أن هناك الكثير من الشائعات حول وجود خلافات كبيرة وتوترات بين الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة والذي تجلى مؤخرا بعد إقالة زيلينسكي لقائد الوحدة العسكرية الطبية أول أمس الأحد ومطالبته كذلك بتغييرات ميدانية في صفوف القوات الأوكرانية. وأوضح الكاتب أن الإنهاك بدأ يصيب الجميع في أوكرانيا بعد ما يقرب من عامين من بداية الحرب والتي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
ولفت الكاتب إلى أن هناك حالة من الوجوم لا تخطئها العين تسود العاصمة كييف في الوقت الحالي في ظل خفوت الأمل في تحقيق انتصار حقيقي وحاسم وسريع على القوات الروسية، موضحا أنه ما زاد من حدة حالة الوجوم تلك فشل الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية على الجانب الروسي مع بداية فصل الصيف الماضي بسبب التحصينات الروسية القوية.
وأضاف الكاتب أن هناك العديد من العناصر الداخلية والخارجية والتي تسببت في تلك الحالة التي وصل إليها الجانب الأوكراني والتي يأتي على رأسها الخسارة الفادحة التي تتكبدها القوات الأوكرانية في ساحة القتال منذ بداية الحرب وتراجع المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا على أمل تحقيق النصر على الجانب الروسي.
ونوه الكاتب إلى أن هذه الأوضاع دفعت العديد من الأصوات داخل أوكرانيا إلى المطالبة، ولأول مرة منذ اندلاع الحرب، إلى التفكير جديا في وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات من أجل وضع نهاية لتلك الحرب على الرغم من اعترافهم أن تلك المفاوضات سوف تصب بلا أدنى شك في صالح روسيا.
وتطرق المقال في الختام إلى تأثير الوضع على الساحة الدولية على الحرب في أوكرانيا، حيث يشير إلى أن التطورات الحالية والمتلاحقة في الشرق الأوسط حولت اهتمام الدول الغربية بعيدا عن أوكرانيا كما أنها أدت إلى تقليص حجم المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الصديقة لكييف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة