تحل اليوم ذكرى وفاة سعد الدين وهبة الذى رحل عن عالمنا فى 11 نوفمبر من عام 1997، وقد قدم للمكتبة العربية العديد من المسرحيات الشهيرة منها سكة السلامة، السبنسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، الحيطة بتتكلم، رأس العش، وقام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية.
وكان سعد الدين وهبة بصدد كتابة فيلم عن أم كلثوم غير أن الفيلم لم يخرج إلى النور، ويذكر "وهبة" الأسباب فى كتاب له بعنوان «أم كلثوم»، طبعه مهرجان الإسكندرية السينمائى «سبتمبر 1999» تكريما له بعد رحيله فى 11 نوفمبر 1997، ويقول فيه: «فكرة الفيلم بدأت فى ربيع 1968 عندما زارنى المخرج الكبير يوسف شاهين، وعرض عليِ فكرة فيلم عن «أم كلثوم»، أكتب له السيناريو، وبعد مناقشة قصيرة اتصلنا بزميلنا بمؤسسة السينما المهندس محمد دسوقى (ابن شقيقتها) ليحصل لنا على موعد معها، وحدث، وجلسنا أمامها نعرض عليها فكرة الفيلم، ورغم ترحيبها إلا أنها لم تخفى قلقها، وواجهتنا بعشرات الأسئلة، وفى نهاية الجلسة اتفقنا على أن أحضر لها وحدى فى المرة القادمة لتبدأ فى حكاية قصة حياتها من وجهة نظرها هى.
,يضيف «وهبة» وفقا لما ذكره سعيد الشحات في "ذات يوم"، أن الموعد التالى كان فى الرابعة عصرا، وكان معه جهاز تسجيل فى حجم حقيبة الأوراق، ولما رأته سألت بلهجة حادة: عاوزنى أكلم الحديدة دى؟ فوضع التسجيل ولم يستخدمه، وأخرج أوراقا وقلما ليكتب فقالت: ومش حتكتب كمان، يذكر وهبة :وضعت الورق والقلم ونظرت إليها متسائلا، فردت: «أنا أحكى لك، أبص فى عينك كده وأحكى، وانت تحفظ، وبعد ما تروح تكتب اللى انت فاكره واللى تنساه تيجى المرة الجاية وتسألنى عنه»، وتوالت الجلسات.
يتذكر «وهبة» أن الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة طلبه، وسأله: ماهى حكاية فيلم أم كلثوم؟، رويت له ماحدث، فقال: الرئيس جمال عبدالناصر طلب منى أن تنتجه وزارة الثقافة، ونضع جميع الإمكانيات فى خدمته، ويشير وهبة إلى أن الجلسات طالت مع أم كلثوم، وخلالها طلب منه مراسل جريدة «برافدا» السوفيتية التوسط لديها لإجراء مقابلة معها، ووافقت وحضر هو لترجمة الحوار الذى أجرى باللغة الإنجليزية التى لاتجيدها بينما تجيد الفرنسية إجادة تامة، ويتذكر أن المراسل سألها: ماذا تفعلين إذا حققت الانتصار على إسرائيل بالسلاح السوفيتى؟ أجابت بتلقائية غريبة: "أغنى للشعب السوفيتى فى شوارع موسكو".
,يذكر «وهبة» أن نشر الحوار أدى إلى دعوتها لإحياء حفلات فى الاتحاد السوفيتى، وقبل سفرها التقى بها مرتين أو ثلاثة ليعرض عليها ما كتبه فى الفيلم، ثم سافرت إلى موسكو يوم الجمعة، واستعدت لحفلتها يوم الاثنين لكن عبدالناصر مات الثلاثاء، فألغت حفلاتها وعادت ترتدى السواد، وقضت أشهرا حزينة توقف العمل فيها فى مشروع الفيلم، يؤكد: «عندما استعادت نفسها كان الحماس فتر، وبعد سنوات توقفت الدولة عن الإنتاج فوضعت فى بيتى الأوراق التى وافقت عليها قبل سفرها إلى موسكو، ولم يتحمس أحد لانتاج الفيلم».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة