أكد عدد من الناشرين أن تطوير الكتاب قضية حتمية فى ظل التغيرات فى توجهات القراء، وظهور خيارات متعددة ومتنوعة للوصول للمعلومة والتزود فى المعرفة، مشيرين إلى أن التطوير فى الكتاب يبدأ من الغلاف، فهو بوابة القارئ إلى المحتوى المكتوب، وجاذبيته وجودته تلعب دوراً محورياً فى إقبال القراء عليه.
ويرى أحمد بدير مدير عام "دار الشروق" المصرية وأحد المشاركين فى معرض الشارقة الدولى للكتاب أن الغلاف أهم عنصر فى نجاح الكتاب، قائلا "مع أهمية العنوان واسم المؤلف، يبقى للغلاف أهمية خاصة، فالكتاب يجب أن يجذب القارئ أولًا، وأيضاً ينافس فى صناعة النشر كتب أخرى لناشرين آخرين عرب وأجانب"، مشيرًا إلى أنهم يستعينون بأجيال من الفنانين التشكيليين فى تصميم الغلاف، مثل عبد السلام الشريف وحلمى التونى.
وعن أساليب تصميم الغلاف قال "فى الروايات نفضل اللوحات التعبيرية، وفى الكتب التاريخية اللوحات التشكيلية، وفى السيرة الذاتية نستخدم صورة فوتوغرافية للكاتب، كما نستخدم التصوير الفوتوغرافي، والكولاج".
وقال إن "الألوان لها دور فى نجاح الغلاف، وهى أيضًا تخضع للتوجهات الدارجة، ففى الثمانينيات والتسعينيات كان السائد الألوان الغامقة للتعبير عن الرصانة، الآن العكس، فالتوجهات الدارجة تتجه نحو البنفسجى والأخضر بدرجاته، والأزرق المبهج أو الغامق".
وأوضح بدير أن "الفئة التى يتوجه لها الكتاب تحدد الألوان، فكتب الأطفال تكون غامرة بالألوان لجذب انتباه الطفل، لأنها تنافس أفلام الكرتون وألعاب الموبايل"، مشيرا إلى أنهم يحافظون على الفن اليدوى ويستخدمون خطوط الكمبيوتر فى أضيق الحدود.
أول عوامل الجذب
من جانبه يرى ماجد شبر مدير شركة الوراق للنشر فى بريطانيا أن "الغلاف لا يقتصر دوره على تقديم فكرة عن محتوى الكتاب، لكن له أهداف تسويقية فهناك أغلفة تبيع الكتب وأخرى لا، فالأغلفة عامل الجذب الأول، وبعد ذلك يأتى العنوان، ثم الموضوع، وإذا فشل الغلاف فى جذب القارئ من بعيد لن يتوقف".
وقال: إن تصميم الغلاف يشمل العنوان والرسم وطريقة التوزيع الفنية، وكل عنصر له مقوماته، والفكرة هى التى تحدد الاتجاه الفنى، ونحن نستخدم لوحات تشكيلية ورسومًا تعبيرية، وأحياناً أخرى نميل إلى البساطة".
وأكد شبر حرصهم فى العناوين على استخدام الخطوط العربية اليدوية لتحقيق الجمالية والوضوح والتميز ويدققون حتى فى نوع الخط، مع الميل إلى الرقعة والديوانى والثلث".
من جانبه يرى إسحاق أبو زر مسئول المبيعات والتسويق فى "السلوى للدراسات والنشر" فى الأردن أن صناعة الكتاب أصبحت تحديًا، خاصة بالنسبة للأطفال، لأن الطفل لا يتقبل أى شىء، ويحتاج إلى شىء مميز".
وأضاف أن "الغلاف يحظى باهتمام خاص منا، حيث نتعاون مع عدد من الفنانين المتخصصين فى رسومات الأطفال مثل حسانين مناصرة، ومايا فداوى، وعلى الزينى، وعلى شمس الدين، وبعض الرسامين الأجانب".
وأوضح أبو زر أن "أهمية الغلاف تتضاعف، خاصة أننا نوجه إصداراتنا إلى الفئات من 0+ و11+، بمعنى أن هناك فئة من الأطفال ما قبل المدرسة لم تقرأ بعد، لذلك يصبح شكل الغلاف أهم من عنوانه"، مشيرًا إلى أنهم يركزون على الألوان الأساسية المبهجة التى تجذب الصغار.
بدوره يرى أحمد لاشين مدير قسم التسويق فى "دار الهدهد" للنشر والتوزيع أن تصميم الغلاف الجذاب والملهم يمكن أن يشجع القراء على اختيار الكتاب وقراءته، قائلا إن "عناصر تصميم الغلاف تشمل العنوان، تنسيق الصفحة والنص والصور والرسوم، والألوان والخطوط، والرؤية العامة".
وأوضح أن "اتجاهات التصميم الحديثة فى الغلاف تتضمن التصميم المسطح والتركيز على الخطوط والتصميم بالصور، وهناك توجه نحو استخدام الأبعاد لتحسين تجربة المستخدم، بالإضافة إلى تصميم الواجهة الأمامية والواجهات الداكنة، لتعزيز جاذبية ووظائف المنشورات والمواد النشرية".
وأكد لاشين أن "الرسومات تلعب دورًا مهمًا فى استمالة القارئ من خلال توفير تجربة بصرية جذابة، تقدم مزيدًا من الأبعاد للمحتوى وتدفع القارئ للاستمرار فى القراءة، كما تلعب دورًا فى تبسيط المفاهيم، ما يجعل المعلومات أكثر وضوحًا وفهمًا، بفضل تأثيرها البصرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة