احتفل الأمازيجيون بالعديد من بلدان شمال أفريقيا، برأس السنة الأمازيجية 2973، وأقيمت المهرجانات الشعبية التراثية بهذه المناسبة، فيما جددت منظمات حقوقية فى المغرب مطالبها بمنح المزيد من الحقوق للأمازيجيين واعتبار رأس السنة عيدا وطنيا على غرار الجزائر التى اعتمدت قبل بضع سنوات رأس السنة الأمازيجية عيدا وطنيا وإجازة رسمية مدفوعة الأجر، فيما يختلف كثيرون بشأن بدء التقويم الأمازيجي، أو ما يسمى "حاكوزة" أو "إيض يناير".
التقويم الأمازيجى
لا يزال هناك اختلاف حول التقويم الأمازيجى، ويربط باحثون رأس السنة الأمازيجية بأحداث تاريخية لها علاقة بالأمازيج وانتصارات ملوكهم فى الحروب، بينما يرى آخرون أن الأمر له علاقة ببداية السنة الفلاحية الجديدة.
ومهما كانت الخلفيات فإن الاحتفاء بمناسبة السنة الأمازيغية، أصبح يأخذ زخما متزايدا فى دول شمال افريقيا.
الجزائر
شهدت احتفالات الأمازيجيين فى الجزائر إقامة فعاليات ثقافية فى مختلف الولايات واحتفالات ومهرجانات شعبية تعكس تنوع الثقافة الأمازيجية.
وقد شهدت مدينة تيزى وزو ـ على سبيل المثال ـ مهرجانات شعبية متنوعة، واستضافت حرفيين وفرقا موسيقية من مختلف مناطق البلاد.
اجتمع المحتفلون فى ساحة لتقديم استعراضات فنية بهذه المناسبة، أما داخل إحدى القاعات فعرضت لوحات فنية ومنتجات تقليدية تظهر مدى عراقة الموروث الثقافى الأمازيجي.
كما شاركت الجهات الرسمية فى هذه المهرجانات بتوزيع جائزة رئيس الجمهورية للأبحاث والإبداع فى الأدب والتراث للأمازيجيين.
المغرب
وفى الوقت الذى انطلقت فيه احتفالات الأمازيجيين ببدء عام جديد فى تقويمهم، فى بلدان عديدية منها الجزائر و المغرب، من خلال طقوس وعادات احتفالية وغذائية بالأساس، جدد عدد من المنظمات والجمعيات الأمازيجية في المغرب، مطالبهم بحقوق الأمازيجين حيث وجهوا رسالة مباشرة إلى العاهل المغربى الملك محمد السادس، لإقرار رأس السنة الأمازيجية الذى يصادف 13 يناير من كل عام عيدا وطنيا رسميا، فى خطوة هى الأولى من نوعها فى البلاد.
جاء ذلك بعدما يئست هذه الهيئات من طرق أبواب رئاسة الحكومة منذ 2011 حتى اليوم، ومعها المؤسسة التشريعية، دون أن تتحقق هذه الآمال.
منظمات تخاطب الملك
فى هذا السياق، وقعت حوالى 45 منظمة وجمعية أمازيجية ومدنية وحقوقية بالمغرب، رسالة مباشرة ـ للمرة الأولى ـ للعاهل المغربى الملك محمد السادس، بترسيم السنة الأمازيجية الجديدة عيدا وطنيا وعطلة رسمية على غرار باقى الأعياد والعطل الرسمية. وفق موقع سكاى نيوز.
ونوهت الرسالة، بأن الاحتفال برأس السنة الأمازيجية، يتزامن مع قرب "السنة الثانية عشر للاعتراف بالأمازيجية لغة رسمية فى دستور 2011، والسنة الرابعة من إصدار القوانين التنظيمية لتفعيل الطابع الرسمى للأمازيجية، وأكثر من 20 سنة على خطاب أجدير 2001 المرجعى الذى اعترف بأمازيجية المغرب.
ومن جانبه، شدد رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمى الأمازيجى، على أن الأساس اليوم هو "إصدار قرار يقر برسمية السنة الأمازيجية، وجعل المناسبة عيدا وطنيا لكل المغاربة، باعتبار الأمازيجية رصيد مشترك لجميع المغاربة بدون استثناء وفق الفصل الخامس من الدستور".
ومن شأن هذا القرار أن يعيد الانتعاش للأمازيجية، تماشيا مع روح وفلسفة الدستور وانسجاما مع ما جاء فى القانون التنظيمي،، بالنظر لرمزيته القوية والخاصة، ولشعبيته فى دول شمال إفريقيا، إذ يحتفل به الجميع منذ قرون، وأوضح الراخا أن إنصاف الأمازيجية يبدأ من إقرار السنة الأمازيجية عيدا وطنيا لجميع المغاربة، ويوم عطلة مؤدى عنها، بما سيسمح للمغاربة باكتشاف عمق تاريخهم، وعراقة حضارتهم وثقافتهم، وهو ما سيعزز لا محالة ارتباطهم بطونهم وافتخارهم به.
من جانبها ، تعتمد الدولة المغربية فى تناولها للملف الأمازيجية، التدرج فى التعامل مع مطالبهم، وهو ما كان منذ خطاب أجديد فى 2001؛ ثم إحداث القناة الأمازيجية عام 2010، وأيضا ترسيم الأمازيجية فى دستور 2011، وبعدها صدور القانون التنظيمى المتعلق بتفعيل الطابع الرسمى للأمازيغية فى 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة