دراسة ترصد: الاستثمارات القطرية فى مصر ارتفعت بنسبة 300%.. شراكات بين الدولتين بحوالى 4500 شركة.. توقعات بمزيد من استثمارات الدوحة بمصر.. والعلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تحولًا جذريًا بعد اتفاقية "العلا"

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 05:00 م
دراسة ترصد: الاستثمارات القطرية فى مصر ارتفعت بنسبة 300%.. شراكات بين الدولتين بحوالى 4500 شركة.. توقعات بمزيد من استثمارات الدوحة بمصر.. والعلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تحولًا جذريًا بعد اتفاقية "العلا" الرئيس السيسى و امير قطر
كتب امين صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت دراسة نشرها المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات، الضوء على العلاقات المصرية القطرية، مؤكدة أن الاستثمارات القطرية اتخذت في مصر مسارًا صاعدًا خلال الفترة من 2017 وحتى العام 2020 رغم جائحة كورونا، فارتفعت قيمة تلك الاستثمارات بنسبة 300% خلال تلك الفترة، وبما يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 59% سنويًا تقريبًا، لكن عام 2021 شهد انخفاضًا في الاستثمارات القطرية في مصر بنسبة 25% نتيجة لما يمر به العالم من تبعات كورونا التي أثرت على سلاسل التوريد وتسببت في إغلاقها، وأثرت إلى حد كبير على اتجاهات الاستثمار عالميًا، وأرسلت إشارات سلبية إلى المستثمرين بشأن استثماراتهم، وهو أمر طبيعي في سوق الاستثمار؛ إذ تهرب رؤوس الأموال وتبحث عن استثمارات أكثر أمانًا في أوقات الأزمات.
 
ولفتت الدراسة إلى أنه بعد إطلاق الحكومة المصرية لوثيقة سياسة ملكيتها والتي حددت أهدافًا تتعلق بجذب استثمارات أجنبية بحوالي 10 مليارات دولار سنويًا ولمدة أربع سنوات بإجمالي قيم 40 مليار دولار، وزيادة حجم القطاع الخاص في الاقتصاد المصري ليصل إلى نسبة 65% خلال الخمس سنوات المقبلة؛ كل ذلك هيأ المناخ الاستثماري أمام المستثمرين للعودة والاستثمار في السوق المصرية مرة أخرى. وهو ما برهن عليه إقدام عدد كبير من الصناديق السيادية بمنطقة الخليج للاستحواذ على عدد من الشركات المصرية، تلك الخطوات أرسلت رسائل جيدة إلى المستثمرين حول حقيقة استقرار وضع الاقتصاد المصري وجاذبية الأصول والشركات العاملة به من حيث قدرتها على تحقيق أرباح وتوليد تدفقات نقدية مستدامة.
 
وأكدت الدراسة أنه من المتوقع أن نرى استثمارات أكبر من جانب دولة قطر بمصر؛ إذ يجري الحديث حاليًا حول عدد من الصفقات المزمع إنشاؤها بين جهاز قطر للاستثمار ووزارة قطاع الأعمال المصرية، والتي تستهدف النظر في شراء حصص حكومية بعدد من الشركات المصرية، وهي حصص غير حاكمة يدور معظمها في نطاق 10 – 20% من أسهم تلك الشركات. ومن بين تلك الشركات الشركة الشرقية للدخان، وشركة الإسكندرية لتداول الحاويات، والشركة المصرية للاتصالات، تلك هي نماذج من الشراكات الممكنة بين قطر ومصر في المستقبل، وربما يكون من المطروح أيضًا الدخول في شراكات أخرى.
 
ولفتت الدراسة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وقطر شهدت تحولًا جذريًا بعد أن وقع البلدان على اتفاقية "العلا" في يناير من العام 2021 في المملكة العربية السعودية، والتي أنهت خلافًا دام لسنوات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، والتي تبعها تعيين سفير مصري لدي الدوحة في يونيو من عام 2021 للمرة الأولى منذ مطلع عام 2014، وتبعها تعيين قطر سفيرًا لدى مصر في يوليو 2021.
 
وأوضحت الدراسة أن مصر بموقعها الجغرافي ينظر إليها أنها بوابة رئيسة لنفاذ السلع والخدمات إلى السوقين الأفريقية والأوروبية، وهو ما تنظر إليه الدوحة عند اتخاذ قرارها بالاستثمار في مصر، وترتكز العلاقات بين البلدين على أسس راسخة؛ فوفقًا لتصريحات وزارة الصناعة والتجارة المصرية توجد شراكات بين الدولتين بحوالي 4500 شركة مصرية وقطرية، هذا بجانب مساهمة قطر للطاقة عبر شركة التكرير العربية باستثمارات في مشروع مصفاة الشركة المصرية للتكرير، ومن بين آخر تلك الاستثمارات التي تم الإعلان عنها، هو إعلان شركة قطر للطاقة إبرام اتفاقية مع شركة إكسون موبيل للاستحواذ على حصة في منطقة استكشاف قبالة السواحل المصرية، وبموجب تلك الاتفاقية ستمتلك قطر 40% من حصة المقاول في منطقة شمال مراقيا البحرية في البحر الأبيض المتوسط، في حين أن شركة تابعه لشركة إكسون موبيل ستحتفظ بنسبة 60% من الامتياز.
 
أما عن حركة التجارة بين البلدين، فوفقًا لبيانات منصة بيانات الأمم المتحدة للتجارة، فقد ارتفعت التجارة بين البلدين من 1.036 مليار دولار في عام 2015 إلى 1.874 مليار دولار في عام 2016، كان معظمها (75% تقريبًا) استيراد مصري من قطر، ويأتي معظمه استيراد لمشتقات الطاقة.
 
لكن الفترة بداية من عام 2018 وحتى العام 2021 (الفترة التي شهدت أزمة في العلاقات السياسية بين قطر والدول العربية)، انخفضت حركة التجارة بين مصر وقطر إلى 37 مليون دولار في عام 2021،لكن من المتوقع أنه وبعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي ضوء ما تم الإشارة إليه من اعتزام قطر استثمار مبلغ 5 مليارات دولار بمصر العام الحالي من خلال شراء حصص غير حاكمة ببعض من الشركات المصرية؛ فمن المتوقع أن تعود حركة التجارة مرة أخرى للنمو في الأعوام القادمة.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة