وكانت الجلسة قد بدأت باستماع المحكمة لمرافعة النيابة العامة في القضية، حيث أكدت النيابة أن المتهم اشتهر بين أقرانه بسوء السمعة والسلوك، حتى أنه اتهم في واقعتي سرقة، أقر هو بواحدة وأقر إبنه بواحدة آخرى، وطالبت النيابة بالقصاص العادل إستناداً لكتاب الله عز وجل:- "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
ورصد "تليفزيون اليوم السابع" تفاصيل مرافعة النيابة العامة في القضية، والتى قال فيها وكيل النائب العام بجلسة الحكم ما يلي:- "نعرض الآن الوقائع لدعوى اهتزت لها القلوب واقشعرت لها الأبدان.. أود في البداية أن اعرفكم على المجني عليها سميرة أحمد سعد، القتيلة وزوجها هو المتهم الماثل أمامكم أبوالسعود بدري خليل.. إن الحياة وضعت سميرة تحت ظروف التفكك الأسري، انفصل والداها وذهبت للعيش مع والدتها بحثا عن الحنان والأمان، ومن كنف الأم إلى كنف زوجة الأب وهنا ظهر في حياتها ذلك الرجل، رجل في العقد السادس أو السابع من العمر، له من الزوجات اثنتين وله من الأبناء الكثير ميسور الحال سخي المال.. وخوفا من مجتمعنا إلى من لم تتزوج.. قبلت ووضعت قبولها ذلك أول مسمار في نعشها".
وتابع وكيل النائب العام في مرافعته: "وفي ليلة عرسها تلك الليلة التي تنتظرها كل فتاة سيدي الرئيس، دب أول خلاف بينهما، طعنها في شرفها.. اتصل بوالدها حينها وأخبره أن ابنته ليست عذراء فما كان من الأب المكلوم إلا أن هرول بابنته عارضا إياها على أحد الأطباء، وجاءت النتيجة حينها أن المتوفاة كانت حينها عذراء لم تمس شرفها أعادها والدها مرة أخرى إلى زوجها لكنه لم يكن يعلم ما تخفيه لها الأيام.. أنجبت منه وكأن الحياة بدأت تبتسم لها وأرادت الحياة أن تعوضها عن شقائها وما لاقته من آلام، وأن تهب لها ما تبقى من حياتها بصيص أمل ولكن هنا كان للمتهم رأي آخر، أخذ طفلها وأهداه لزوجته الثانية، يا له من عقاب سيدي الرئيس وعلى أي فعل اقترفته".
وقال ممثل النيابة فى مرافعته: "هنا نعرفكم على أهم محاور تلك الدعوى، إنه أحمد أبو السعود نجل القاتل هرول ذلك الشخص وأخبره أن زوجته المجني عليها حاولت أن تهم به عارضة نفسها عليه، ترغب في نكاحه، فما كان من القاتل أن واجهها فأنكرت واعتصمت بشرفها، ولكن القاتل رأى في ذلك ذريعة للبدء في تنفيذ مخططه.. المتهم بدوافعه المجرمه، بدأ في تنفيذ خطته ولكن بطريقة تحمل في طياتها الخبث والدهاء الشيطان ذاته لا يستطيع الوصول إلى تلك الطريقة، تنوعت الأساليب في ذهن المتهم، توصل لطريقة تبعد عنه الشبهات واختار الموت البطيء الموت بالاحتجاز والتعذيب والموت البطيء، طريقة ممنهجة ذكية ودقيقة، قرر احتجاز المتوفاة إلى رحمة مولاها في منزل الزوجية، قرية المدامود مركز شرطة طيبة، دون أن يترك لها المجال أن يزورها أحد او حتى أن تخرج من ذلك المنزل، بتلك الوسيلة استطاع أن يحول منزله لنعشها، الاحتجار ذاته قادر أن يصيب المجني عليها ببعض الأمراض العقلية لكن ذلن يوصل المتهم لمراده وهو القتل فاختار إتخاذ محور آخر يسهل عليه فعلته وهو منع الطعام، فأضحى لا يلقي لها من الطعام إلى فتاتا، قاصدا متعمدا ذلك، كان المتهم رحيما بكلابه أكثر من القتيلة، فكان يلقي له كل بضعة ايام كسرة خبز أو ثمرة خضار لمدة أربع سنوات، فتموت كل ليلة جوعا وخنقا وضيقا في منزل الزوجية الذي رسمت فيه الآمال، أربع سنوات من القتل والجوع والموت البطيء والوحدة مخطط شيطاني تحكم عليها بمثل هذا العقاب ومثل هذه الميتة لمجرد قول؟!".
وقال ممثل النيابة: "المتهم اشتهر بين أقرانه بسوء السمعة والسلوك، حتى أنه اتهم في واقعتي سرقة، أقر هو بواحدة وأقر ابنه أحمد بواحده، ولكن القادم أثبت لنا أن المتهم في جعبته الكثير، ففي بداية الالفينات رزق الله المتهم من زوجته الأولى بثلاثة أبناء وليد وأحمد محور الأحداث هنا ومحمد، وبدل أن يشكر الله كان ينتظر خلافا بين الثلاثة أبناء فيعالجه دون رحمة أو شفقة كان ينتظر الخلاف فيهرول إلى الابن الأكبر وليد يكبله ويأمر أخويه الصغيرين أن يضرباه وأن يتبولا في فمه عقابا له"، وطالبت النيابة في ختام المرافعة، بالقصاص العادل ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
وبداية تفاصيل الواقعة تعود إلى شهر فبراير الماضي، حيث شهدت محافظة الأقصر جريمة مروعة هزت أرجاء البلاد، وراحت ضحيتها ربة منزل أقدم زوجها على قتلها بخطة شيطانية بالإحتجاز والتعذيب لمدة 4 سنوات، ودفن جثمانها في حجرة المنزل لمدة 7 أيام، حيث نجح رجال المباحث في كشف غموض هذه الجريمة البشعة، بعد ورود بلاغ عن تغيبها لأيام عدة، ليتبين أن زوجها حبسها داخل المنزل من دون طعام أو شراب، قبل أن يقرر دفن جثتها والإبلاغ عن اختفائها.
وبدأت مديرية أمن الأقصر تحرياتها في الواقعة التي شهدتها مدينة المدامود، بعدما ورد لها بلاغ من شقيق المجني عليها وزوجها البالغ من العمر 60 عاماً يفيد بتغيّبها عن المنزل، فكثّفت الشرطة تحرياتها لكشف ملابسات الواقعة، وبحسب التحقيقات، فقد اكتشف الزوج مقتل زوجته بعد سبعة أيام من تعديه عليها وحبسها في المنزل، وقرر التخلص من الجثة من خلال دفنها في المنزل، بعدما حفر لها حفرة، وصب عليها طبقة خرسانية حتى لا تفوح رائحة الجثة ويفتضح أمره، وبعد تضييق الخناق على الزوج أقر بارتكاب الواقعة أمام الشرطة، وأرشد عن مكان جثة زوجته، وتم إحالة القضية للمحكمة التى قررت إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتى لأخذ الرأى الشرعى فى إعدامه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة