جاء ذلك في كلمة للوزيرة، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، بدار الضيافة بقرطاج، حول الدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا. 

واعتبرت بودن أن هذه التظاهرة الاقتصادية ستؤسس لمحطة جديدة على دربِ الشراكة الإفريقية –اليابانية، في كاملِ أبعادها الإنسانية والثقافية، شراكة قوامها التنميةَ المتضامنة والمتكافئة من أجل تحقيق التعافي الشامل والمستدام الذي نرجوه، مضيفة أن من أهمّ الدروسِ والعبر التي تم استخلاصها من تجربة كوفيد-19، هو أنّ التنمية ليست غاية في حد ذاتتِها بلِ الإنسانُ هو جوهر التنمية وهو غايتها، وأنّ السياسات الحمائية لا يمكن أن تبلور حلولا جماعية.

وقالت الرئيسة التونسية إن التضامُن الدولي قادر على الخروج بنا نحو آفاق أرحب وأشمل، تتسع للجميع وتهيّء لنا أسباب وشروط إعادة البناء بشكل أفضل، وهو ما سعت تونس لترجمته من خلال شعار الدورة "أولويات التنمية في إفريقيا بعد كوفيد-19"، وهي المقاربة التي ما فتئت تونس تدعو لها وتؤكد عليها في جميع الهيئات والمحافل الدولية منذ بداية الجائحة. 

وأوضحت أن هذه الدورة ستركز على ثلاثة محاورَ اهتمامٍ رئيسية وهي : التنمية المستدامة والشاملة، والحد من الفوارق الاقتصادية، وأخيرا بناء مجتمعات مستقرة وأكثر صمودا وأمنا بالقارة الإفريقية، معتبرة أنها بذلك، تمثل إطارا نموذجيا للنظر في السبل والآليات الكفيلة برفع سقف الشراكة الإفريقية اليابانية إلى مستوى الرهانات والتحديات الماثلة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي المرجو ودفع النمو الشامل، بما يساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 والأهداف المدرجة بأجندة التنمية 2063 للاتحاد الإفريقي لبناء "إفريقيا التي نريد". 

كما أكدت بودن الحرص على ضمان حضور واسع للقطاع الخاص من خلال المنتدى الاقتصادي للتيكاد-8، الذي سينتظم تحت اشراف رئيس الجمهورية التونسية ورئيس جمهورية السنغال والوزير الأول الياباني، عبر توفير برامجَ مساندة مالية وفنية وتدابير تفاضلية، وبيئة استثمارية تشجع على ريادة الأعمال وقادرة أيضا على احتضان رواد الأعمال اليابانيين والأفارقة أو غيرهم وتقديم نموذج للتعاون بين القطاعين العام والخاص الإفريقي –الياباني.

وشددت رئيسة الحكومة التونسية على التطلع إلى أن يكون هذا المنتدى الذي سيشهد مشاركة أكثر من 300 من قادة الاعمال بأكبر الشركات الوطنية واليابانية والافريقية، مناسبةً لاستكشاف فرص جديدة للتعاون في جميع المجالات الحيوية والمستجدة على غرار التكنولوجيا الرقمية والبحث العلمي والاقتصاد الأخضر والتنمية البشرية وتشجيع رواد الأعمال من الشباب في بعث المؤسسات الناشئة في هذه القطاعات.