جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بحث خلاله الزعيمان آخر المُستجدات والوضع الخطير الذي وصلت إليه الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وسبل تعزيز العلاقات بين فرنسا وفلسطين، وكذلك مع الاتحاد الاوروبي في ظل الرئاسة الفرنسية للاتحاد.


وأشار عباس إلى اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى وأداء الصلوات في باحاته، والسماح لهذه المجموعات المتطرفة برفع الاعلام الاسرائيلية بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تمنع الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، في انتهاك صارخ للوضع القائم التاريخي، علاوة على ممارساتهم العدوانية من أجل طرد الفلسطينيين من أحياء القدس وهدم منازلهم والقتل اليومي للأطفال وأبناء الشعب الفلسطيني العزل، واستمرار جرائم الاستيطان وارهاب المستوطنين.


وأكد عباس لماكرون، أن القيادة الفلسطينية بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التصعيد الإسرائيلي، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف ممارساتها الاجرامية والاحتلالية وما تقوم به من اجراءات تطهير عرقي وتمييز عنصري، وفي ظل عدم وجود تحرك أمريكي فاعل يؤدي إلى وقف هذه الاستفزازات والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي.


وقدم الرئيس الفلسطيني الشكر لنظيره الفرنسي على مواقف بلاده الثابتة في دعم السلام على أساس حل الدولتين القائم على القانون الدولي، مقدراً المساعدات التي تقدمها فرنسا لدعم بناء المؤسسات والنهوض بالاقتصاد الوطني الفلسطيني، مؤكداً أهمية استمرار الدعم السياسي والاقتصادي المقدم من الاتحاد الاوروبي ودوله الاعضاء.


وشدد الرئيس الفلسطيني على أهمية الدور الفرنسى الذي يحظى بثقة الجانب الفلسطيني، ويمكن أن يقدم مبادرات فاعلة من أجل خلق أفق سياسي، إلى جانب الجهود التي يمكن أن يبذلها الاتحاد الاوروبي ودوله الأعضاء بالتعاون مع الاطراف الدولية المعنية في المنطقة والعالم.


بدوره، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون، التزام فرنسا بدعم تحقيق السلام وبذل الجهود مع الجانبين المعنيين والأطراف الدولية كافة، من أجل وقف التصعيد القائم والانتقال لمبادرات تؤدي للوصول الى الأفق السياسي المنشود. وجدد تقديم التعازي والادانة في رحيل الصحفية شيرين أبو عاقلة.


وفي نهاية الاتصال، قدم الرئيس ماكرون دعوة للرئيس عباس لزيارة فرنسا خلال الفترة المقبلة لمواصلة بحث سبل تحقيق السلام وتعزيز العلاقات الثنائية.