أكرم القصاص - علا الشافعي

شريف عارف

عندما يكتب الإخوان تاريخ مصر!

الخميس، 05 مايو 2022 02:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقائه الأبوي مع أسر الشهداء قبل أيام، لا يجب أن يمر مرور الكرام. الجمل محددة والوقائع مثبتة لا تقبل التشكيك. لكن الأخطر، هو الإشارة إلى ذلك المنهج، الذي أقرته جماعة الإخوان الفاشية عبر تاريخها في الترهيب، والعبث بالوطن، وتدمير العقول والمنشآت.

قال الرئيس: "جماعة الإخوان هددت الجيش باستهداف أمن مصر 3 مرات، المرة الأولى، كانت مع المشير حسين طنطاوي حول نتائج الانتخابات الرئاسية، أنه في حال إذا لم تأت النتائج في صالح الرئيس مرسي، "سنولع البلد"، والثانية عندما قال خيرت الشاطر إنهم حرقوا مقرات الأمن الوطني من قبل وقادرون على عمل محاكمة شعبية لهم ومحاكمتهم، أما المرة الثالثة فكانت له شخصيا، حيث استمر الشاطر، مدة 45 دقيقة، يهدد بالقتل وتخريب البلاد".

ما ذكره الرئيس هو جزء من كل، وبعض من روايات حدثت بالفعل، مع كل نظام حكم مصر. فالإخوان كجماعة أًسست لضرب الفكر الوطنية، كان لابد لها أن تحاول دوما للقاء مع كل الأنظمة، التي حكمت مصر في العصر الحديث. لم تفرق الجماعة بين نظام الملكي أو جمهوري. في جميع الحالات لابد وأن تفتح اتصالات بالحاكم، وهذا هو الأسلوب المتبع دوما، فاذا رفض هذا الحاكم، إجرامهم تحول إلى عدو لهم، وبالتالي وجب تشويهه واغتياله جسديا أو معنوياً على الأقل.

في عهد حسن البنا تخابر الإخوان مع الألمان، وتعاونوا مع الإنجليز، وفتحوا كل الاتصالات بالقصر، خلال الحرب العالمية الثانية، وتمكن علي ماهر من اصطيادهم واستغلال طموحاتهم المشبوهة وشهوتهم للحكم، في تحقيق أهداف أكثر شبهة.

وعندما قرر محمود فهمي النقراشي، حل جماعة الإخوان كان مصيره الاغتيال، وزرعت الجماعة لأول مرة فكرة " المظلومية"، ومحاوله كتاب التاريخ جديد يغطي على جرائمها، خاصة بعد اغتيال حسن البنا.

عندما هتف الناس "الشعب مع النحاس"، خرجت المظاهرات الإخوانية لتقول: " الله مع الملك". وعندما قربهم إسماعيل صدقي إلى الحكم خرجت المظاهرات، وهي تحمل لافتة عليها الآية القرآنية: " واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد"!

الموقف لم يختلف كثيراً في العهد الجمهوري، فقد تحالف الإخوان مع الانجليز قبل الجلاء، وقرروا اغتيال عبد الناصر في تنظيم 1954، وحدث نفس الشيء عقب تنظيم 1965.

رغم اعترافات قادة تنظيم 65، بالتخطيط لتفجير القناطر الخيرية، وإغراق مصر لأنها " دولة كافرة" على حد زعمهم، فإنهم صدروا من داخل السجون فكرة المظلومية، وأعادوا كتابة تاريخ مصر مرة أخرى!

وقد أخرج الإخوان فى ذلك كتبًا تحكى للإخوان ولغيرهم، صورًا من هذه الصور الوهمية للتعذيب.

هذه الكتب، كان هدفها التحريض ضد الدولة المصرية، والتأكيد على أن حربها ضد الجماعة الفاشية، هي حرب ضد الدين

من بين هذه الكتب: فى الزنزانة لعلى جريشة، المذبحة فى الذكرى العشرين للمذبحة لمصطفى المصيلحى، مجزرة القرن العشرين يوميات محمد يوسف هواش، من المذبحة إلى ساحة الدعوة لعباس السيسى، عشت هول المذبحة لروكسى معكرون، خواطر مسجون لسعيد سرور كامل،  مذبحة الإخوان فى ليمان طرة لجابر رزق،  قال الناس ولم أقل فى حكم عبدالناصر لعمر التلمسانى. 

كل هذه الكتب التى صورت تعذيب الإخوان على يد نظام حكم الرئيس عبد الناصر، صدرت فى عهد الرئيس السادات، وكانت أساساً لأي عملية تشويه فيما بعد.

ما فعلته المنصات الإخوانية الخارجية، التي كانت تستهدف ضرب الاستقرار في مصر على مدى السنوات القليلة الماضية، هو جزء من مخطط الإخوان لإعادة كتابة التاريخ، وترسيخ فكرة المظلومية من جديد.

ما قاله الرئيس وما ذكره من وقائع تهديد للجيش ولقيادته وللدولة المصرية هو جزء من كل، هو مجرد عنوان في مجلد ضخم من الجرائم وصناعة الضلال..

sherifaref2020@gmail.com










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة