نواصل سلسلة احتفالات المصريين التى كشفت لنا أن الإنسان المصرى بطبعه محب للفرح والحياة، يحول كل مناسباته إلى مواسم وأعياد، ونتوقف اليوم مع المناسبات والأعياد الرسمية والقومية والشعبية الحديثة التى نعيشها ونقوم بها فى مصر.
25 يناير
يحتفل المصريون فى 25 يناير بعيد الشرطة، وذلك بسبب أنه فى 25 يناير من سنة 1952 استشهد نحو خمسون وأصيب ثمانون من رجال الشرطة المصرية فى مدينة الإسماعيلية على يد الاحتلال الإنجليزى، بعدما رفضوا تسليم أسلحتهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى.
يوم الشهيد
يتم الاحتفال به يوم 9 مارس من كل عام، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض يوم 9 مارس عام 1969، وهو بين جنوده على الجبهة فى حرب الاستنزاف التى كنا نحارب فيها ضد المحتل الإسرائيلى.
عيد الأم
يحتفل المصريون بعيد الأم يوم 21 مارس من كل عام، وترجع قصة العيد فى مصر إلى كل من الكاتب الراحل علي أمين والكاتب الراحل مصطفى أمين حيث دعا في زاويته الصحفية اليومية "فكرة" إلى تخصيص يوم الاحتفال بالأم، كان ذلك فى 9 ديسمبر من عام 1955 على إثر زيارة قامت بها إحدى الأمهات للراحل مصطفى أمين فى مكتبه، وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا فى الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، حيث قال: لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيدا فى بلادنا وبلاد الشرق، وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا يا أمى، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولون فى هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أى يوم في السنة نجعله عيد الأم؟
وبعد نشر المقال بجريدة الأخبار، اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول احتفال بعيد الأم فى 21 مارس سنة 1956م.
عيد تحرير سيناء
يوافق عيد تحرير سيناء الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989م.
تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى فى عام 1982 م واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989.
عيد شم النسيم
يحتفل المصريون بعيد شم النسيم فى اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، وتمتاز طقوس اليوم بكونها ذات أصول قديمة، ويكون اليوم فرصة طيبة لتناول بعض المأكولات المعينة، مثل البيض والفسيخ، والخروج إلى المتنزهات والحدائق.
وشم النسيم هو أقدم احتفال شعبي عرفه التاريخ بداية من قدماء المصريين منذ ما يقرب من خمسة الآف سنة، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة، وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
عيد العمال
يحتفل المجتمع المصرى بعيد العمال فى اليوم الأول من شهر مايو، ويعود عيد العمال في أصله إلي عام 1869 حيث شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا في أمريكا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.
وجاء أول مايو ليشهد 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية في يوم واحد في تاريخ أمريكا حيث وصل عدد الإضرابات التي أعلنت في هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك في المظاهرات 340 ألف عامل وكان الشعار ألمطلبي المشترك لأحداث هذا اليوم هو "من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات".
وفي مدينة شيكاغو احتفل العمال وتظاهروا في أول مايو لتخفيض ساعات العمل وكان شعارهم "ثماني ساعات للعمل – ثماني ساعات راحة – ثماني ساعات للنوم".
وفي أوروبا تمت الدعوة في المؤتمر التحضيري لما أصبح فيما بعد الأممية الاشتراكية الثانية في 1889 لمظاهرات متزامنة في المدن الأوروبية يوم الأول من مايو 1890 من أجل المطالبة بقانون يحد ساعات العمل إلى ثمانية ساعات.
وفي مصر أيضًا كان هناك تراثًا عماليًا مستقلاً للاحتفال بعيد العمال بدأ في عام 1924 حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه" حيث عقد مؤتمرًا ألقيت فيه الخطب.
ثورة 30 يونيو
فى 30 يونيو من عام 2013 خرجت مظاهرات شعبية حاشدة ضد جماعة الإخوان الإرهابية التى حكمت مصر لمدة سنة وفشلت بصورة كبيرة فى إفادة الشعب المصري الذى لم يحتمل هذا الفشل فخرج معلنا الثورة.
ثورة 23 يوليو
إنها ثورة الضباط الأحرار التى وقعت فى 23 يوليو من سنة 1952، وغيرت مستقبل مصر، حيث قضت على الملكية ودخلت البلاد مرحلة الجمهورية، وقد ترك ذلك أثره الكبير على كل مناخي الحياة خاصة الاجتماعية، فقد تم القضاء على الشكل الطبقي للمجتمع وصار من حق الفقراء أن يحصلوا على فرصة متكافئة فى التعليم والصحة والعمل.
6 أكتوبر .. يوم العبور
يوم الفخر فى تاريخ مصر الحديث، حيث قام رجال مصر بهزيمة الجيش الإسرائيلى فى حرب التحرير ضد المحتل الذى كان قد احتل سيناء منذ ست سنوات وبالتحديد فى يونيو من سنة 1967.
وبهذا الفوز عادت الثقة قوية للجيش المصرى الذي لم يقبل الظلم أبدا وراح يستعد بصورة كبيرة ومنظمة حتى أبهر الجميع فى يوم العبور.
بالطبع هناك احتفالات أخرى كثيرة لم نرصدها فى هذا التقرير، لكننا نعيشها ونستمتع بها، منه الدينى ومنها الشعبي، منها أعياد الميلاد ومنها موالد الأولياء والصالحين فى المسيحية والإسلام، وكل هذه الاحتفالات الكثيرة والدائمة تكشف عن جوهر مهم فى الشخصية المصرية يتمثل فى أن روحه ه روح الإنسان الذى يقاوم كل شيء بالضحك والفرح والمحبة، ويحول أيامه إلى مناسبات ولياليه إلى أغنيات وسمر وينتظر الغد متفائلا وهو ويهتف "يا رب كتر أفراحنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة