د. ماريان جرجس تكتب: توحيد الصوت الإفريقي بلسان مصري

الثلاثاء، 29 مارس 2022 12:17 م
د. ماريان جرجس تكتب: توحيد الصوت الإفريقي بلسان مصري د. ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبرهن الدولة المصرية كل يوم على أنها البوابة الأساسية للقارة الإفريقية، ولا سيما في ظل التغيرات التي يشهدها العالم، وتناحر القوى العالمية وتغيّر المعادلة العالمية وتقدم اقتصادات وتراجع اقتصادات ولكن تبقى مصر هي صمام أمان القارة الأفريقية سلة غذاء العالم ومواردها الخام في العقود القادمة.
 
"بلد الألف تل" رواندا التي تحظى بموقع جغرافي ومُناخ يفوق مميزاته أي بلد أوروبي، كان ذلك البلد يعانى من المجاعة حتي حقق الانتعاشة الاقتصادية والنمو الاقتصادي، ولكن قدر ما تحظى البلدان الإفريقية بموارد خام وبكر ومواقع جغرافية مميزة، قدر ما تبقى تلك البلدان في جزر منعزلة الكثير منها حبيس ليس لها مطل ساحلي، ولا تقتصر العزلة فقط علي حدود الجغرافيا ولكن تظل التكتلات الاقتصادية الكثيرة في إفريقيا تعزز من تلك العزلة الاقتصادية والسياسية.
 
ولذا أكد الرئيس في المؤتمر الصحفي مع نظيره الرواندي على أهمية تكامل وتوحيد الدور الإفريقي فمصر هي البلد الوحيد القادر علي توحيد كل تلك الجزر المنعزلة بين بلدان القارة الإفريقية ، توحيدها أمنيًا بتكتل أمني واقتصادي مثل الساحل والصحراء ، توحيدها اقتصاديًا وتشجيع التجارة البينية، توحيدها سياسيًا كما أكد الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفي، وهي نقطة في غاية الأهمية في توقيت فارق في التاريخ ، فلابد أن يكون لإفريقيا التي تمتلك المواد الخام رؤية سياسية موحدة أمام القضايا العالمية ،و موقف واحد متماسك ، فذلك الموقف السياسي الموحد الذي تسعي لتحقيقه مصر هو الذي سينعكس إيجابا علي المواقف الاقتصادية بل هو الذي سيعزز  مكانة القارة الإفريقية .
 
فرواندا علي سبيل المثال، حققت نجاحات اقتصادية في الآونة الأخيرة ولكنها تظل دولة حبيسة لا يمكن أن تكون جزءًا من التجارة العالمية بدون مطل بحري أو طريق سكة حديد عابر للدول، لذا يأتي دور التكامل الاقتصادي هنا بينها وبين مصر؛ واجهة القارة الإفريقية التي لديها خط سكة حديد سيربط بين الإسكندرية وكاب تاون، أو عن طريق المسار البحري وربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا .
 
وعلي نفس المثال ، جنوب إفريقيا وهى واحدة من تجمع بريكس الاقتصادي، الذي سيجمع البرازيل وروسيا والصين والهند ، ومن المرتقب أن يشهد ذلك التكتل الاقتصادي نجاحًا ، وبدون تلك المسارات لن تجد جنوب إفريقيا منفذَا لمنتجاتها .
 
إن مصر هي البلد الوحيد التي حققت أمنًا واستقرارًا علي الشريط الساحلي الإفريقي وهي أيضًا معبر مهم ورئيسي في مبادرة الحزام والطريق عن طريق قناة السويس، لديها رؤية تجاه الإصلاح المؤسسي في إفريقيا ولديها سياسة لوأد الإرهاب في القارة الذي هو العدو الأول للتنمية كما أنها البلد الإفريقية الأكثر تعزيزًا للعلاقات الإفريقية بينها البعض، لذا لنا القول أن مصر هي همزة الوصل بين العالم وإفريقيا والبوابة الوحيدة لتلك القارة ، إذا ما طرق أحد المستثمرين باب إفريقيا عليه أن يعبر من تلك البوابة الرئيسية لها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة