حذر مركز أبحاث أمريكى من احتمالية أن تشهد الولايات المتحدة عنفا فى موسم الانتخابات القادمة، وقال إن حدوث ذلك من شأنه أن يقوض الديمقراطية فى البلاد وعلاقة واشنطن بحلفائها وقتها فى مواجهة خصومها.
وقال تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إنه فى الأسبوعين اللذين سبقا الانتخابات النصفية الأخيرة فى 2018، هز الولايات المتحدة أربع هجمات إرهابية محلية، كانت جميعها تسعى لطرق مختلفة من تقديم رسائل سياسية.
فتم فى البداية إرسال 16 قنبلة إلى شخصيات بارزة فى الحزب الديمقراطي، وكان الجانب الأكبر منها متروكا من قبل أنصار الرئيس ترامب المتشددين الذين كانوا يسعون إلى الترهيب والتخويف. وبعد أيام من العثور على القنابل الأولى، أطلق شخص عنصرى النار على اثنين من المتسوقين السود وقتلهما فى ولاية كنتاكى. وفى أكتوبر، تم قتل 11 من المصلين فى معبد يهودى. وفى أوائل نوفمبر، أطلق شخص النار على استوديو يوجا وقتل شخصين.
وشاب انتخابات عام 2020 وما بعدها عنفا مماثلا، كان أبرز مثال على ذلك اقتحام مبنى الكونجرس. كما أن انتخابات 2016 التي انتصر فيها ترامب، أثارت موجة من جرائم الكراهية التي تستهدف الأقليات ووثق مركز الفقر الجنوبى 900 بلاغا من المضايقات والتخويف فى الأيام العشرة التي تلت الانتخابات. كما شهد انتخاب ترامب وتتويجه أعمال شغب واسعة، بما فى ذلك فى واشنطن.
والآن، فإن الخبراء والكيانات الحكومية على حد السواء يحذرون من عنف، أغلبه من اليمين المتطرف، قبل وبعد الانتخابات النصفية المقررة فى نوفمبر المقبل، حيث تم وضع بعض القضايا ف إطار وجودى مثل الإجهاض وعنف الأسلحة، ناهيك عن تصوير البعض لها كاستفتاء على الرئيس السابق ترامب الذى يواجه تحقيقا فيدراليا بسبب تعامله مع الوثائق السرية.
ولم يكن العنف السياسى الذى يسبق الانتخابات الأمريكية قادرا فقط على ثنى المواطنين عن المشاركة فى التصويت، لكمنه يمكن أن يقوض الديمقراطية الأمريكية واستقرار الولايات المتحدة بطرق عديدة. فلا يزال تأثير أحداث 6 يناير عميقا، وأظهر استطلاع أخير للرأى أن 38% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن الطرف الخاسر سيقر بهزيمته فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. بينما أظهر استطلاع آخر أن 54% يعتقدون أن أمريكا ستكون أقل ديمقراطية للأجيال المقبلة.
فضلا عن هذا، فإن العنف الناتج عن نتائج الانتخابات يطبع العنف كشكل من النشاط السياسى عندما تخفق صناديق الاقتراع. وأشار بحث إلى أن أحد عوامل الخطر الرئيسية للانتخابات هي تاريخ عنف الانتخابات. فالأمريكيون الذين يمنحون وقتهم لدعم الديمقراطية بالعمل فى الانتخابات مهددون على نحو خاص، وأسست وزارة العدل الأمريكية العام الماضى قوة عمل ردا على التهديدات التي تستهدف عمال الانتخابات، وهى المسألة التي تفاقمت خلال الأشهر العديدة الماضية.
من ناحية أخرى، يضر عنف الانتخابات بثقة حلفاء أمريكا وقدرة الولايات المتحدة على الترويج للديمقراطية فى الخارج. وكانت أحداث اقتحام الكونجرس جزءا من اتجاه عالمى أكبر، بدا فيه أن العنف المرتبط بالانتخابات أكثر تكرارا، وجعل واشنطن أقل قدرة على قيادة دعوات التغيير.
ويأتى التحذير من عنف الانتخابات وسط ارتفاع وتيرة التهديدات التي يواجهها السياسيون وأعضاء الكونجرس بشكل متزايد فى الآونة الأخيرة. قالت صحيفة نيويورك تايمز إن أعضاء الكونجرس الأمريكي من كلا الحزبين، الديمقراطى والجمهورى، يتعرضون لزيادة فى التهديدات والمواجهات فى الوقت الذى تحول فيه صعود الخطاب السياسى العنيف بشكل متزايد إلى ترهيب شخصى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الأشهر التي تلت اقتحام مبنى الكونجرس فى يناير 2021، والذى وضع المشرعين ونائب الرئيس فى مواجهة مثيرى الشغب الذين هددوا حياتهم، واجه الديمقراطيون والجمهوريون المطاردات والزيارات المسلحة لمنازلهم والتخريب والاعتداءات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة