لم يتخيلوا وهم ينظرون إليهم صبيحة أحد الأيام العادية، أن هذه هي النظرة الأخيرة، وأنه سلام بلا عودة، ظلت وقتها القلوب معلقة على الأبواب أملأً في رجوعهم، لكن عادت جثامينهم ملفوفة في أعلام مصر، وبسبب أُناس ليسوا من، ولا يحبوننا، ولا يحبون الوطن مثلنا ترملت النساء، وتيتم الأطفال، وأرواح أُخرى زُهقت، لتبقى مصر، وستبقي أبد الضهر، وسيظل ثأرها لكل شهيد.
أسر شهداء مصر الذين قضوا نحبهم دفاعاً عن الأرض والعرض لم ينسوا، ثأرهم مع جماعة الإخوان الإرهابية، التي تحاول بين الحين والأخر زعزعة استقرار الدولة عبر دعوات تحريضية، واستخدام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي ألقت بظلالها على الجميع.
ورغم مرور سنوات على فقدان أحبتهم، إلا أنهم باقون على العهد، لاستكمال ما قدمه الشهداء الأبطال من تضحيات فداءاً لهذا الوطن، وهو ما يزرعونه في أطفالهم الصغار، وفي كل محفل يظهرون به.
ويحمل أهالي الشهداء رسائل للمصريين، ننقلها لكم عبر "اليوم السابع"، جاءت جميعها تحذر من السقوط في فخ الإخوان الإرهابية.
سوزان عبد المجيد والدة النقيب إسلام مشهور شهيد معركة الواحات، قالت ولادنا دفعوا ثمن غالي للحفاظ على الوطن، ولا أحد يسمح بهدم مصر، والمساس بأمنها واستقرارها، حتى الناس البسيطة لن تقبل بالعودة للمشاهد حرق أقسام الشرطة واقتحام السجون.
وأضافت والدة الشهيد: " ولادنا راحوا عشان البلد دي تحيا وعشان البلد دي يبقى فيها استقرار، ودم ولادنا هيضيع لو رجعنا للفوضى تاني"، واستكملت قائلة :" رسالتي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي كمل بُنى وعمرها أكتر عشان دم ولادنا".
الشهيد اسلام مشهور
منار سليم أرملة الشهيد العقيد أحمد المنسي قالت سأتحدث كسيدة مصرية قبل أن أكون أرملة شهيد، وأوكد أن كل من يوجه دعوه تحريضيه ضد مصر يجلس في تكيف منزلة بالخارج، يلهو داخل البارات ويحتسي الخمر ، يظن أنه قادراً على تحريك المصريين واستخدامهم كأداة، والتاريخ أثبت أن المصري الذي حارب الاستعمار، وخاض حروباً لاستعادة الأرض متحدياً الظروف وأقتحم خط بارليف الحصن المنيع، كما توهمت إسرائيل في أكتوبر 1973 ، لن يقبل أن يكون السيف الذي يطعن وطنه من الخلف.
وقالت أرملة المنسي أن العالم كله يواجه ظروفاً قاسية بعد الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تأثرت بها كل البلاد، ومع ذلك لم نسمع أن شعب دولة منهم حرض على اسقاطها، لكن الإخوان جماعة تستميت من أجل اسقاط هذا البلد الأمن، ولكن ما لا يعلمه هؤلاء الخونه أن المصريين وضعوهم في مزبلة التاريخ بلا رجعه، لا أحد يريد أن يتذكرهم ولن نثق فيهم مره أخرى .
وجهت منار حديثها إلى الرئيس السيسي قائلة:" مستحملين أي ظروف ومعاك للنهاية، في مقابل إن بلدنا فيها أمان وفيها تقدم، وعشان يبقى في أرض ملكنا وملك ولادنا أسمها مصر، عشان لو مفيش أرض هنضيع وهنتهجر من بلدنا ومستقبل ولادنا هيضيع، عشان مصر تستحق أن تحيا، لأن البلد دي شافت كتير وتعبت كتير".
الشهيد احمد المنسى
حافظ شوشة والد ملازم أول أحمد شوشة أصغر شهيد في معركة الواحات، أكد أن دم الشهداء الطاهر غطى تراب الوطن من الشمال إلى الجنوب، قائلاً:" دماء الشهداء مسيحي ومسلم اختلطت لتروى الأرض ونحن جميعاً مُلزمون بالبناء على هذه الأرض بالاستقرار، وألا ننساق وراء دعوات جماعة إرهابية تريد منا العودة إلى عهد الظلام من جديد، يريدون أن نعود لحمل العصا والمبيت ليلاً أسفل منازلنا لحماية أهل بيتنا.
وأضاف والد الشهيد :" أبني كان عمره 23 عاماً ولم يستخسر عمره الصغير ومستقبله القادم في بلده، وأذكر الجميع أن المكاسب التي حصلنا عليها الأن كثيره، وكان المكسب الأهم والأكبر بل أصعبه خلع الإخوان من الحكم، بعد غميه سوداء غيمت على مصر طيلة عام كامل من حكم الجماعة الإرهابية، ولولا الجيش والشهداء التي سقطت من رجال الشرطة لكنا الأن داخل نفق مُظلم لم نراه فيه شمساً ولا نور.
وأشار شوشة الأن أصبح لنا دولة يحترمها العالم، دولة تُعمر لا تٌدمر، دولة تحل مشكلاتها سواءاً الداخلية أو الخارجية بالحوار ، دولة حققت إنجازات في 8 سنوات فقط كان مُفترض أن تتم في 100 عام.
الشهيد أحمد شوشة
شيرين عزازي أرملة الشهيد العميد ساطع النعماني، دفعنا ثمن الاستقرار من دم الشهداء، ولهم علينا حق الحفاظ على التضحيات التي قدموها حفاظاً على البلد، لماذا تريد جماعة الشهر أن تعيدنا لنقطة الصفر حيث الخوف والهلع من النزول إلى الشوارع خشية التفجيرات، والقنابل الملقاة التي كانت تستهدف المدنيين قبل رجال الشرطة، طالت الأطفال والنساء وكبار السن، وخلفت العديد من الضحايا أبرياء لا ذنب لهم، الإرهابية تأبى أن ينعم المصريين بالهدوء والعيش في أمن وأمان، والتحرك بحرية تامة دون خوف من التعرض للسرقة أو الخطف أو حتى أي مُضايقات .
وأكدت أرملة الشهيد ساطع أن كل من ينادى بالفوضى والعنف، ويحرض أولاد البلد على وطنهم، ينعمون بالعيش الرغد خارج البلاد، لا يهمهم حال المواطن، أو هموم الوطن، ولن يشاركوا حتى في أي دعوات تخريبية، بل يدفعون بغيرهم لهدم الدولة ولكنها مخططات قديمة يعيها المصريين جيداً ولن ينساقوا إليها، قائله:" أبني عمره 13 سنة وبيسألني هما عاوزين يوقعوا البلد ليه طب ودم بابا اللي راح عشان يحافظ عليها".
ووجهت شيرين رسالة إلى الرئيس السيسي قائلة:" ياسيادة الرئيس لا تسمح بسقوط مصر عشان خاطر أولاد الشهداء اللي بتحلف بحياتهم ومتأكدين من حبك ليهم"، واستطردت في حدثها بأن الشهداء لم يترددوا لحظة في أداء واجبهم الوطني وتركوا خلفهم أطفال في عمر الزهور، وأنه لو سقطت البلد لن يكون لأبنائنا أي مستقبل.
الشهيد ساطع النعمانى
نجلا سامي أرملة العميد عامر عبد المقصود شهيد أحداث مركز كرداسة قالت:"جماعة الإخوان تكن الحقد والغل لكل المصريين، وتنتقم منا جميعاً بمخطط اسقاط الدولة، لأنهم يعلموا أن الدولة لو سقطت هذه المره لن تقوم لها قائمة، وسنصبح لاجئين في الدول مشردين بلا وطن، فهذه طريقتهم في الانتقام، فالجماعة الدموية تعاقب المصريين على دفاعهم عن الوطن في 30 يونيو وخروج الملايين إلى الشوارع للمطالبة بالأمن والأمان والاستقرار، الذي لم نجده في عهدهم".
وتذكرت نجلا سامي مشهد اقتحام الإخوان لمركز شرطة كرداسة وقتل زوجها نائب المأمور وكل ضباط وأفراد المركز، والتمثيل بجثته في الشوارع، قائلة: “الأبطال رفضوا ترك مواقعهم وحافظوا على القسم، وكان بإمكانهم تركه، وأتذكر مكالمتي للشهيد أثناء الأحداث وطلبت منه أن يترك القسم لهم ويعود للمنزل حفاظاً على حياته قال لي نصاً:"يتقال عليكي مرات شهيد، ولا مرات جبان هارب"، ونال الشهادة بشرف وأمانة، فبعد هذه التضحيات كيف نسمح أن تنهار الدولة وتسقط ويفلح مخطط هؤلاء المجرمين؟ سنكمل مسيرة الشهداء في الحفاظ على وطننا.
واختتمت قائلة:" كل البلاد الني سقطت حولنا تنظر لمصر نظر إعجاب لصمود هذا الشعب في وجه كل التحديات التي مرت على البلاد، وتمسكنا بأمن الوطن واستقراره، ولن يضيع هذا الوطن والمصرين جميعهم يد بيد على قلب رجل واحد كلمتهم قاطعة لا لفوضى لا للعنف.
عامر عبد المقصود
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة