أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 يناير 1978.. مصر تسدد آخر قسط من ديون بناء السد العالى لروسيا.. والنائب علوى حافظ يعتبره خرابا على مصر.. ووزير الرى يرد: "لست أدرى لماذا تقلل من قيمة ما ننجزه؟"

السبت، 01 يناير 2022 03:08 م
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 يناير 1978.. مصر تسدد آخر قسط من ديون بناء السد العالى لروسيا.. والنائب علوى حافظ يعتبره خرابا على مصر.. ووزير الرى يرد: "لست أدرى لماذا تقلل من قيمة ما ننجزه؟" السد العالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحسر النائب المستقل علوى حافظ، على أن السد العالى حرم الفلاح المصرى من صديقه «أبو قردان»، وأن المصريين أصبحوا يعانون من نقص فى الطوب الذى كان يتم إنتاجه من طمى النيل، ومن نقص الثروة السمكية.
 
وجه «حافظ» هذه الاتهامات لمشروع السد العالى ضمن اتهامات أخرى قالها فى جلسة مجلس الشعب «البرلمان» 1 يناير، مثل هذا اليوم، 1978، ونشرتها «الأهرام» فى عددها، 2 يناير 1978، وتساءل فيها: «هل كان السد العالى خراب أم أمان لمصر ورخائها؟»..وكانت إجابته بأنه «خراب لمصر»، ودليله على ذلك، حرمان الفلاح من «أبو قردان»، ونقص الطوب، وأن المياه تأكل الشواطئ وتهدد القناطر المقامة على النيل، والإسكندرية تتعرض للخطر، والملوحة زادت فى التربة، وأنه بسبب السد فتحت مصر أبوابها للتسلل السوفيتى «الروسى»، وطالب بعقد مؤتمر عالمى فى القاهرة لدراسة آثار السد، وتجميد ديون مصر للاتحاد السوفيتى «روسيا» حتى يصدر العلماء قرارا عنه وحساب تكلفة أضراره.
 
اللافت فى هذه الاتهامات أن «علوى حافظ» كررها بعد سبع سنوات تحت قبة البرلمان أيضا، وتحديدا يوم 31 ديسمبر 1985، لكنه فى المرة الأولى كان نائبا مستقلا، أما فى المرة الثانية فكان نائبا عن حزب الوفد، وتحدث بهذه الصفة.. «راجع، ذات يوم، 31 ديسمبر 2021»، وكأن السبع سنوات التى مرت من تاريخ هجومه الأول «1978» وحتى هجومه الثانى «1985»، لم يحدث فيها شىء أمامه ينصف هذا المشروع العظيم، مما يثير الشبهات حول الأهداف الحقيقية لهذا الهجوم، فحسب كتاب «مياه النيل القدر والبشر» للكاتب الصحفى أحمد السيد النجار: «خلال سنوات الجمر العشر من 1979 إلى 1987 لعب السد العالى أعظم أدواره فى حماية مصر من جفاف، كان من الممكن ألا يبقى ولا يذر لو لم يكن السد العالى قد بنى، كنا سنعانى من فداحة النقص فى المياه الذى كان من الممكن أن تتعرض له مصر لولا السحب من مخزون بحيرة ناصر».
 
استفزت اتهامات علوى حافظ فى جلسة 1 يناير 1978، وزير الرى المهندس عبدالعظيم أبو العطا، فرد عليها من على منبر المجلس فى نفس اليوم، قائلا: «السد العالى يريد أن يبقى فى نبض مصر وضمير شعبها، وما قاله الزميل علوى جرنى جرا إلى هذا المنبر لأننى لا أستطيع أن أسمع شيئا خطأ وأسكت عليه، وأنا أؤمن بأن السد هو شرف لمصر، والشعب المصرى هو الذى بناه فى ظل حصار استعمارى، كما أبت المنظمات الغربية على مصر أن تتبنيه».
قدم «أبوالعطا» نبذة تاريخية عن المشروع، مؤكدا أنه تم بعد دراسات علمية من علماء فرنسيين وبريطانيين ومن البنك الدولى، وأكدوا كلهم أنه سليم من الناحية الاقتصادية، وعرضت إنجلترا وأمريكا والبنك الدولى قروضا، ولكن السياسة تدخلت وسحبت هذه الدول مساعداتها، ومصر بنت السد بأظافرها، والروس لم يملوا علينا هذا المشروع، ولم يعترض على المشروع خبير واحد لا من الشرق أو من الغرب، وليس هناك ملفات سرية للسد العالى، ونشرت كل الأبحاث التى تمت حوله.
 
طرح «أبوالعطا» سؤالا: «ماذا حقق السد العالى؟.. أجاب: «بدأنا هذا العام فى إنشاء المشروعات التى تحمى مجرى نهر النيل من عمليات النحر التى لم تتجاوز بضعة سنتيمترات عند قناطر إسنا وأسيوط، وهى أقل مما وصفه الخبراء قبل إنشاء السد».. وأضاف: يجب أن نفخر بأننا كنا الجيل الذى بنى هذا المشروع، وحدث تعاون كان خلاقا ونموذجا رائعا بين شعبين مختلفين «مصر وروسيا» فى المذاهب والآراء..السد العالى مفخرة لهذا الشعب، وفوائده بدأت من عام 1968، حيث تعرضنا لفيضانين مرتفعين، ثم فيضان منخفض، ولولا وجود السد العالى لما استطعنا أن نروى الأراضى المصرية، وكانت حدثت مجاعات وكوارث، ورغم ذلك لم نحس بهذا الأمر إطلاقا».
 
استمر أبوالعطا فى حديثه، قائلا: «السد العالى قائم الآن فلا ضرورة للتشكيك فى هذا المشروع، ومصر سددت ديونها للاتحاد السوفيتى الخاصة بهذا المشروع، وسددت آخر قسط أمس».. وأضاف: «حقق السد حتى الآن خمسة أضعاف ما أنفق عليه، وبلغت تكاليف بنائه 404 ملايين جنيه، والقرض الذى أخذته مصر من الاتحاد السوفيتى 113 مليون دولار، وليس 52 مليون دولار».. اختتم «أبوالعطا» كلامه بتوجيه سؤال إلى «حافظ» قائلا: «لست أدرى لماذا تقلل من قيمة ما ننجزه نحن؟.. الشعب المصرى بنى السد ليثبت للعالم أجمع أن مصر قادرة على مواجهة التحدى، ثم ثبتت حرب أكتوبر أنه قادر على مسايرة التاريخ». 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة