أكرم القصاص - علا الشافعي

نص تحقيقات قضية "طفل أطفيح".. المتهم استدرج الطفل للمقابر بتوصيلة وهمية وخنقه وتخلص من جثته.. النمر قاد الـ"التوك توك" للفيوم وباعه بـ5 آلاف جنيه واشترى تليفون.. وجنازة تقود الأهالى للجثمان بعد ساعات من البحث

الخميس، 09 سبتمبر 2021 01:30 م
نص تحقيقات قضية "طفل أطفيح".. المتهم استدرج الطفل للمقابر بتوصيلة وهمية وخنقه وتخلص من جثته.. النمر قاد الـ"التوك توك" للفيوم وباعه بـ5 آلاف جنيه واشترى تليفون.. وجنازة تقود الأهالى للجثمان بعد ساعات من البحث الطفل الضحية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في صباح السادس من أغسطس العام الجارى خرج الطفل محمود قنديل مستقلًا الـ"توك توك" ملك لوالده بمنطقة أطفيح جنوب محافظة الجيزة؛ يسعى لكسب الرزق، ومساعدة والده الذي أعياه المرض فأعجزه عن استكمال مسيرته في الإنفاق على أسرته المكونة من زوجة وطفلين.

خرج الطفل الذي لم يتجاوز عمره 12 عامًا، في الثامنة والنصف صباحًا يبتغى من وجهته مالًا وفيرًا يؤمن لأسرته _التي تحمل مشقة الإنفاق عليهم مبكرًا_ الطعام والشراب والكساء.

وفى ذات الصباح خرج "م.ر" الشاب الذي أرهقته الديون وجعلته في ضيق دائم، فغواه الشيطان ودفعه نحو طريق الشر، يبحث عن فريسة ينقض عليها، لتؤمن له مصاريف يده لبضعة أيام، وقرر أن يستدرج سائق "توك توك" من موقف أطفيح، وحدد مواصفاته حتى لا يرهقه بالمقاومة، أن يكون طفلًا صغيرًا، هزيل الجسد، ليضمن معركة محسومة لصالحه، وكانت تلك المواصفات تنطبق على "محمود"، الذي اصطدمت طموحاته بأطماع المتهم، الذي استدرجه لمنطقة المقابر، وهناك أنقض عليه وظل يخنقه بحبلًا قماش حتى فقد الوعي وفارق الحياة.

محضر المعاينة
محضر المعاينة

نص تحقيقات النيابة..

التفاصيل الكاملة لهذه القضية حصل عليها "اليوم السابع"، لتكشف معلومات جديدة ومثيرة ضمها ملف التحقيقات في القضية التي حملت رقم 1413 سنة 2021، والتي باشرتها النيابة العامة بجنوب الجيزة.

في مساء اليوم التالي لاختفاء محمود استمعت النيابة العامة لأقوال والده علاء الدين قنديل، والذى أكد خلال التحقيقات، أن ابنه خرج للعمل على الـ"توك توك" في الثامنة والنصف صباح يوم اختفائه، وأنه تنامى إلى علمه أن بعض الأهالى شاهدوه بعد صلاة الجمعة أثناء ذهابه لمنطقة صول _إحدي قرى مركز أطفيح_ وبعدها توجه إلى قرية الكداية، وتناول هناك وجبة كشري، وبعد ساعات من وصول تلك المعلومات إليه، وصلته معلومة أخرى تفيد بعثور أحد الأهالى على جثة ابنه بمنطقة المقابر في أطفيح، فتوجه إلى هناك بصحبة أفراد عائلته الذين أكدوا له بعد رؤية الجثة أنها لأبنه محمود.

تحقيقات مقتل طفل أطفيح
تحقيقات مقتل طفل أطفيح

واستمعت النيابة العامة في إطار التحقيقات لأقوال "م.م" 36 عامًا سائق، وهو من عثر على جثة الطفل محمود، وأكد أنه بعد صلاة الجمعة علم أن الطفل محمود اختفى من القرية، وأن أهله يبحثون عنه، وأثناء عمله على إحدى عربات النقل، اتصل به صاحب السيارة، وطلب منه الذهاب بالسيارة إلى أهل سيدة توفيت في ذات اليوم، لنقل النعش إلى منطقة المقابر، وبالفعل توجه إلى المقابر في غضون الساعة السادسة وأربعون دقيقة، بعدها ترك الجنازة وتوجه لزيارة قبر والدته، وأثناء عودته فوجئ بطفل مقتول وملقى في تربة ومربوط بحبل من رقبته، فأجرى اتصال بصاحب السيارة، الذى أبلغ بدوره الأهالى ومن بينهم أسرة الطفل محمود الذين تعرفوا عليه.

واستمعت جهات التحقيق إلى أقوال الطفل "م.س" صديق محمود وأخر من كان معه قبل مقتله_ على سبيل الاستدلال، وقال إن محمود صديقه وزميله في المدرسة، وأنه تقابل معه في التاسعة والنصف صباح يوم اختفائه، واستقل معه "التوك توك"، وأخبره بأنه سيتوجه إلى قرية صول، وكان معه سيدة يقوم بتوصيلها وبعد إيصالها دفعت الأجرة وغادرت، وظل معه في "التوك توك" قبل أن يوصله إلى منزله، وقت صلاة الجمعة، بعدها علم بمقتله.

التحقيقات
التحقيقات

المناظرة..

ناظرت النيابة العامة جثة الطفل محمود قنديل، وتبين أن الجثمان متواجد بأحدي المقابر (تربة)، مسجاة على ظهره وبالدلوف إلى تلك الحفرة الخاصة بالمقبرة، وبمناظرة الجثمان تبين أنه طفل في بداية العقد الثاني من العمر، متوسط الطول والبنية قمحى البشرة مسجاه على ظهره حافي القدمين، يرتدي من الملابس البلدية جلباب أبيض اللون، أسفلها شورت (بوكسر) أزرق اللون، وبمناظرة عموم جسده ظاهريًا، تبين وجود حبل ملفوف حول رقبته بإحكام وتبين وجود زرقة شديدة وانتفاخ بالوجه، وخروج دماء شديدة من الفم، وتبين التصاق الساقين من الركبتين وتبين خروج رائحة كريهة تفوح من جسده، ووجود تزلع بالجلد من الظهر، فأصدرت قرار بالتشريح.

المتهم..

بعد العثور على جثمان الطفل، بدأت أجهزة الأمن في إجراء تحرياتها حول الواقعة، لكشف غموضها وملابساتها، وبعد مناقشة أهلية المجنى عليه وأقاربه ومناقشة قائدة الدراجات النارية، والعاملين ببلدة أطفيح بمنطقة عمل المجنى عليه، وفحص خط سيره منذ صباح يوم الواقعة، والاستعانة بخبراء المعمل الجنائى والأدلة الجنائية، تمكن رجال المباحث من تحديد المتهم وهو شاب يدعى "م" عاطل وشهير باسم "النمر"، وأصدرت النيابة العامة قرار بضبطه.

أمام النيابة العامة اعترف "م" بتفاصيل جريمته كاملة، وقال إنه قبل يوم الجريمة بيوم حدث بينه وبين أعمامه مشاجرة، بسبب مرض والده، وعدم قدرته الإنفاق عليه، فصعبت عليه نفسه، وفى صباح اليوم التالى_ يوم تنفيذ الجريمة، قرر أن يذهب لموقف "التوك توك"، ليستدرج طفل صغير ويستقل معه الدراجة البخارية، ويستدرجه لمنطقة نائية ليسرق "التوك توك"، وحينما توجه إلى الموقف شاهد الطفل محمود، فتوجه نحوه، فبادره الطفل بالسؤال عايز تروح فين ونطق بأسمه كاملًا.. فلما علم المتهم أن الطفل يعرف هويته قرر قتله، فطلب منه توصيله إلى منطقة المقابر.

جانب من التحقيقات
جانب من التحقيقات

واستكمل المتهم أقواله أمام النيابة العامة، وقال فيها، إنه بعد أن توجه إلى منطقة المقابر، طلب من الطفل انتظاره بحجة أن هناك مصلحة سيقضيها، وإذا قضاها سوف يكافئه بمبلغ إضافي، وأنه أخبره بذلك حتى يتأكد من عدم وجود أحد في المكان، وحينما نظرت خلفي وجدت حبل داخل "التوك توك"، فقرر استخدامه فحمله بهدوء، بعدها قام بلف الحبل حول رقبة الطفل، وربطه في رقبته، وشده بكل قوة حتى تأكد من أن الطفل توفى.

وكشف المتهم أنه حمل جثة محمود وتخلص منها في حفرة (تربة)، مبنية بالطوب البلوك واخذ التوك توك وتوجه به لمحافظة الفيوم، وقابل شخصين يعملون ميكانيكية، وأخبرهم بأن "التوك توك" الذي بحوزته مسروق فأخذوها منه وباعوها بـ5 آلاف جنيه، تقاضى منهم 4 آلاف ومائتين جنيه، اشترى بجزء منهم هاتف محمول، ولم يمر سوى أيام قليلة حتى تم القبض عليه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة