كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن قرار إعطاء لقاحات معززة ضد فيروس كورونا لملايين البريطانيين تسبب في انقسام بين أعضاء اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، مع قلق بعض أعضاء اللجنة من أن هذه الخطة أصبحت مسيسة.
وقالت الصحيفة، إنه بناء على توصيات اللجنة، سيتم تقديم جرعة ثالثة من اللقاح لأكثر من 30 مليون شخص في الأشهر المقبلة.
وسيكون جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما والأفراد المعرضين للخطر سريريا بالإضافة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية مؤهلين للحصول على الجرعة المعززة، على افتراض أنه قد تم تحصينهم بالكامل منذ أكثر من ستة أشهر.
وتأتي هذه التوصيات وسط مخاوف داخل المجتمع العلمي من أن الجرعات المعززة مطلوبة فقط لمجموعات مختارة، مثل الذين يعانون من نقص المناعة والفئات الأكثر ضعفا سريريا، ولا يلزم طرحها بشكل جماعي.
وعلمت الإندبندنت أن هذه الاعتبارات نفسها أدت إلى انقسام بين أعضاء اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، إذ يُعتقد أن "العديد" من أعضائها يعارضون برنامج المملكة المتحدة، الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
وقال مصدر مطلع داخل اللجنة: "كانت هناك خلافات حول مدى قيمة الجرعات المعززة".. بينما يرى مصدر آخر أن الحكومة البريطانية "تتمسك بشيء يبدو جيدا وإيجابيا بشكل غامض".
وقالت مصادر باللجنة إنه كان من الصواب تقديم لقاحات معززة لمن يعانون من ضعف المناعة، والذين يصل عددهم إلى حوالي 500 ألف شخص في بريطانيا، يليهم المرضى المعرضون للخطر سريريا.. لكن بالنسبة للمجموعات الأخرى المؤهلة، مثل أولئك الذين تجاوزوا 50 عاما، فلا يزال من غير الواضح ما هي الفوائد الوقائية الإضافية التي سيتم اكتسابها ضد المرض الشديد والوفاة.
وقال عضو باللجنة: "إذا كانت الإشارة التي تحاول الحكومة إرسالها هي أن الجرعات المعززة لمن تجاوزوا 50 عاما - الذين تلقوا جرعتين بالفعل - يمكن أن تخفف الضغوط على هيئة الخدمات الوطنية الصحية البريطانية هذا الشتاء، فهذا ببساطة أمر خاطئ".
بينما رأى عضو آخر باللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين أن أساس البرنامج يبدو وكأنه "سياسي، وليس طبيا" في طبيعته.
وكانت مصادر حكومية بريطانية بقطاع الصحة قد أوضحت أنهم لا يعرفون حتى الآن ما هي آثار برنامج الجرعات المعززة على معدلات الدخول إلى المستشفيات بسبب النقص الحالي في البيانات العالمية الحقيقية ، لكن لديهم "كل الأسباب للاعتقاد بأنه سيكون جيدا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة