أكرم القصاص - علا الشافعي

ماهر المهدى

" أفريقيا اول مرة - غانا "

الأحد، 08 أغسطس 2021 09:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استمرت رحلة الطيران قرابة الست ساعات - انطلاقا من مطار القاهرة - حتى بدأت ملامح مدن تظهر من نافذة الطائرة فاستيقظ في نفسي حب الاستطلاع والفضول، بينما تشير شاشة العرض اننا نقترب من دولة غانا الشقيقة، فرحت أدقق النظر عبر نافذة الطائرة لعلى أطلع على سر المدن الغانية .

 ولكن يظل ما تتحصل عليه من نافذة الطائرة قليلا صغيرا لا يبوح الا بالقليل ، كحجم تلك النافذة وكعينة للتعرف الأولى ليس إلا .

 وبدأ الركاب النائمون يتحركون في مقاعدهم ويستيقظون تدريجيا، لتدب الحياة في الطائرة من جديد، وفتحت النوافذ لتضيئ المكان وتذهب الوحشة عن النفس قليلا، فالحياة هى الناس، ولا معنى لشيء دون الناس والحيوان والطيور والشجر وكافة الأحياء التي تمثل جزءا من صورة الكون التي تستكين إليها العين وتطمئن إليها القلوب .

 طردت الوساوس عني محاولا الاشتغال بمتابعة الناس في الطائرة، وقد بدأ البعض على ما يبدو يستعد للنزول في أكرا عاصمة غانا، وما أكثر وأثقل العفش المصحوب مع أخوتنا الأفارقة في كابينة الطائرة،  فهم كرماء مولعون بحمل ما يستطيعون من المشتريات والهدايا لأنفسهم ولعائلاتهم ، وخاصة مما قد لا يتوفر في بلادهم من السلع والمقنيات.

 ولسوف يسرك أن تقابل بعض الاخوة الأفارقة حال عودتهم من مصر إلى بلادهم وترى الانفعالات الحلوة على وجوههم وعلامات الدهشة والانبهار والامتنان التي يعودون بها، ذلك أن كثيرا من الأشقاء الأفارقة قد يعتقدون أن الدول الإفريقية جميعا تشترك في صورة واحدة ، فاذا زاروا مصر رأوا صورة مختلفة .

استفسرت من إحدى المضيفات بالطائرة فعلمت أن الطائرة تهبط لمدة ساعة واحدة في مطار أكرا ، ثم تعاود الطيران إلى ساحل العاج . فلزمت مقعدي أتابع الحركة الدؤوبة على الطائرة تارة وعلى أرض المطار الغاني تارة أخرى . فكان مطار أكرا في ذلك الوقت من منتصف عام 1995 نظيفا مرتبا وصغيرا تكاد ترى جل ما فيه ، أو هكذا بدأ لى حينها .

ومرة أخرى عادت الطائرة الى الاستعداد للإقلاع والطيران، وعادت مشاعر التوتر والقلق الى قلبي مجددا، فنحن في مصر ننتمي الى أفريقيا هذا صحيح، ولكن أفريقيا عالم جديد لم أدخله من قبل، بينما مخزون الصور والتعليقات والانطباعات وأعمال السينما - بمختلف اللغات - في مجملها قد يبعث على الحذر والخوف حينا، ويبعث على الضحك حتى البكاء حينا، ويبشر بالمغامرات حينا .

وأفقت مرة أخرى من زحمة أفكاري وتساؤلاتي على صوت الاعلان عن اقتراب الطائرة من مطار أبيدجان الدولي ، فرحت أستعيد نشاطي وأراجع متعلقاتي الشخصية حتى لا أنسى شيئا منها .

هبطت طائرة مصر للطيران بسلام على أرض مطار أبيدجان ، وكان الجو صحوا جميلا يدعو الى التفاؤل والى البهجة فسررت لذلك . وفور خروجي من دائرة الجمرك ألفيت زميلا لي من السفارة المصرية في ساحل العاج في انتظاري ببشر وحبور يعبران عن ساحل العاج بجمالها المزين بالخضرة وبمجاري المياه .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة