أعربت الدكتورة منال عبد الصمد، وزيرة الإعلام اللبنانية، عن رفضها لمصطلح تمكين المرأة الذي يعني أنها غير قادرة فالمرأة قادرة بما فيها الكفاية، وتلعب دور أساسي عند وجودها بمركز القرار، ومن الضرورة أن يفسح المجال لها أن توجد بمركز القرار.
وأضافت وزيرة الإعلام اللبنانية، خلال حوارها مع الإعلامى نشأت الديهى، ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع عبر قناة "ten"، أن حكومة مواجهة التحديات اللبنانية كان ثلثها من النساء، ولكن التمثيل بمجلس النواب للمرأة خجول ولا يتجاوز 5%، وهذا سببه عدم مشاركة المرأة بالانتخابات البلدية المكملة للانتخابات النيابية، وعدم تبوء المرأة لمراكز قيادية بالأحزاب.
وأكد الوزيرة، أنها لا تطمح لمناصب ولكن لأهداف، فالمركز بالنسبة لها لا قيمة لها، وتحقيق الهدف هو في حد ذاته نجاح، معقبة: "من يحاربني بالأقوال أحاربه بالأفعال، ولا أرد على أي هجوم أتعرض له، ولا اعيره اهتمام، واثبت عكس الانتقادات بالأفعال والرأي العام هو الذي يحكم، وحكمه دائمًا في محله"، منوهه بأن المحاسبة ضرورة لبناء الاوطان والمجتمعات، وهذه هي المشكلة الأساسية في الدول العربية عدم وجود المسائلة والمحاسبة.
وأعربت وزيرة الإعلام اللبنانية، عن انبهارها بالتقدم الاقتصادي في مصر، وخروجها من أزمة كورونا بأقل الخسائر، وقدرتها على جذب الاستثمارات، مشددة على أن إدارة مصر الرشيدة سبب ما وصلت إليه الآن بعد مرورها بأزمات ومشكلات لمدة 3 سنوات، متمنية أن تحافظ مصر على هذا النمو، مؤكدة أن مصر تسير على الطريق الصحيح بسبب قرارات مدروسة ويجب أن تكون مثال يقتدى به لباقي الدول العربية.
وقالت إن نهر النيل يمثل عراقة وخصوصية للدولة المصرية ومن الضروري الحفاظ على هذه الثروة، مشيرة إلى أن جميع الخلافات بين الدولة المصرية والإثيوبية حول سد النهضة من الضرورة التوصل لحلول لا تؤذي هذا التراث وبشكل يحافظ على حقوق مصر المكتسبة على مر السنين، مشددة على ضرورة الحفاظ على الحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل ، مؤكدة أن الأمن القومي والمائي متربطين، ومن الضروري وجود تضامن من الدول العربية لإعطاء كل ذي حقًا حقه ودعم مصر والسودان في أزمة سد النهضة، معتبرة أن اجتماع الدوحة قد يمثل ضغط لمصلحة مصر والسودان في ملف سد النهضة، مشددة على أن التفريط في هذا الحق قد ينسحب على حقوق أخرى ويؤثر على الدول العربية، وأن التكامل والتضافر العربي ضروري في ملف سد النهضة وكافة الملفات المصيرية.
وفى سياق آخر قالت الوزيرة، إن بيروت منكوبة حتى إشعار أخر، والإشعار هو اتفاق المسئولين على إخراج الحل من القمم، لافتة إلى أنه في الوقت الحالي هناك عقبات تخرج عن إطار تشكيل الحكومة، مشددة على أن كل تأخير في تشكيل الحكومة يشكل خطر ويدخلنا في سجالات سياسية لا تخدم المجتمع.
وأشادت "عبد الصمد"، بدعم الدول العربية للبنان ومساندته والتضامن معه، والذي يعتبر قيمة مضافة وأمر يجب البناء والتعويل عليه، موضحة أن مشكلة لبنان الأساسية هي تحول الاختلاف لخلاف، وليس لوجهات نظر تخدم المجتمع، وأصبحت الآراء عبارة عن حلبة صراع أكثر منها عصف ذهني للوصول لحل.
وتابعت وزيرة الإعلام اللبنانية، أن الوضع السياسي في لبنان اثر على الاقتصاد، والاقتصاد انعكس على الوضع الاجتماعي والصحي، وهو ما انعكس بالسلب على السياحة والاستثمار في لبنان، مؤكدة أن الاستقرار والأمن ضرورة لدعم السياحة والاقتصاد والاستثمار، مشيرة إلى أن الخروج من هذا النفق يكون بالتفكير في الحلول التي تخدم الداخل، وتخدم الحصول على المساعدات الداخلية والخارجية والتي يعتبر الإصلاح شرط أساسي لها، وتخدم جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتوافق ليس مستحيلة.
وشددت على أن حل الأزمة اللبنانية يبدأ من الداخل، ولكن الدعم الخارجي من الدول العربية والشقيقة والصديقة يخدم بشكل كبير ويعطي دعم معنوي للبنان للوقوف على حلول ناجعة بوقت قصير.
وتابعت الوزيرة:"أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي هي الأخبار المضللة وما يرتبط به من فوضي، مشددة على أن الهدف الأساسي لاجتماع وزراء الإعلام العرب، هو الوصول لتوصيات بشأن معالجة التحديات المرتبطة بالإعلام الرقمي، مؤكدة أن ضبط الإعلامي يحتاج إلى قواعد تراعي خصوصية الأوضاع في الدول العربية، لافتة إلى أن الإعلام العربي لعب دور ريادي ومميز في مواجهة العديد من التحديات الغير مسبوقة، فالأزمات تتراكم وتتزامن مع بعضها، ومن الضروري وجود إعلام واعي ومسئول يستطيع نقل الصورة بمصداقية وموضوعية، مؤكدة أن غياب المعلومات يفتح الباب أمام المعلومات المضللة، موضحة أن الإعلام أما أن يعمر أو يهدم المجتمعات، ونحن نعول على الإعلام المسئول الذي ينقل الحقائق بموضوعية ومصداقية.
وأشارت الوزيرة، إلى أن الصحافة الورقية ليست في مأزق، وإنما بحاجة لإعادة النظر في ظل التحول في هذا النموذج من "البيزنس" فهي عبارة عن وسيلة للحصول على الخبر، وأصبحت تعتمد على الوسائل الالكترونية، مؤكدة أن التكنولوجية أمر واقع محتم لا يمكن الفرار منه ويجب التأقلم مع التكنولوجية والإسراع في استخدامها في كافة أعمالنا ومنها الصحافة، فزوال الصحافة الورقية هو خيار وليس مصير محتم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة