يظل العالم الافتراضي "السوشيال ميديا" سلاحا تستخدمه الجماعات والتنظيمات المتطرفة لتحقيق أهدافها، بعدما ضعفت على أرض الواقع بسبب النجاح الأمنى في تنفيذ عمليات استباقية أدت إلى القضاء على أغلب البؤر الإرهابية، وكلما ضعفت التنظيمات على أرض الواقع لجأت إلى فضاء السوشيال ميديا نظرا لسهولة استخدامه وسهول ترويج الأفكار وعمليات الاستقطاب خلالها.
دراسة حديثة أعدها منير أديب الباحث في شئون الحركات الإرهابية، رصد خلالها كيفية استخدام الجماعة المتطرفة وعلي رأسها الإخوان في سفك الدماء وأعمال العنف والتحريض على تدمير البلاد، فيما أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن هناك دولا تمول كافة اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان لمحاولة ضرب استقرار مصر، وتمكين الإخوان من بث الأكاذيب والشائعات وتدشين حملات تحريضية ضد الدولة المصرية.
وأضاف أن هناك قنوات فضائية تستضيف قيادات الجماعة الإرهابية لبث خطابهم الإرهابى والتحريضى ضد مصر، كما أنها أصبحت منبرا لنشر أكاذيب الإخوان التي ترددها ضد الدولة المصرية.
ولفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن الدول التى تمول الإخوان ولجانها الالكترونية ستتكبد خسائرا كبيرة وخاصة أنها تعادي دولة كبيرة بحجم مصر.
اللجان الالكترونية والمتاجرة بالدماء
جماعة الإخوان الإرهابية ككل التنظيمات المتطرفة التى تُتاجر بالدماء، هى بضاعتهم وبها يتُاجرون، وهي هدفهم ومن أجلها يمارسون السياسة ويتصدرون الدعوة، أرواحهم تتوق لهذه الدماء، حتى أنهم أوغلوا في دماء خصومهم والمجتمع، كما أنها تستخدم اللجان الإلكترونية إما لسفك الدماء أو لتحريض فى أعمال العنف، وفقا لما أكده منير أديب الباحث فى شئون التيارات المتطرفة.
وقال "منير" فى دارسته: إذا تأملت مواقع التواصل الاجتماعى وتحليل محتوى معظم ما يكتبه أنصار الإخوان ومن تجمعوا حول فكرتهم، وأعضاء التنظيمات المتطرفة عموماً، فسوف تجدهم يدورون في فلك الدماء لا غيرها، إما أنه يُحرّض على عنف أو يتشفى في شهيد قُتل غدراً، أو أنه نَصب سرادق عزاء يَلطم على خده وخدود أتباعه جراء ما حدث لهم، وهم مدّعون مظلومية ابتدعوها، الدماء هي ترياق حياة هؤلاء برغم أنها لكل صاحب عقل نهاية كل حيّ، ولكنهم تربّوا على قاعدة "سوف نقاتلهم حتى ننتصر عليهم، وإذا قتلونا فسوف تُصبح دماؤنا لعنةً عليهم"، فزرعوا غريزة القتل داخل المجتمعات التي يعيشون فيها ورعوها حق رعايتها.
وأوضح :"ارتكبوا جرائمهم باسم الدين، فلم تقتصر جريمتهم على القتل، ولكنها تعدت إلى القتل باسم الله، وكأنهم يُعاقبون خصومهم مرتين، مرة بالتخلص من حياتهم ومرة أخرى بإزهاق هذه الروح وتشويهها في حياتها وبعد قتلها، ومن هنا أتى وصفهم للمختلفين معهم بأنهم: قتلة، وطغاة، وبغاة، وكفار، وكلها مسميات تُعطيهم الحق، على الأقل من وجهة نظرهم، بالتخلص من هذه الروح الشريرة.
وقال :" يرفع الإخوان مثل غيرهم من تنظيمات العنف والتطرف شعار (والجهاد سبيلنا)، والحقيقة تحوّل هذا الشعار إلى (والقتل في سبيل نصرة قضيتنا هدفٌ وسبيل) ومن هنا أوغلوا في دماء الأبرياء، ثم رفعوا شعارات مزيفة بنصرة الحق والقصاص باسم الدين، قصاص ممن اقتصّت منهم السلطة وفق القانون والشرع معاً.
وتابع :"تجد أكثر التنظيمات الدينية المتطرفة تقترب بصورة كبيرة من قضية القتل والدماء، فتختار لنفسها أسماء مثل: الجهاد، وقاعدة الجهاد، والجماعة الإسلامية المسلحة، وبعضها ممن ابتعد عن مسميات الجهاد والقتل لأسباب، بينما وضع شعاراً يتغنى به الأتباع ليل نهار مثل (الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا)، وهدف هذا الشعار في حقيقة الأمر هو الولوج إلى الدماء؛ فهذه الدماء هدف في حد ذاتها، والتعليق هنا، ليس في شعار القتل ولا هدفه، ولكن أن يكون ذلك باسم الدين، ويستخدمه هؤلاء المتطرفون في ما بعد كمظلومية يعيشون ويقتاتون عليها بقية حياتهم، في محاولة لتشويه أعدائهم وخصومهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة