قال المستشار محمد جمال الغيطاني، نجل الروائي جمال الغيطاني، إن والده الراحل شكل وجدان المصريين كلهم ليس فقط كأديب يكتب، ولكن كشاهد ومقاتل بالأساس مقيم على الجبهة في فترة في أكثر فترات التحدي في تاريخنا المعاصر، كما كان شاهداً على مرحلة حرب الاستنزاف من جهة التحديات.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، أن والده خاض معارك حاسمة ليبرز الدور المصري في حرب الاستنزاف حتى أعطاه الله حظاً آخر أن يكون شاهداً على نصر أكتوبر العظيم.
وواصل قائلًا: "والدي كان مراسلاً حربياً وأديباً وصحفياً وقبل هذا كله واحد من الناس لم يكن يكتب عنهم فقط بل واحد منهم يكتب عن أحوالهم، وظروف تاريخية مختلفة بداية من حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر والفترة الأخيرة من العقد الأخير بداية من ثورة يناير، حيث رصد أحداثها بعين المقاتل أيضاً"، موضحًا أن والده الراحل كان يملك استيعابا كبيراً للتاريخ المصري ولعلاقة هذا التاريخ بالجيش المصري ولتفرد وضعية الجيش المصري في تاريخ مصر وكيف يختلف هذا الجيش في تكوينه ودوره عن أي جيش آخر في العالم فهو جيش من الناس ولم يكن جيشاً طبقياً أو طائفياً أو أيدولوجي بل جيش من نسيج الشعب المصري من الشمال للجنوب ومن الشرق والغرب.
وأكد أن الروائي الراحل كان يملك الرؤية والاستيعاب للكتابة عن دور الجيش المصري في حضارة مصر، وكيف تستنهض البلاد، حيث كتب عن ذلك الدور من منظور مختلف متفرد حيث لا يوجد أحد أتيحت له الفرصة مثل والدى، مستطردًا: "لخص والدي هذا في كتابه المصريون والحرب بشكل جميل وبسيط في مقدمته حينما تحدث عن توحيد البلاد على يد جيش مينا ثم تصديه للهكسوس وغيرهم من الغزاه، وكيف تأثر بشخصية سقنن رع وأحمس وتحتمس الثالث الذي خاض 17 مرة حرب من أجل سيناء من شمالها الشرقي.
وذكر أن تلك الحقبة اثرت في والده كثيراً، وكانت محل أحاديثه مع أبناءه في السمر والخروج واثناء تجمعهم، قائلاً: "فترة أثرت عليه وعلى تكوينه وكان دائماً يتحدث عنها في تجمعه معنا كاسرة وخروجاتنا وفسحنا كانت كلها متعلقة بتلك الفترة، ويضاف لذلك تجربة الغيطاني الشخصية في قياس لحمة الشعب وانصهاره على قلب رجل واحد كجيل الستينيات في الفترة مابين 1968 وحتى 1974 في تجربة الشعب المصري في دفاعه عن هذه الأرض بعد فترة شديدة الصعوبة".
وكشف نجل الروائي جمال الغيطاني، طقوساً من حياة والده الراحل تظهر ارتباطه الشديد بفترة حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر، قائلاً: "في ذكرى حرب أكتوبر من كل عام كان يبارك ويهنأ رفقاء السلاح ويعيد عليهم كل سنة ولو أتيحت الفرصة كان يقوم بزيارة بعضهم في المنزل وده كان العيد في حياته".
وذكر أنه شخصياً وبسبب وفاء والده أتيحت له الفرصة للقاء وزيارة كبار قادة القوات المسلحة منهم الفريق فوزي في منزله، والفريق عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني، ومازال على قيد الحياة وعلى تواصل أسري معه والفريق الراحل عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث، بالإضافة لكافة رفقاء مجموعة 39 قتال والصاعقة وغيرهم، مؤكداً أن ما كان يميز والده الراحل تركيزه على البعد الإنساني في المقاتل المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة