أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 10يناير 1960.. العاهل المغربى محمد الخامس: «أقل واجب تسموا بحيرة السد بحيرة ناصر».. وعبدالحليم يغنى «حكاية شعب»

الأحد، 10 يناير 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 10يناير 1960.. العاهل المغربى محمد الخامس: «أقل واجب تسموا بحيرة السد بحيرة ناصر».. وعبدالحليم يغنى «حكاية شعب»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجه الرئيس جمال عبدالناصر، والعاهل المغربى محمد الخامس، والرئيس السورى شكرى القوتلى، إلى خيمة كبيرة بعد أن وضعوا حجر أساس بناء السد العالى فى أسوان يوم 9 يناير 1960، حسبما يذكر الكاتبان محمد الشافعى ومحمد يوسف فى كتابهما «السد العالى، هرم الإرادة المصرية».. «راجع، ذات يوم، 9 يناير 2021».
 
يذكر الكاتبان، أن عبدالناصر وضيفيه شاهدوا نموذج بناء السد فى الخيمة، والتقى عبدالناصر بالعاملين فى المشروع وتناقش معهم، وطالبهم باحترام موعد انتهاء المرحلة الأولى يوم 15 مايو 1964، لأنه سيعلنه على العالم، وأثناء شرح الدكتور حسن عباس زكى رئيس «لجنة بناء السد» على النموذج المجسم، دار بينه وبين عبدالناصر حوار، قال فيه زكى: محطة كهرباء السد هى أكبر محطة فى العالم، سأله عبدالناصر: هل هى أكبر محطة على الإطلاق؟.. أجاب: هى أكبر محطة تحت الأرض.. سأله عبدالناصر: أليس فى العالم محطة أخرى إنتاجها أكبر؟ رد: أكبر محطة أرضية فى العالم الآن -1960- هى محطة كتيمات فى كندا، وقوتها 1.1 مليون كيلو وات.. فى حين أن محطة السد العالى قوتها 2.2 مليون كيلو وات.
 
فى أثناء شرح «زكى» لتكوين بحيرة السد، التفت إلى عبدالناصر، قائلا: ستكون بحيرة السد أكبر بحيرة صناعية فى العالم، وأرجو من سيادتكم أن توافقوا على تسميتها «بحيرة ناصر»، وجاء الرد سريعا وفوريا من الملك محمد الخامس عندما قال: «هذا أقل واجب».
 
فى صباح الأحد 10 يناير، مثل هذا اليوم، 1960، افتتح عبدالناصر محطة توليد الكهرباء من خزان أسوان، وكانت محطة إضافية تم إنشاؤها لإمداد مواقع العمل فى السد بالطاقة الكهربائية التى تحتاجها، بالإضافة إلى إمداد مصانع كيما بالكهرباء اللازمة أيضا، وألقى عبدالناصر خطابا، وكان الخطاب الثانى له فى يومين.
 
فى المساء، كان الموعد مع حفل «أضواء المدينة» بحضور عبدالناصر، وكان عبدالحليم حافظ نجمه، وقدم أغنيته الوطنية الجديدة «حكاية شعب» تأليف الشاعر أحمد شفيق كامل، وألحان كمال الطويل، وفقا لكتاب «موسوعة أغانى عبدالحليم» للباحث عمرو فتحى، وجاءت ضمن أغان عديدة لآخرين حول معركة بناء السد، وضمن الأغانى الوطنية التى تميزت بها هذه المرحلة، وكان عبدالحليم فارسها الأول مع شعراء أبرزهم، صلاح جاهين وأحمد شفيق كامل، وعبدالرحمن الأبنودى، ومحسن الخياط، وملحنين فى مقدمتهم، كمال الطويل، ومحمد عبدالوهاب، وبليغ حمدى، ومحمد الموجى.
 
وبالرغم من أن نجوما آخرين قدموا أغانى وطنية مثل أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش وغيرهم، فإن عبدالحليم بقى فارسها.. يؤكد كمال الطويل فى شهادته لى عام 1996 فى كتابى «أم كلثوم وحكام مصر»: «كان عبدالحليم حافظ ملك الغناء الوطنى الذى ساد فى الخمسينيات والستينيات مع ثورة 23 يوليو 1952، وكانت هذه الأغانى سلاحا فى حشد الجماهير العربية فى معارك الاستقلال الوطنى».  
 
يروى مجدى العمروسى، صديق ومدير أعمال عبدالحليم، أسرار أغنية «حكاية شعب» وكيف استقبلها الناس فى هذه الليلة وبعدها، قائلا فى كتاب «أعز الناس»، أن أحمد شفيق كامل توجه بكلماتها إلى منزل كمال الطويل، ومطلعها: «قلنا حانبنى وآدى احنا بنينا السد العالى/ يا استعمار بنيناه بإيدينا السد العالى/ من أموالنا بإيد عمالنا هى الكلمة وآدى احنا بنينا».
 
قرأ عبدالحليم وكمال الكلمات، فنظرا إلى بعضهما فى صمت، الكلمات جديدة ومتطورة ليس لها مثيل فى الغناء أو التلحين قبل ذلك، واحد «عبدالحليم» يخطب فى الناس، يقول: «إخوانى».. يردون عليه ويحاورونه، ثم يحكى حكاية مصر مع أمريكا والبنك الدولى وبناء السد العالى، إلى آخر ما جاء بالأغنية.
 
يتذكر العمروسى، أن نقاشا حادا وصاخبا حدث بين الثلاثة، عبدالحليم كان متحمسا، والطويل متخوفا من التجربة ومبرره أن الجمهور غير متعود على هذا الفورم أو الشكل، وأحمد شفيق كامل مناصرا للأغنية..أنجز الطويل اللحن ودرجة حرارته 39 درجة، وأجريت البروفات، وأجمعت التعليقات على أن اللحن إما ينجح نجاحا لم يتحقق لأغنية من قبل، وإما يفشل فشلا ذريعا، وقال عبدالحليم: «أنا اللى هاغنى  وهواجه الناس وأنا المسؤول».
 
رفض عبدالحليم أن يقرأ مذيع الحفل جلال معوض كلمات الأغنية كما جرت العادة، مفضلا أن تكون مفاجأة .. يضيف «العمروسى»: «دخلت الفرقة، ودخل الكورال وبدأوا الغناء، ثم دخل عبدالحليم فى موعده مع الجملة الموسيقية التى سيبدأ منها الحوار مع الكورال، وفات الجزء الأول من الأغنية والصمت الرهيب يشمل عشرة آلاف متفرج، لم ينطق أحدهم بكلمة، ولا استحسان ولا تصفيق ولا معارضة، سكوت تام وكأن المكان ليس به أحد على الإطلاق».. فماذا حدث بعد ذلك؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة