أكرم القصاص - علا الشافعي

"وأنذر عشيرتك الأقربين" النبى يصدح بالرسالة.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 05:00 م
"وأنذر عشيرتك الأقربين" النبى يصدح بالرسالة.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان حتما للدين الإسلامى أن يخرج إلى العلن، خاصة بعدما دخل فى الدين الجديد عدد من كبار رجال قريش، وبعدما جاءت الأمر من الله سبحانه وتعالى بالإعلان، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
 
ويقول كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير تحت عنوان "باب الأمر بإبلاغ الرسالة إلى الخاص والعام، وأمره له بالصبر والاحتمال، والإعراض عن الجاهلين المعاندين المكذبين بعد قيام الحجة عليهم، وإرسال الرسول الأعظم إليهم، وذكر ما لقى من الأذية منهم، هو وأصحابه رضى الله عنهم".

أوردنا أحاديث جمَّة فى ذلك، فمن ذلك: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أنزل الله "وأنذر عشيرتك الأقربين"  أتى النبى ﷺ الصفا، فصعد عليه، ثم نادى: "يا صباحاه"، فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه، وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله ﷺ: "يا بنى عبد المطلب يا بنى فهر يا بنى كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟".

قالوا: نعم!
قال: "فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد".
فقال أبو لهب - لعنه الله -: تبا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا؟
وأنزل الله عز وجل: "تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ" [المسد: 1] .
وأخرجاه من حديث الأعمش به نحوه.
وقال أحمد: حدثنا معاوية بن عمرو، وحدثنا زائدة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبى هريرة.
قال: لما نزلت هذه الآية "وأنذر عشيرتك الأقربين" دعا رسول الله ﷺ قريشا فعمَّ وخصَّ. فقال: "يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بنى كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذى نفسك من النار، فإنى والله لا أملك لكم من الله شيئا، إلا أن لكم رحما سأبلها ببلائها".
ورواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير، وأخرجاه فى (الصحيحين) من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبى سلمة، عن أبى هريرة، وله طرق أخر عن أبى هريرة فى مسند أحمد وغيره..
وقال أحمد أيضا: حدثنا وكيع بن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضى الله عنها قالت: لما نزل { وأنذر عشيرتك الأقربين }.
قام رسول الله ﷺ فقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بنى عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا، سلونى من مالى ما شئتم" ورواه مسلم أيضا.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقى (فى الدلائل): أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: فحدثنى من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل - واستكتمنى اسمه - عن ابن عباس، عن على بن أبى طالب.
قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله ﷺ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الشعراء: 214-215] .
قال رسول الله ﷺ: "عرفت أنى إن بادأت بها قومى رأيت منهم ما أكره، فصمت، فجاءنى جبريل عليه السلام فقال لي: يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار".
قال على: فدعانى فقال: "يا على إن الله قد أمرنى أن أنذر عشيرتى الأقربين فعرفت أنى إن بادأتهم بذلك رأيت منهم ما أكره فصمتّ عن ذلك ثم جاءنى جبريل عليه السلام فقال: يا محمد: إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك فاصنع لنا يا على شاة على صاع من طعام، وأعدَّ لنا عس لبن، ثم اجمع لى بنى عبد المطلب" ففعلت.
 
فاجتمعوا له يومئذٍ وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا، أو ينقصون فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب الكافر الخبيث.
فقدَّمت إليهم تلك الجفنة، فأخذ رسول الله ﷺ منها حذية فشقها بأسنانه، ثم رمى بها فى نواحيها وقال: "كلوا بسم الله".
فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل ليأكل مثلها.
ثم قال رسول الله ﷺ: "اسقهم يا على"، فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا منه جميعا وأيم الله إن كان الرجل ليشرب مثله فلما أراد رسول الله ﷺ أن يكلمهم بدره أبو لهب - لعنه الله - فقال: لهدَّ ما سحركم صاحبكم؟
فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله ﷺ.
فلما كان من الغد قال رسول الله ﷺ: "يا على عد لنا مثل الذى كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدرنى إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم" ففعلت ثم جمعتهم له.
فصنع رسول الله ﷺ كما صنع بالأمس فأكلوا حتى نهلوا عنه، ثم سقيتهم من ذلك القعب حتى نهلوا، وأيم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها وليشرب مثلها.
ثم قال رسول الله ﷺ: "يا بنى عبد المطلب إنى والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل من ما جئتكم به، إنى قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة".
هكذا رواه البيهقي، من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق عن شيخ أبهم اسمه، عن عبد الله بن الحارث به.
وقد رواه أبو جعفر بن جرير، عن محمد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل الأبرش، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار أبو مريم بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، عن على فذكر مثله.
وزاد بعد قوله: "وإنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرنى الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرنى على هذا الأمر على أن يكون أخى" وكذا وكذا.
قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: ولأنى لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأخمشهم ساقا، أنا يا نبى الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتى فقال: "إن هذا أخي، وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا".
قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبى طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع!
تفرد به عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، وهو كذاب شيعي، اتهمه على بن المدينى وغيره بوضع الحديث، وضعَّفه الباقون.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة