جاءت الفيضانات فى السودان هذا العام وهى تحمل كارثة كبيرة على هذا البلد العزيز، فكل التعاطف لأهالينا بالسودان، حيث أعلن المتحدث باسم الدفاع المدنى السوداني، العقيد عبدالجليل عبدالرحيم، أن عدد ضحايا فيضان النيل الأزرق بالبلاد بلغ 150 شخصا، ما بين قتيل وجريح منذ شهر أغسطس الماضي.
وأضاف عبد الجليل، أن الخسائر المادية وفى الأرواح فاقت التوقعات، وقال إن «الفيضانات والسيول دمرت أكثر من 24 ألف منزل بشكل كامل إلى جانب تدمير أكثر من 40 ألف أخرى بشكل جزئي، ونفوق أكثر من 5 آلاف ماشية ودمار 354 من المتاجر والمخازن».
وما سبق يذكرنا بواحد من أعظم إنجازات الزعيم الراحل جما لعبد الناصر، وهو بناء السد العالي.
عصر الزعيم الراحل فى مجال البناء والتشييد من أزهى العصور المصرية ما جعله محل انتقاد الغرب وحلفائهم.
"إننا لم نبن السد العالى لكى نحارب وإنما حاربنا لكى نبنى السد العالي"، جملة قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة فى 19 نوفمبر 1971".
مصر دائماً قادرة على تخطى الصعاب ومجابهة المحن فى الماضى والحاضر، والماضى كما يقولون ذاكرة الحاضر وما يجرى الآن فى السودان من كوارث بسبب فيضان نهر النيل يذكرنا بعزيمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على حماية مصر من خطر الغرق والدمار ومخاطر الجفاف، وساهم فى طفرة صناعية هائلة لمصر بعد توليد الكهرباء.
كانت البداية للبناء فى عام 1960، وأكمل بناؤه فى 1968، وافتتح السد رسمياً فى عام 1971، تم التقدير الإجمالى لتكاليف إنشائه بمليار دولار تم شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفيتى.
كون السد خلفه (بحيرة ناصر) أكبر بحيرة صناعية فى العالم يبلغ طولها 500 كيلو متر متوسط، وعرض البحيرة 10 كيلو متر، وسعة التخزين الكلية 162 مليار متر مكعب.
وحسب الدراسات المتخصصة (يبلغ طول السد 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترا، عرض القمة 40 مترا، والارتفاع 111 مترا، حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى).
كان مشروع السد العالى مشروعا قوميا بمعنى الكلمة شارك فيه 34 ألف عامل، لكنه كان يفوق إمكانيات مصر فى التمويل والقدرة التكنولوجية، واستخدم فى بنائه 43 مليون متر مكعب من الصخور والرمال، وهو من أعظم السدود الركامية فى العالم.
شاركت فى بناء السد 3 جهات، الهيئة العامة لبناء السد العالى، وشركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح، وشركة المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان) بمعاونة خبراء ومهندسين وفنيين من الاتحاد السوفيتى.
حقق السد العالى الكثير من الإنجازات لمصر، بداية من الحماية من الفيضانات والجفاف، حتى أنه استطاع حماية مصر من أشد الفترات جفافا التى تعرضت لها مصر فى الفترة من 1981 حتى 1987، كما حافظ على الأراضى من التدمير بسبب الفيضانات.
ساهم السد العالى فى تحويل مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية من رى الحياض إلى رى دائم، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، واتسعت زراعة المحاصيل الزراعية نتيجة توفر المياه.
وما يحدث فى السودان من فيضان لا خطر منه على الإطلاق على مصر، فبحسب تصريح محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الري، إننا نعيش فى بداية سنة مائية، والفيضان يصل إلى مصر فى 3 أشهر (أغسطس، وسبتمبر، وأكتوبر).
وأكد السباعى على أن الوضع فى مصر مختلف عن السودان، ولا يمكن أن يحدث فى مصر مثل ما حدث فى السودان، لأننا اتخذنا الاستعدادات الفنية والعلمية لمواجهة أى فيضانات وسيول.
وأضاف أن السد العالى جاهز لاستقبال السيول المتوقعة، ولا تأثير لفيضانات السودان على مصر.
وأشار المتحدث باسم وزارة الري، إلى أن حجم الفيضان المتوقع على مصر وفقا للمؤشرات أكبر من المتوسط، وأعلى من العام الماضي، وهناك طوارئ طوال العام.
وما زالت مصر تقوم بدورها تجاه السودان وشعبه بالواجب الوطنى والقومى انطلاقا من مسئوليتها القومية والعربية.
رحم الله الزعيم جمال عبد النصر الذى قدم لمصر واحدا من أعظم إنجازات القرن العشرين .
حفظ الله مصر وجيشها ورئيسها ونيلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة