تستمر فرنسا في محاكمة 14 إرهابى متهمين بالتورط في اعتداءات يناير من عام 2015 في باريس والتي خلفت 17 قتيلا بينهم تقريبا كل طاقم تحرير صحيفة "شارلي إبدو"، وثلاثة عناصر شرطة وأربعة من زبائن متجر يهودي، وسط شهادات صادمة للناجين وعائلات الضحايا، وفي ظل ظروف أمنية وصحية استثنائية، وخلال سلسلة المحاكمات تم الاستماع إلى أبرز شخصين من المتهمين، وهما محمد فارس وعبد العزيز عباد، اللذين قاما بجلب اسلحة حرب لمنفذى الهجمات.
واستخدم الأخوان كواتشى منفذى العمليات فى أحداث يناير، أسلحة كلاشينكوف ومسدسات أتوماتيكية مطورة وحامل آر بى جى، وهو ما يندرج تحت قائمة أسلحة الحرب، تم تمريرها من بلجيكا إلى عمق باريس.
وأشارت قناة فرانس 24، إلى أن المتهمين ينفيان تماما صلتهما بالحادث أو التهم.
وخلال جلسات المحاكمة تم الاستماع لشهادة مدير الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو"، ريس (واسمه الحقيقي لوران سوريسو)، الذي أكد أنه لم يندم أبدا على نشر رسوم الكاريكاتير التي أغضبت المسلمين واعتبرها الأخوان كواشي مبررا لتنفيذ العملية الإرهابية ضد الصحيفة في صباح السابع من يناير 2015 بشارع نيكولا أبير في الدائرة 11 (شرق باريس).
واستمعت المحكمة أيضا إلى الطبيب والمتعاون السابق في "شارلي إيبدو" باتريك بولو، الذي أكد في شهادته أن "الوقت لم يضمد الجروح"، مشددا على أنه شاهد على آلام الناجين وعائلات الضحايا على حد قوله.
وكان بولو، البالغ من العمر 57 عاما، يشارك في اجتماع مع زملاء في الحماية المدنية لدى وقوع الهجوم على الصحيفة الساخرة، غير بعيد عن مقرها، وكان من بين الأوائل الذين وصلوا إلى عين المكان.
وقال أمام المحكمة: "لقد شاهدت في حياتي المهنية الطويلة حوادث ومآسي لكن ما رأيته في شارلي لم أره من قبل.. لقد كانت مذبحة".
وكانت مايز فولينسكى أرملة جورج فولينسكي، قالت في حوار سابق بمناسبة صدور كتابها "ولو على حساب الحياة"، إنها "لا تنتظر الكثير من محاكمة المتهمين باعتداء "شارلي إيبدو".
وبدأت المحاكمة في ظل إجراءات أمنية استثنائية مع حضور كثيف لقوات الأمن داخل قصر العدالة في قلب باريس وبمحيطه، وفي ظروف صحية غير مسبوقة إذ فرض تهديد فيروس كورونا المستجد وضع الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي.
وفرض الوباء أيضا تخصيص خمس قاعات لتوزيع الشهود والمحامين والجمهور الراغب في حضور الجلسات.
ويمثل في المحاكمة 14 متهما، بينهم ثلاثة غيابيا هم حياة بومدين شريكة أميدي كوليبالي والشقيقان محمد ومهدي بلحسين. ويمثل واحد منهم، وهو كريستوف روميل، حرا وليس في قفص الاتهام بعد اعتراف المحكمة بأنه لم يكن يعلم بنية الأخوين رشيد وسعيد كواشي.
ويشارك في المحاكمات144 شاهدا، و94 محاميا ونحو 200 طرف مدني (من الناجين أو ممثلي الضحايا)
وللتذكير، فإن الاعتداءات بدأت في 7 يناير 2015 عندما هاجم الأخوان كواشي "شارلي إيبدو" ثم استمرت في 8 يناير بعد أن اغتال الجهادي أميدي كوليبالي الشرطية كلاريسا جان فيليب في حي مونروج (جنوب باريس)، وانتهت في 9 يناير باقتحام كوليبالي متجر "إيبير كاشير" قرب فانسين (شرق) ليقتل أربعة زبائن كلهم يهود.
وتم القضاء على الإرهابيين الثلاثة في اليوم ذاته على أيدي القوات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة