أكرم القصاص - علا الشافعي

هل للحيوانات والطيور عقول؟ .. الدين والعلم لا يتفقان فى المسألة

الأحد، 30 أغسطس 2020 04:30 م
هل للحيوانات والطيور عقول؟ .. الدين والعلم لا يتفقان فى المسألة فأر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نرى بأعيننا تصرفات لحيوانات وطيور تدل على إدراك وفهم للتصرفات، لكن هل تملك هذه الحيوانات والطيور عقول، ما الذى يقوله رجال الدين فى ذلك، وما الذى يقوله رجال العلم.
 

ما رأى الدين؟

بالنسبة لرجال الدين، نجد أن الإمام ابن حزم فى كتابه "الفصل فى الملل والأهواء والنحل" قد علمنا بضرورة الحس أن الله تعالى إنما خص بالنطق، الذى هو التصرف ومعرفة الأشياء على ما هى عليه، والتصرف فى الصناعات على اختلافها، الإنسان خاصة، وأضفنا إليهم بالخبر الصادق مجرد الجن، وأضفنا إليهم بالخبر الصادق وببراهين أيضا ضرورية الملائكة .

الفصل
 
وإنما شارك من ذكرنا سائر الحيوان فى الحياة الخاصة، وهى الحس، والحركة الإرادية، فعلمنا بضرورة العقل أن الله تعالى لا يخاطب بالشرائع إلا من يعقلها، ويعرف المراد بها، وبقوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، ووجدنا جميع الحيوان، حاشا الناس، يجرى على رتبة واحدة فى تصرفها فى معايشها وتناسلها، لا يجتنب منها واحد شيئا يفعله غيره، هذا الذى يدرك حسا فيما يعاشر الناس فى منازلهم، من المواشى والخيل والبغال والحمير والطير وغير ذلك، وليس الناس فى أحوالهم كذلك، فصح أن البهائم غير مخاطبة بالشرائع .
فإن اعترض معترض بفعل النحل ، ونسج العنكبوت !
قيل له وبالله التوفيق :
إن هذه طبيعة ضرورية، لأن العنكبوت لا يتصرف فى غير تلك الصفة من النسج، ولا توجد أبدا إلا كذلك .
وأما الإنسان فإنه يتصرف فى عمل الديباج، والوشى، والقباطى، وأنواع الأصباغ، والدباغ، والخرط، والنقش، وسائر الصناعات من الحرث والحصاد والطحن والطبخ والبناء والتجارات، وفى أنواع العلوم من النجوم، ومن الأغانى، والطب، والجبر، والعبارة، والعبادة، وغير ذلك، ولا سبيل لشىء من الحيوان إلى التصرف فى غير الشىء الذى اقتضاه له طبعه، ولا إلى مفارقة تلك الكيفية .
فإن اعترض معترض بقول الله تعالى : (عُلِّمنا مَنطِقَ الطَّير)، وبما ذكر الله تعالى من قول النملة: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) الآية ، وقصة الهدهد .
قيل له وبالله تعالى التوفيق :
لم ندفع أن يكون للحيوان أصوات عند معاناة ما تقتضيه له الحياة من طلب الغذاء، وعند الألم، وعند المضاربة، وطلب الفساد، ودعاء أولادها، وما أشبه ذلك، فهذا هو الذى علمه الله تعالى سليمان رسوله عليه السلام، وهذا الذى يوجد فى أكثر الحيوان، وليس هذا من تمييز دقائق العلوم والكلام، ولا من عمل وجوه الصناعات كلها فى شيء، وإنما عنى الله تعالى بمنطق الطير أصواتها التى ذكرنا ، لا تمييز العلوم، والتصرف فى الصناعات الذى من ادعاه لها أكذبه العيان، والله تعالى لا يقول إلا الحق .
وأما قصة النملة والهدهد فهما معجزتان خاصتان لذلك النمل، ولذلك الهدهد، وآيتان لسليمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ككلام الذراع، وحنين الجذع، وتسبيح الطعام لمحمد صلى الله عليه وسلم، آيات لنبوته عليه السلام، وكذلك حياة عصا موسى عليه السلام آية لرسول الله موسى عليه السلام، لأن هذا النطق شامل ولأنواع هذه الأشياء.
 
 

ما الذى يقوله العلم فى هذه القضية؟

نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريرا تحدث فيه عن طريقة عمل أدمغة الحيوانات، قالت فيه  حسبما ذكرت مواقع صحفية " إن دراسة حديثة أثبتت أن حياة الحيوانات أكثر ثراء مما يعرفه العلم، وقد أكد العالم الشهير تشارلز داروين أن الحيوانات تملك قدرات عقلية تماما مثل الإنسان، ولكنها تختلف فقط من حيث الدرجة وليس النوع، ويبدو أن هذا الاعتقاد راسخ فى تعامل الإنسان اليومى مع الحيوانات، على غرار الكلاب والخيول والفئران.

 
ولكن ذلك يتعارض مع الفكر الأوروبى الذى يرى أن الحيوانات لا تملك عقولا على الإطلاق، وتستند هذه الفرضية على حجة فيلسوف القرن السابع عشر رينيه ديكارت، الذى يعتقد أن الإنسان كائن عاقل مرتبط بعقل الله، فى حين أن الحيوانات مجرد آلات مصنوعة من اللحم. وعلى حد تعبير نيكولا مالبرانش، وهو أحد أتباع ديكارت، فإن الحيوانات "روبوتات حية" لأنها "تأكل دون الإحساس بالمتعة، وتبكى دون الإحساس بالألم، وتكبر دون أن تدرك ذلك".
فأر
وأوردت المجلة أنه خلال القرن العشرين ظهر اتجاه معاكس يفترض أن الحيوانات تملك عقولا، إلا أنه تم استبعاد هذه الفرضية نظرا لاستحالة إثباتها والتحقق من صحتها، ونتيجة لذلك، ظل هذا الكائن الحى عبارة عن صندوق أسود. ومع إجراء تجارب مخبرية وميدانية طوال عقود من الزمن، أجمع العلماء على أن بعض الحيوانات تقوم بمعالجة المعلومات وتعبر عن مشاعرها بطرق مثبتة بتجربة ذهنية واعية.
 
وأفادت المجلة بأن العلماء اتفقوا على أن الحيوانات، انطلاقا من الجرذان والفئران والببغاوات والحيتان الحدباء، تملك قدرات عقلية معقدة، كما أن بعض الكائنات لها سمات إنسانية فريدة، على غرار القدرة على تسمية الأشياء بأسمائها واستخدام الأدوات. وفى الواقع، إن عددا قليلا من الحيوانات، بما فى ذلك الرئيسيات والغربان والحيتانيات، تملك صفة مشابهة لما يمكن اعتباره عند البشر "ثقافة"، حيث تطور طرقا مميزة للقيام بالأشياء عن طريق التقليد والمثال. ولا يوجد حيوانات تملك كل الصفات الموجودة فى العقل البشري، بيد أن العديد من صفات العقل البشرى موجودة فى بعض الحيوانات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة