لا أتعجب من كثرة حوادث الانتحار، ولا أتعجب من كثرة ظهور المُرتدين عن الدين، ولا أتعجب من ظهور الاكتئاب بين الشباب بكثرة، فهذه الظواهر من الطبيعى أن تحدث فى هذا المجتمع.
فلقد انتشر العنف بين الناس وذلك نتيجة للتمسك بأفكار مُعينة أو نتيجة للتعصب الدينى، الذى هو فى معظم الأحوال غير صحيح بسبب تمسك أغلب الناس ببعض الآيات والأحاديث دون النظر للدين ككل.
لقد خلط الناس بين التعبير عن الرأى وبين النقد غير البناء، ولقد نسوا أن الكلمة الطيبة صدقة فأصبحنا نجد بعض التعليقات السخيفة سواء فى الحديث بين الناس أو فى بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى و انتشرت عبارات مثل "الله يلعنك، أنتم من أهل النار، اتقوا الله، ايه الهبل اللى انت بتعمله ده، دمك مش خفيف..." وغيرها دون مُراعاة سن الماثل أمامهم أهو طفل أو مراهق أو شاب أو شخص كبير بالسن.
ونتيجة لهذه العبارات كان من الطبيعى أن يصاب بعض الناس بالاكتئاب خاصة الشباب والمُراهقين، فماذا تنتظروا من جيل ينشأ وسط تلك السلوكيات؟!
والكارثة تكمن فى عدم إدراك هؤلاء الأشخاص أن كلامهم قد يؤذى غيرهم، أو أن الكلمة التى يتفوهون بها قادرة على أن تحول الشخص من شخصية إيجابية مُحبة للحياة إلى شخصية كئيبة ذات أفكار انتحارية.
والكارثة الكبرى هى أنهم يستهزئون بمشاعر الآخرين وكأن لا أحد يملك مشاعر سواهم.
إذا كانت الكلمة ليس لها تأثير على الآخرين لما قال الرسول أن "الكلمة الطيبة صدقة".
لذلك يجب على الناس التفكير قبل الحديث، يجب عليهم ألا يخلطوا بين نقد الفعل و نقد الفاعل، يجب عليهم ألا يخلطوا بين النقد البناء و النقد الهدام.
يجب عليهم تذكر المثل المصرى الشهير "لسانك حصانك" فالكلمات كالطلقات النارية و نحن بإمكاننا أن نجعل الجرح سطحى أو عميق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة