"يا محمد انزل البلد أبوك لقي مساخيط"، رسالة طالما وصلت للبعض على هاتفه المحمول من مجهولين، تهدف للنصب، وبيع الوهم للمواطنين، واستغلال شغف البعض وهوسه بالثراء السريع عن طريق تجارة الآثار، ويلجأ بعض المواطنين لعمليات التنقيب عن الآثار، لا سيما في القرى والأرياف، والأماكن القريبة من المناطق الأثرية بحثاً عن كنوز الأجداد، ورغبة في تحقيق الثراء السريع، حتى على وإن كان على حساب بيع التاريخ والحضارة.
وفي هذا الإطار، نجحت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار في ضبط شخص بالإسكندرية لتنقيبه عن الآثار بمنزله، وذلك استمراراً لجهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة الجريمة بشتى صورها لاسيما ضبط مرتكبى جرائم حيازة الآثار والحفر والتنقيب عن القطع الآثرية.
وأكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار قيام "أحد الأشخاص- مقيم بمنطقة كرموز بمحافظة الإسكندرية، له معلومات جنائية" بالحفر خلسة بمسكنه بقصد البحث والتنقيب عن الآثار.
عقب تقنين الإجراءات بالاشتراك مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الإسكندرية تم استهداف منزل المتهم وضبطه، والعثور على "حفر مردوم ذو فوهة رملية تختلف عن أرضية الغرفة - أجزاء من أواني فخارية وبعض كسر الفخار الذى يشتبه في أثريته - تشوينات من الأتربة - الأدوات المستخدمة فى عملية الحفر"، وبعرض المضبوطات على الجهات المختصة تبين أثرية تلك القطع، وأن الحفر متآخم لمنطقة أثرية ويتم بغرض التنقيب عن الآثار، واعترف المتهم بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار، فوجه اللواء محمد عبد العزيز مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة والآثار باتخاذ الإجراءات القانونية.
ولم تكن هذه الواقعة الأخيرة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 16 شخص أثناء تنقيبهم عن الآثار بمنزل أحدهم مركز طامية بمحافظة الفيوم، وتم العثور على حفرة بعمق 10 متر، وتنتهى بسرداب بطول حوالى 20 متر، وتم ضبط الأدوات المستخدمة فى الحفر والتنقيب، واعترفوا بارتكاب الواقعة بقصد التنقيب عن الآثار.
ونجحت الأجهزة الأمنية في ضبط 9 أشخاص لتنقيبهم عن الآثار بمنزل ملك اثنين منهم، وتبين وجود حفرة قطرها "1,5 متر بعمق 8 أمتار"، وبعض أدوات الحفر، واعترف المتهمون بارتكاب الواقعة بقصد التنقيب عن الآثار تم إتخاذ الإجراءات القانونية، حيث جاء ذلك عقب تداول أحد الحسابات الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" منشور تضمن تضرر إحدى السيدات من وجود بعض الأشخاص وقيامهم بأعمال حفر داخل أحد المنازل ببندر أبو كبير بمحافظة الشرقية خشية سقوطه.
وفي ذات المحافظة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 8 أشخاص لتنقيبهم عن الأثار بمنزل ملك أحدهم بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية ، وتبين وجود حفرتين إحداهما "قطرها 2,5 متر بعمق 15متر" ، والآخرى "قطرها 2,5 بعمق 7 أمتار" وبعض الأجزاء الفخارية وأتربة ناتجة عن أعمال الحفر ، والأدوات المستخدمة فى الحفر.
ومن ناحيته، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، إن هوس البحث عن الآثار والثراء السريع أصاب البعض، مما دفعهم للتنقيب أسفل منازلهم، الأمر الذي يتسبب في خطورة حقيقية على حياتهم، حيث تتهاوى أحيانا الأتربة على القائمين عن الحفر ويفقدون حياتهم.
وأضاف الخبير الأمني، أن الأجهزة الأمنية ترصد وتتابع هذه الجرائم وتوجه ضربات استباقية للقائمين عليها، ويتم ضبطهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وقانونياً، فإن المادة 49 بالدستور تلزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها ورعاية مناطقها وصيانتها وترميمها واسترداد ما استولي عليه منها وتنظيم التنقيب عنها والإشرف عليه، كما تحظر إهداء أو مبادلة أى شئ منها، وأن الاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم.
وأوضح قانونيون أن القانون رقم 117 لسنة 1983 نص في المادة 1 على أن يعتبر أثرا كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ، وخلال العصور التاريخية المتعاقبة.
وأشار قانونيون، إلى أن القانون يعاقب المتورطين بتلك الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد علي 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد علي 50 ألف جنيه كل من سرق أثرا أو جزءا من أثر مملوك للدولة أو هدم أو إتلاف عمدا أثرا أو مبني تاريخيا أو شوهه أو غير معالمه أو فصل جزءا منه، أو أجري أعمال الحفر الأثري دون ترخيص أو اشترك في ذلك وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه إذا كان الفاعل من العاملين بالدولة المشرفين أو المشتغلين بالآثار أو موظفي أو عمال بعثات الحفائر أو من المقاولين المتعاقدين مع الهيئة أو من عمالهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة