أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 1 يوليو 1967.. قوة صغيرة من الصاعقة تصد هجوما ضخما للجيش الإسرائيلى وتجبره على الانسحاب بعد تكبيده خسائر فادحة فى «رأس العش»

الأربعاء، 01 يوليو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 1 يوليو 1967.. قوة صغيرة من الصاعقة تصد هجوما ضخما للجيش الإسرائيلى وتجبره على الانسحاب بعد تكبيده خسائر فادحة فى «رأس العش»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الثامنة والنصف مساء يوم 1 يوليو، مثل هذا اليوم، 1967، حين بدأت القوات الإسرائيلية فى شن هجوم واسع على موقع «رأس العش».
 
كانت حرب 5 يونيو 1967 انتهت باحتلال سيناء كاملة، عدا جزء صغير من الأرض شرق وجنوب مدينة بور فؤاد، تمركزت فيه وحدات صغيرة من الصاعقة والمشاة، ووحدات صغيرة من المدفعية المضادة للدبابات، وفقا لما يذكره الفريق أول محمد فوزى فى كتابه «حرب الثلاث سنوات 1967-1970»، وأرادت إسرائيل أن تحتل هذا الجزء المتبقى، فشنت هجومها عليه، غير أنها منيت بفشل ذريع فى معركة يصفها المشير محمد عبدالغنى الجمسى فى مذكراته 
 
«حرب أكتوبر 1973» بقوله: «كانت هذه المعركة هى الأولى فى مرحلة الصمود التى أثبت فيها المقاتل المصرى، رغم الهزيمة والمرارة، أنه لم يفقد إرادة القتال، وكان مثالا للصمود القتالى بمهارة والتشبث بالأرض».  دارت هذه المعركة بعد نحو 20 يوما من تولى الفريق أول محمد فوزى قيادة القوات المسلحة المصرية، 11 يونيو 1967، وتكليف جمال عبد الناصر له بإعادة بناء القوات المسلحة، ويذكر الجمسى:كانت سمة العمل فى هذه المرحلة «الدفاع السلبى»، وهذا يعنى المحافظة على هدوء الجبهة، وبرغم ذلك شهدت هذه المرحلة بعض المعارك، ومنها معركة «رأس العش» التى بدأت فى اليوم الأول، الذى تولى فيه اللواء أحمد إسماعيل قيادة الجبهة فى أول يوليو 1967.
 
يذكر الفريق فوزى: «قام العدو يوم 1 يوليو 1967 بالهجوم على جنوب الموقع بقوات قوامها سرية دبابات «عشر دبابات» مدعمة بكتيبة مشاة ووحدة مهندسين، يعاونها سرب طائرات مقاتلة قاذفة، وهجم العدو بالمواجهة على موقع رأس العش بدباباته، ولكنه فشل، فطلب معاونة طيرانه فى الهجمة الثانية، وقامت الدبابات تعاونها الطائرات بالهجمة الثانية، ولكنه فشل، ودمرنا له ثلاث دبابات وقتل بعض أفراده، ثم حاول الالتفاف على يسار الموقع للهجوم، ولكن ملاحة بحيرة الطينة كانت مانعا بالنسبة لدباباته، فحاول إقحام المشاة من الجنب فى الملاحة مؤيدة بنيران الدبابات من المواجهة والطيران من كل جانب ولكنه فشل للمرة الثالثة».  يضيف الفريق فوزى: «كان لتصميم رجال هذا الموقع، وحسن تحصينهم فى الأرض مع دقة استخدام الألغام المضادة للدبابات، ونيران المدفعية «الميدان» من الجانب الغربى، أثره فى صمود هذا الموقع، وخسارة العدو الذى لم يجرؤ بعد ذلك على محاولة إزالة هذا الموقع طوال مدة الحرب، وأصبح هذا الموقع بصمود مقاتليه القدم الوحيدة لنا فى سيناء».
 
يذكر الكاتب الصحفى «محمد الشافعى» فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال»، أن أحد العاملين فى هيئة قناة السويس، أخبر قوات الجيش المصرى الموجودة فى نقطة رأس العش غرب القناة، بأنه شاهد قولا من دبابات ومعدات العدو يسير من القنطرة شرق فى اتجاه بور فؤاد، وعلى الفور تم اتخاذ التدابير اللازمة، وتحرك 16 جنديا يقودهم الملازم فتحى عبد الله، والرقيب حسنى سلامة من الكتيبة 43 صاعقة إلى شرق القناة، وكانت موجودة فى مدرسة «أشتوم الجميل» ببورسعيد، وبدأوا على الفور فى حفر الخنادق انتظارا للعدو، ثم عبر إليهم أربعة رشاشات خفيفة وجهاز إشارة، ومدفع رشاش متوسط، ومدفع بـ10 مضاد للدبابات، ليصبح كل الجنود المصريين الموجودين شرق القناة 27 جنديا، وفى الغرب سرية مدفع هاون، وعدد 2 كمين فى الكاب والتينة.
 
يذكر الشافعى أنه كان فى الكمين الأول الملازم أول عبدالوهاب الزهيرى ومعه أربعة جنود، وفى الكمين الثانى الملازم أول خليل جمعة خليل ومعه أربعة جنود أيضا، واكتشف الأبطال أن قوات العدو أكبر وأخطر، فكل دبابة عليها مدفع رشاش نصف بوصة، إضافة إلى فصيلة مشاة ميكانيكى مكونة من 30 جنديا، مع عربات جيب قتال وست عربات نصف جنزير، وثلاثة شاسيهات دبابات عليها مدافع ذاتية، ورغم تفوق العدو فى العدد والعتاد، فإن أبطال الصاعقة المصرية تصدوا له بكل القوة والصلابة، وأوقفوا زحفه، وبعد ليلة طويلة شهدت قتالا عنيفا، استطاع أبطال مصر فى شرق وغرب القناة هزيمة هذه القوة الصهيونية الكبيرة، وتكبيدها خسائر كبيرة فى الأفراد والمعدات.
 
يؤكد الشافعى أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يتابع المعركة دقيقة بدقيقة، من خلال تليفون نقطة رأس العش، المحول على بيته فى منشية البكرى، وفى الثانية صباحا أصدر أوامره بمنح كل أبطال العملية النياشين والأوسمة وترقيتهم إلى الرتب الأعلى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة