ترأس الأنبا ماركوس أسقف كفر الشيخ ودمياط ورئيس دير القديسة دميانة، اليوم الأربعاء، قداس الاحتفال بعيد الشهيدة القديسة دميانة بديرها فى منطقة البرارى، بعدما صلى مساء أمس عشية العيد بمشاركة الأنبا صليب أسقف ميت غمر، حيث شهدا طقس تطييب رفات القديسة، وسط حضور راهبات الدير، وعدد من الكهنة لأول مرة دون حضور جماهيرى بسبب كورونا.
القديسة دميانة أحد قديسى القرن الرابع الميلادى عاشت بتولا مع أربعين عذراء فى ديرها بالبرارى، تركت قصر والدها الوالى مرقص وصولجانه، أخلصت لرسالة المسيح ومحبة الله، ماتت شهيدة بيد رسول الملك "دقلديانوس" الذى قتل فى عهده آلاف الشهداء المسيحيين بعدما رفضوا العودة إلى الوثنية.
فى ديرها بمنطقة البرارى بمحافظة الدقهلية، اعتاد الأقباط أن يفترشوا خياما طوال الأسبوعين الماضيين للاحتفال بعيدها السنوى إلا أن قرارات منع التجمعات بسبب وباء كورونا عطلت الاحتفال لأول مرة هذا العام دون أن توقف الصلوات، حيث اختتم العيد بصلوات العشية التى ترأسها الأنبا ماركوس، الذى دخل ليبدأ طقس تطييب الرفات على أصوات الإنجيل والصلوات
طقس تطييب الرفات.. هكذا تعيد الكنيسة للقديسيين
فى طبق حديدى، يصنع الحنوط، يسكب زيت من العطر، وزيت الناردين المعطر وهو أحد الزيوت المقدسة لدى المسيحيين، حيث سكبته امرأة على وجه المسيح وفرح بذلك، ويوضع المزيج مع مواد كيميائية عطرة لتصنع منها ما يشبه العجينة تتلى فوقها الصلوات والتراتيل، ويدهن بها قبر القديسة، ويردد الشعب فى الخلفية "باركينا يا ستى يا عفيفة يا طاهرة واتشفعى دايما من أجل أحبابك، يا حرة طالبينك واقفين على بابك".
يخرج الأنبا ماركوس من خزينة صغيرة أسفل القبر، رفات القديسة دميانة، عظمة صغيرة من كعبها الأيسر، يصلى فوقها ويطيبها بالعطر، ومعها أيضا وفى صندوق خشبى جزء من خشبة الصليب التى صلب المسيح فوقها، تنال نصيبها من العطر أيضًا، ثم يوزع المطران على الكهنة وشعب الكنيسة أجزاء مما صنعه من حنوط مبارك، يدهنون به حواف القبر، ويتقافز الناس من الخارج يلقون بالمناديل، والإيشاربات والشيلان الصوفية لتلتصق بالحنوط فتنال البركة، يقفز الجميع آلى داخل القبر أو يرمى متعلقاته كمن يقفز فى بركة سباحة، ويساعد من فى الداخل طالبى البركة بالخارج، لتتبارك مناديلهم برفات القديسة.
تنتهى ليلة القديسة دميانة، بتسبحة تبدأ فى الواحدة منتصف الليل يقودها كهنة الدير، وتمتد حتى الثالثة صباحا، ثم يستيقظ الراهبات فى السادسة على موعد صلاة القداس الذى يرأسه الأنبا ماركوس مرة أخرى.
فى دير القديسة دميانة.. جزء من خشبة صلب المسيح
فى كنيسة قبر القديسة دميانة عمودان من الرخام وأيقونة كبيرة للقديسة دميانة، أسفلهما خزينة تضم رفات الشهيدة وجزء من خشبة الصليب التى شهدت صلب المسيح، حيث دفنت أسفل الكنيسة مع الأربعين عذراء ووجدت رفات لهم فى عصر الإمبراطورة هيلانة، ثم جاء طوفان اكتسح الدير وبقى منه عمودان أعاد الأنبا بيشوى نصبهما فى عهده، تحوطهما الشموع من كل اتجاه يطلب الناس حبًا ونورا، منهم من يطلب طفلا ومنهم من يرجو شفاعة القديسة فتشفى له مريضًا، ولا يرد الله لأجلها أحدا، حول قبر القديسة، أيقونات أثرية، وأخرى حديثة، وزجاج معشق رسمته أيادى الراهبات بالألوان، ترى أيقونة للقديس أنطونيوس أبو الرهبنة، جوارها صورة للقديسة دميانة والأربعين عذراء مرسومة على الحائط.
حول قبر القديسة، أيقونات آثرية، وأخرى حديثة، وزجاج معشق رسمته أيادى الراهبات بالألوان، ترى أيقونة للقديس أنطونيوس أبو الرهبنة، جوارها صورة للقديسة دميانة والأربعين عذراء مرسومة على الحائط يقول الأنبا بيشوى أن فنانين من كوريا أتوا ليرسموها، وإلى جوارها أيقونة أخرى دشنها البابا شنودة بزيت الميرون وصلى عليها.
وأعلى الكنيسة منارة تم ترميمها وتعليتها عام 1998 تعلوها قبة على الطراز القبطى، أعيد بياضها بالجير الصناعى، ثم بنوا منارة أخرى كان الطوفان قد أبقى على قاعدتها الأساسية فقط.
أمام الكنيسة دير قديم كان مقرًا لرهبان الخدمة، عمل الأنبا بيشوى على الحفاظ على طابعه الأثرى فرممه بنفس نوع الحجارة المستخدمة فى بنائه بمساعدة وزارة الآثار، وعلى اليسار كنيستين أثريتين، الأولى تحمل اسم الأنبا انطونيوس أبو الرهبنة القبطية تم اكتشافها عام 99 وصدر قرارا من هيئة الآثار بإعادة بنائها مرة أخرى وأثناء إعادة البناء تم اكتشاف كنيسة أخرى وحملت اسم الأنبا بولا، وبنيت لهما القباب، فى مدخل الكنيسة الأولى مكانًا لغسل الأقدام يعود إلى تأسيس الدير حيث كان الرجال يغسلون أرجلهم فيه قبل الدخول إلى الكنيسة، ويربط بين الكنيستين ممر واحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة