أظهر النظام التركى قمعه المتزايد ضد شعبه بعد خروج أصوات تطالب بحماية المواطنين الأتراك من فيروس كورونا، خاصة المسجونين في معتقلات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خاصة في ظل امتلاء السجون التركية بالمعتقلين، فى الوقت الذى اضطرت فيه سلاسل تجارية في تركيا للإغلاق خوفا من انتشار الفيروس، وفى هذا السياق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن الشرطة التركية ألقت القبض على أحد مواطني مدينة دينيزلي، بسبب نشره ما اعتبرته الحكومة موادًا استفزازية حول الإصابات بفيروس كورونا في تركيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويأتى ذلك ضمن حملتها لمنع النشر حول الوباء الذي يحصد أرواح الآلاف يوميًا.
وقال الموقع التابع للمعارضة التركية إن مكتب المدعي العام بدينيزلي بدأ تحقيقًا ضد المشتبه بسبب انتقادات وجهها للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي لإلغاء السجون في سياق تفشي وباء كورونا، حيث كانت وزارة الداخلية التركية قد أعلنت الإثنين، اعتقال 19 مواطنًا بسبب تناولهم أنباء عن تفشي وباء كورونا في تركيا عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تواصل البحث عن 93 آخرين من المشتبه بهم.
وقالت الوزارة فى بيان لها: تم تحديد 93 مشتبه بهم بسبب منشوراتهم حول فيروس كورونا، ونشرهم معلومات غير مؤكدة واستفزازية على حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى، وتم اعتقال 19 منهم.
كما ذكر موقع تركيا الآن، أن سلسلة مقاهي شهيرة في تركيا، أعلنت إغلاق آلاف فروعها داخل تركيا، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونان بعد انتشار الفيروس داخل البلاد، حيث أوضحت الشركة المالكة أن إغلاق فروعها مؤقت إذا تحسنت ظروف البلاد، ويأتى القرار مع أوامر وزارة الداخلية التركية بغلق جميع المقاهي والمطاعم والمسارح والسينمات ودور العرض وقاعات الاحتفالات وأى مكان يسمح بوجود إناس على مسافات متقاربة.
وكان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجا، مساء الإثنين، أعلن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا القاتل داخل تركيا إلى 47 حالة، وأوضح قوجا في تغريدة له عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن عدد الحالات التي تأكد إصابتها حديثًا بلغت 29 حالة، ليصبح عدد الحالات الإجمالى داخل تركيا 47 حالة.
على صعيد متصل، حظرت الهند دخول الأجانب من تركيا وإنجلترا ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية والاتحاد الأوروبى، ذلك ضمن تدابيرها الوقائية من الإصابة بوباء كورونا الذي قتل الآلاف في الأيام الأخيرة، كما قررت السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة تعليق رحلاتها الجوية إلى 4 دول تجنبًا لإنتشار فيروس كورونا، من بينها تركيا، اعتبارًا من اليوم الثلاثاء.
وشمل قرار دولة الإمارات العربية المتحدة، دول تركيا وسوريا ولبنان والعراق، مشددة السلطات الإماراتية ممثلة فى الهيئة العامة للطيران المدني على مراعاة أوضاع هذه الدول والأوضاع العالمية بشأن انتشار الفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة التايوانية، عن عودة 15 سائحًا من مواطنيها من تركيا بينهم 10 مصابين بفيروس كورونا المستجد، يأتى ذلك أعقاب إعلان غانا إصابة مواطنها بالفيروس، بعد أن سافر مؤخرًا إلى تركيا.
فيما ذكرت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، أن مؤسسة حقوق الإنسان في تركيا حذرت من أن الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد في تركيا، ينبئ بأن نزلاء السجون في خطر داهم، مع اكتظاظ المعتقلات بأكثر من طاقتها الاستيعابية الطبيعية، وأكدت المؤسسة على أن فيروس كورونا الذي يسجل انتشارًا واسعًا على مستوى العالم، يسهل انتشاره في المؤسسات المغلقة مثل السجون التي تفتقر لشروط النظافة.
وقالت مؤسسة حقوق الإنسان في بيان: أوضحنا أكثر من مرة التداعيات السلبية على المعتقلين نتيجة عدم التمكن من حصولهم على احتياجاتهم داخل السجون، بسبب اكتظاظها بأكثر من قدرتها الاستيعابية. ونود أن نؤكد على ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، حتى لا ينتشر المرض داخل السجون بسبب الاكتظاظ.
وفي السياق ذاته دعا النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركيا عمرو فاروق جرجرلي أوغلو، إلى إرجاء تنفيذ جميع أحكام الاعتقال في تركيا، جرجرلي أوغلو قال: في إيران تم إخلاء سبيل 70 ألف معتقل وفي البحرين تم إخلاء سبيل نحو ألف و500 شخص كانوا يقبعون داخل السجون. على تركيا أن تحذو حذوهما أيضا.
وأضاف النائب وعضو لجنة تقصي حقوق الإنسان بالبرلمان: “يجب التفكير أولا في إخلاء سبيل ممن ترتفع احتمالات إصابتهم بالفيروس وهم كبار السن والأمهات بأطفالهن والمرضى. يمكن محاكمة هؤلاء الأشخاص من خارج القضبان على أية حال. يمكن إرجاء محاكمتهم لنحو عام على الأقل في ظل هذه الأوضاع”.
وأكد نائب الحزب الكردي أن السجون امتلأت بفعل المحاكمات غير العادلة بشكل كبير، وأنه لا يمكن التصدي لهذا الوضع بمنع اللقاءات بالسجون، مشددًا على ضرورة اتخاذ قرار جذري في هذا الصدد.
وارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة في تركيا بفيروس بفيروس كورونا المستجد، إلى 47 حالة حتي مساء الإثنين، بعد أن كان العدد قبلها بيوم 12 حالة فقط، لكن يلفت خبراء إلى أن العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس أكثر من الأرقام الرسمية، نظرا لأن السلطات لا تجري الفحوصات إلا على المسافرين القادمين من خارج البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة