لطالما كان التاريخ ممتلئا بالصراعات والحروب، ففى القرون التى سبقت الممالك والإمبراطوريات اعتمد الغزاة على إخضاع الأمم الأضعف لهم لتحقيق مكاسبهم الخاصة، لذلك فى العصور القديمة كانت توجد اضطهادات وصلت إلى درجة المذابح وعمليات الإبادة الجماعية وأيضا عمليات الطرد والمجاعات، ومن هنا عانت الشعوب المحتلة من مصائر مخيفة على أيدى الفاتحين، لذلك اليوم نتعمق فى الماضى ونستكشف أسوأ الجرائم ضد الأبرياء وصولاً إلى القرن السابع عشر.
ما مفهوم أسوأ الإبادة الجماعية فى التاريخ؟
ما هى الإبادة الجماعية؟، خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن مصطلح الإبادة الجماعية لا يعنى فقط القتل الجماعى للناس ولكنه يشير إلى الأفعال التى ترتكب ضد السكان من أجل تدميرهم كلياً أو جزئياً سواء تعلق الأمر بالمذبحة أو الطرد أو تجويع أو فرض ظروف معيشة يمكنها أن تدمر السكان بقوة مع مرور الوقت، ancient-origins.net.
قرون الإبادة الجماعية ضد الشعوب السلافية
نبدأ قصتنا عن كيفية استغلال القبائل المسالمة والرعوية والزراعية بشراسة من قبل كل ما أحاطوا بها ومن ذلك ما قامت به القبائل السلافية وهويتها العرقية اللغوية المشتركة من سلسلة من الثقافات الأوروبية المندمجة التي تطورت على مر القرون، منذ بداياتهم الأولى كان تاريخهم قاتما ومليئا بالظلم والقمع.
تم استعباد السلاف الشرقيين من قبل جحافل المغول والتتار والخزر من سهول آسيا الوسطى، وتم استهداف السلاف الجنوبيين من شواطئ البحر الأدرياتيكى، في حين تم القبض على السلاف الغربيين عبر أنهار أوروبا من قبل الدول الجرمانية.
وشهدت القبائل السلافية التي كان وطنها من شبه جزيرة يوتلاند السفلى الألمانية، قرونًا من الإبادة الجماعية من قبل الغزاة الجرمانيين - الذين اعتمدوا على المذابح والتحويلات القوية لقهر السلاف فى ألمانيا.
المذابح
الحملة الصليبية الألبيجينية
تعرف هذه الحملة بـ حملة كاثار الصليبية، وكانت حملة كاثوليكية استمرت لمدة 20 عاماً وسعت إلى إبادة كاثار وهى جماعة دينية مسالمة، استطاعت أن تجمع العديد من اتباعها والمؤمنين واخذت مفاهيم الحركة العظيمة وكانت مثل هذه الحركات الدينية الكبرى تشكل تهديداً مباشراً على الكنيسة الكاثوليكية.
ودعا البابا إنوسنت الثالث إلى حملة صليبية لإبادى الكاثارية ومنذ البداية كانت الحملة الصليبية شريرة ودموية، وسعى الصليبيون الكاثوليكيون للقضاء على الكاثار، فهذه الحملة واحدة من أسوأ حالات الإبادة الجماعية فى التاريخ الدينى، وشرع الصليبيون فى القيام بمذبحة لجميع سكان بلدة بيزييه عام 1209 ، حيث إنهم قتلوا 20 ألف شخص.
الحملات الصلبية
غزوات تيمورلنك وجنكيز خان
عُرف المغول بغزواتهم الواسعة لمساحات شاسعة من الأراضى، حيث إنهم سيطروا على سهول آسيا الوسطى لقرون، كانت جحافلهم معروفة بمهارتهم وببراعتهم العسكرية، ولكن كان لديهم أيضا سمعة سيئة فى القضاء الوحشي على كل القبائل والدول التى تجرأ على معارضتهم، ويصف عدد من المؤرخين أفعالهم بأنها إبادة جماعية.
أحد الأمثلة سيئة السمعة هو ممارسة جنكيز خان لعمليات عنيفة ووحشية حيث إنه أمر جيشه بقطع رأس جنود خصومه، وتسببت أساليبه الشريرة في انقراض العديد من الدول والقبائل.
جيبكيز خان
القمع العثمانى للصرب
اجتاح الأتراك العثمانيون أوروبا وأخضعوا عدة دول قبل مواجهة الصرب، ولذلك قرر الصرب بقيادة القيصر "لازار "وضع كل ما لديهم لمواجهة العثمانيين على أمل إنقاذ أرضهم وأوروبا المسيحية.
وبالفعل وقفوا ضد الأتراك العثمانيين فى معركة كوسوفو عام 1389، حيث تكبدت كلتا القوتين خسائر فادحة وخسر العثمانيون سلطانهم، لكن القوات الصربية فقدت زعيمها حيث تم تدميرها بشكل فعال حيث إنهم كانوا غير قادرين على الصمود أمام الفتوحات العثمانية.
في تلك الفترة، تعرض السكان الصرب للإبادة الجماعية المنهجية سواء من خلال المذابح أو عمليات الطرد، كان على الناس أن يغادروا بيوتهم التي تعود إلى قرون ويهربون إلى مناطق نائية من أراضيهم، وتم استعباد النساء بشكل جماعي وإرسالهن إلى العاصمة العثمانية لاستخدامهن محظيات، كان العثمانيون سيئوا السمعة بسبب أساليبهم الوحشية فى الإعدام والقمع ، بالإضافة إلى حكمهم الاستبدادى.
الاحتلال العثمانى ضد الصرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة