هناك أشخاص يمنحون عطاءهم بشكل جياش ومختلف، ويؤثرون في الواقع بشكل أعمق، فتعتبر أفعالهم مثالا يحتذى به، وتتجلى في مفهوم الإنسانية، التي تعد هبة يمنحها الله لعدد من الأشخاص، يوهبون على أثرها كل ما يملكون لمن لا يملك شيئاً، وهو ما جسده "كيس فيلدبو"، في مؤسسته الخيرية التي يقوم فيها بتوفير رحلة مجانية أخيرة لأي مكان لإصحاب الإمراض المزمنة قبل فوات أيامهم الأخيرة.
وفي تقرير لصحيفة ذا صن الإنجليزية، أبرزت فيه الرحلات الخيرية التي توفرها مؤسسة Veldboer، للهولندي كيس فيلدبو صاحب الـ 60 عاماً، للمرضي الذين يعيشون اخر فترات حياتهم ويرغبون في تحقيق أمانيهم الأخيرة.
وألقت الصحيفة الإنجليزية، الضوء على فكرة المؤسسة الخيرية التي أسسها فيلدبو منذ عام تقريباً، وجاءت له اثناء عمله كسائق لسيارة اسعاف لنقل مريض مصاب بمرض مزمن من أحد المستشفيات إلى آخر، ورغبة المريض في رؤية ميناء روتردام للمرة الأخيرة كونها آخر نزهة له خارج حدود المستشفى.
فيلبدو الذي عمل كسائق لسيارات الاسعاف لمدة 20 عاماً، أيقن أن أفضل هدية تقوم بإعطائها للمريض، هي تحقيق أمنيته الاخيرة قبل فوات الأوان، وهو ما تحققه المؤسسة الخيرية التي أسسها ونجحت في توفير أكثر من 14 ألف رحلة مجانية لأصحاب الأمراض المزمنة.
وتمكن كيس بمساعدة زوجته أنيكي صاحبة الـ 61 عاماً، بتوفير عدد من سيارات الاسعاف لنقل المرضي خارج المستشفيات لزيارة أماكنهم المفضلة في الأيام الأخيرة.
وأبرز التقرير الذي أعدته ذا صن، عددا من المصابين الذين حققوا أمانيهم الأخيرة التي جاء بعضها بزيارة الفريق المفضل لهم في أحد المباريات، وآخر أراد الذهاب من منزله في هولندا إلى سويسرا لمشاهدة بعض الجبال التي لم يرها من قبل.
كما نجح فيلبدو في نقل سيدة لرؤية منزلها للمرة الاخيرة بعد مكوثها داخل المستشفى لعدة أشهر في حالتها الأخيرة، بناءً على رغبتها في ذلك، والتي أسعدت بشكل كبير ووقفت لمدة ساعة تنظر لمنزلها، والتي توفيت عقب يومين من زيارتها الاخيرة.
وقال فيلبدو " هناك رغبة شائعة أخرى تتمثل في أن يرى المرضى قطعة فنية مفضلة لديهم للمرة الأخيرة ونجح في ترتيب العديد من الرحلات إلى المتحف، بعد ساعات العمل حتى يتمكن الناس من الإعجاب بالفن"، والتي كان آخرها زيارته لمتحف ريجكس بأمستردام، حيث تمكن المرضي من مشاهدة معرض رامبرانت.
في حالة أخرى، اصطحب فيلبدو أحد المصابين لرؤية سيارته Stichting Ambulance Wens في عرض روزمالين، بينما زارت سيدتان غير متحركتين قصص الرمل في إلبورغ للمرة الأخيرة، بالإضافة إلى اصطحاب احدهم إلى حديقة الحيوان.
وتضم المؤسسة ما يقارب الـ 270 متطوعاً طبياً، يقومون باصطحاب المرضي من داخل المستشفيات للاماكن التي يريدونها تحت رعاية طبية كاملة اثناء الرحلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة