أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 2 فبراير 1974.. إقالة محمد حسنين هيكل من رئاسة الأهرام بقرار السادات.. وأحمد بهاء الدين: وقع الخبر على كالصاعقة

الأحد، 02 فبراير 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 2 فبراير 1974.. إقالة محمد حسنين هيكل من رئاسة الأهرام بقرار السادات.. وأحمد بهاء الدين: وقع الخبر على كالصاعقة محمد حسنين هيكل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين متأخرا إلى مأدبة غداء أقامها السياسى العراقى فائق السمرائى، الوزير العراقى الأسبق واللاجئ السياسى فى القاهرة، حسبما يذكر «بهاء الدين» فى كتابه «محاوراتى مع السادات».
 
أقام السمرائى المأدبة تكريما لعودة الكاتب الصحفى على أمين من لندن بعد تسع سنوات قضاها فى العاصمة البريطانية، بدأت قبل القبض على شقيقه مصطفى يوم 21 يوليو 1965 بتهمة التجسس لصالح أمريكا، وظل ينفذ عقوبة السجن منذ القبض عليه حتى قرر الرئيس السادات الإفراج عنه صحيا يوم 21 يناير 1974.
 
يؤكد «بهاء الدين» أنه كانت هناك علاقة صداقة شخصية قوية قديمة تربطه بعلى أمين، كما يؤكد أنه فى نفس الوقت كانت هناك علاقة صداقة قوية تربط الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل مع على أمين.. يضيف «بهاء» أن صداقته استمرت مع على أمين أثناء بقائه فى لندن وسجن شقيقه مصطفى، ويذكر أن الناس كانوا إذا ذهبوا إلى لندن يتحاشون مقابلة على أمين خوفا.. ويؤكد: «عندما ذهبت إلى لندن لأول مرة قال لى صديق: إن على أمين يحب أن يرانى واقترح أن نتعشى فى بيته بعيدا عن الأنظار. وهو لا يتصل بأحد، لأنه لا يحب أن يحرج أحدا من أصدقائه، خصوصا بعد أن رأى بعضا من أقدم تلاميذه وزملائه يتحاشونه، واتصلت تليفونيا على الفور بعلى أمين، قلت له إننى تعودته كريما، وإذا كان لايزال كذلك فعليه أن يدعونى إلى العشاء فى أحد مطاعم لندن الفاخرة وصممت على ذلك، وكنت أقصد أن أشعره أننى أريد أن آراه علنا وأمام الناس جميعا وليس فى الخفاء».
 
يذكر بهاء:«كنت بعد ذلك آراه باستمرار فى لندن وبيروت طوال مدة بقائه فى الخارج، وكنت لا أفهم منه ولا من هيكل إلا أن علاقتهما مازالت على أحسن مايكون».. يضيف بهاء: «كانت مفاجأة هائلة بالنسبة لى، عندما كنت جالسا فى مكتبى فى الأهرام ذات صباح وفتح هيكل الباب فتحة صغيرة، وقال لى: جئت لك بمفاجأة.. حزر».
 
يتذكر بهاء: «لم يكن مألوفا أن يأتى هيكل إلى مكتبى فجأة، أو إلى مكتب غيرى ويجلس ليدردش، فضحكت ولم أرد وإذا به يفتح الباب وأجد على أمين واقفا بجواره يقتحم الغرفة، وأقفز من مكتبى ونتبادل العناق، ولم يبقيا كثيرا فقد قال لى هيكل، أن على أمين مصمم على أن يرى كل مبنى الأهرام الجديد فى نفس اليوم، وانصرف على اتفاق أن أتصل بعلى أمين أو يتصل بى بعد ذلك، وبعد أيام أصدر السادات أمرا بالإفراج عن مصطفى أمين». 
 
بعد أيام من عودة على والإفراج عن مصطفى، دعا صديقهما العراقى فائق السمرائى إلى مأدبة غداء تكريما لهما فى قاعة محجوزة فى فندق «شيراتون»،ودعا السمرائى عددا من الشخصيات من بينهم بهاء الذى يتذكر: «فى يوم الدعوة كان لدى عمل أخرنى فى الأهرام فوصلت إلى مائدة الغذاء، وجلس الجميع وقد شرعوا فى تناول الطعام واعتذرت وجلست بسرعة على آخر مقعد خال حول المائدة، وقبل أن يفرغ الحاضرون من الطعام، قام على أمين من مكانه البعيد عنى، وجاء إلى حيث أجلس وسحب مقعدا جلس عليه خلفى مباشرة وهمس فى أذنى بصوت لا يسمعه غيرى: «هيكل خرج من الأهرام، والرئيس السادات كلفنى بأن أحل محله اليوم، لا أحد يعرف بعد، ولكنى ذاهب لأستلم الأهرام بعد ساعة وأريدك أن تأتى معى لنذهب معا».
 
يصف بهاء حالته بعد أن أبلغه على أمين: «وقع الخبر على وقع الصاعقة، شعرت فجأة «أننى كالأطرش فى الزفة» فى وسط معمعة ما ولا أشعر بشىء، وقلت لعلى أمين: سأذهب إلى البيت بعد الغداء وسأكون فى مكتبى فى الأهرام كالمعتاد حوالى الساعة السادسة»..يضيف: «ألح على أمين على أهمية أن يدخل الأهرام إلى مكتبه الجديد لأول مرة وأنا معه، وقلت له: بصراحة أنا أرى هذا غير جائز.. هذا يجعلنى أبدو شريكا فى انقلاب لم أشارك فيه، وسيكون عملا موجها ضد صديق لى، وأنت تعرف أننى لا أفعل ذلك.. أننى سأكون فى مكتبى فى الساعة السادسة تماما وتستطيع أن تستدعينى فى أى وقت».
 
 فى اليوم التالى، 2 فبراير، مثل هذا اليوم 1974، خرجت الصحف المصرية الرسمية الثلاث (الأهرام، الأخبار، الجمهورية)، وعلى صفحاتها الأولى الخبر، وكان مكونا من ستة سطور، وسبق إذاعته فى نشرة إذاعة البرنامج العام بالإذاعة الساعة الحادية عشرة مساء 1 فبراير، ويشمل قرار الرئيس السادات بتعيين الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل مساعدا لرئيس الجمهورية وإعفائه من رئاسة الأهرام، وتولى الدكتور عبدالقادر حاتم رئاسة مجلس الإدارة.
وتواصل الحدث فى الأيام التالية..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة