قال النائب محمد مرشدى، عضو مجلس الشيوخ، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفرنسا خلال ساعات، تأتى فى توقيت بالغ الأهمية بالنظر إلى الملفات الإقليمية والعالمية الساخنة، فضلا عن أنها خطوة جديدة باتجاه توطيد الشراكة والتعاون مع باريس، أحد أهم الشركاء الدوليين لمصر فى ملفات اقتصادية وسياسية عديدة، وهو ما يُكسب الزيارة التى تأتى تلبية لدعوة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أبعادا ودلالات متعددة، ويُسبغ عليها أهمية مضاعفة لا سيما فيما يخص التحالفات الإقليمية وأطماع بعض الأطراف فى حوض البحر المتوسط.
وأضاف "مرشدى" أن السنوات الأخيرة شهدت نموا نوعيا فى العلاقات المصرية الفرنسية، انعكس بوضوح فى حجم الاستثمار والتجارة البينية، وفى صفقات وأعمال مشتركة وبالغة الأهمية على صعيد التعاون العسكرى، وأيضا فى تبادل الزيارات بين البلدين وآخرها زيارة وزير الخارجية الفرنسى فى وقت سابق من العام الجارى. متابعا: "الزيارة الحالية تأتى فى توقيت دقيق، لا سيما فى ظل مواجهة تخوضها فرنسا مع الإرهاب وجماعة الإخوان وبعض الدول الداعمة لها، وانعكاس ذلك على ملف المتوسط وموقف باريس الداعم لليونان وقبرص أمام تحرش وأطماع بعض القوى، فضلا عن التوافق الكبير بين مصر وفرنسا على ضرورة تسوية الأزمة الليبية سياسيا وعدم السماح بنمو الميليشيات والجماعات الإرهابية فى طرابلس ومحيطها".
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن العلاقات المصرية الفرنسية تمثل مسارا استراتيجيا مهما للبلدين على حد السواء، بالنظر إلى حجم التعاون طوال السنوات الماضية وما يملكه كل طرف من إمكانات اقتصادية واستثمارية، ويُضاعف تلك الأهمية حاليا ما أفرزته جهود مصر فى حوض المتوسط من توقيع اتفاقيتين لترسيم الحدود وتعيين مناطق الصلاحية البحرية مع قبرص واليونان، وتأسيسها منتدى غاز شرق المتوسط، وجهودها المباشرة لتعزيز استقرار المنطقة والتصدى لأطماع بعض الدول الخارجة على القانون الدولى، وفى المقابل فإن فرنسا تخوض حربا مباشرة مع الإرهاب والإخوان فى الوقت الحالى، وتعى أهمية مصر فى هذا المضمار بوصفها أول دولة تصدت لهذا الإرهاب ونجحت فى السيطرة عليه، فضلا عن أن هذا الملف يجرى توظيفه من إحدى الدول لابتزاز باريس، وهو بالضبط ما حدث مع مصر منذ ثورة 30 يونيو.
وشدد النائب محمد مرشدى فى حديثه، على أن تكثيف التعاون بين مصر وفرنسا يمكن أن يحمل حلولا لعديد من أزمات المنطقة، أو على الأقل يضمن عدم تفاقمها واتجاهها إلى مزيد من التصعيد وإثارة التوتر، لافتا إلى أن الزيارة الرئاسية الحالية حلقة جديدة من حلقات السياسية الخارجية الناضجة لمصر، والتى نجحت فى إعادة رسم المواقف المصرية وعلاقات القاهرة بمحيطها الإقليمى والعالم على أرضية من الندية والاحترام المتبادل وإعلاء قيم الشراكة والسلام واحترام القانون الدولى، ومن هنا فإن مصر تؤكد بتلك الزيارة مواقفها السابقة المنحازة لاستقرار ليبيا وحوض البحر المتوسط وغيرهما، وتوجه بمشاركة فرنسا رسائل بالغة الأهمية للحلفاء قبل الخصوم فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة