نماذج مصرية مشرفة.. المستشار عادل ماجد أول قاضى عربى يُدرج فى أكبر موسوعة دولية عن النزاهة القضائية فى القضاء الدولي.. واختيار أكاديمية "نورمبرج" الدولية له أفشلت محاولات بعض الجهات للنيل من مصداقية قضاة مصر

منذ عدة أيام اختارت أكاديمية "نورمبرج" الدولية بألمانيا، ومركز سياسيات وبحوث القانون الدولى ببروكسل، القاضى عادل ماجد نائب رئيس محكمة النقض وخبير القانون الجنائى الدولى باللغة الإنجليزية فى أكبر موسوعة دولية عن النزاهة القضائية فى القضاء الدولى والتى تهتم بنشر ثقافة النزاهة القضائية بين المؤسسات القضائية الوطنية والدولية، ليكون مثلاَ يحتذى به بين شباب ومشايخ القضاة ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى برمته.

جاء الاختيار بناء على الطرح الذى قدمه القاضى باللغة الإنجليزية فى 60 صفحة؛ ويوضح مدى ثراء الشريعة الإسلامية بالأحكام والقواعد المتعلقة بالعمل القضائى والشروط الصارمة التى تتطلبها لتولى منصب القضاء، كما يتصدى لتعريف المقصود بالنزاهة القضائية فى ضوء أحكام الشريعة الإسلامية.

دراسة قيمة حول ثراء الشريعة الإسلامية بالأحكام والقواعد المتعلقة بالعمل القضائى

فى التقرير التالى، يلقى "اليوم السابع" الضوء على دراسة القاضى عادل ماجد التى جاءت ضمن قائمة "الموسوعة الدولية للنزاهة القضائية"، وذلك لتقديمه دراسة قيمة حول ثراء الشريعة الإسلامية بالأحكام والقواعد المتعلقة بالعمل القضائى وشروط تولى منصب القضاء، باعتباره أحد أهم الموضوعات المطروحة حاليًا للنقاش على الساحة الدولية.

ومن بين الشخصيات القانونية المعروفة على المستوى الدولى الذين تم اختيارهم فى الموسوعة القاضى الدولى "ريتشارد جولدستون" الذى رأس العديد من لجان تقصى الحقائق الدولية، والفقيه القانونى الدولى مورتن بورجسمو، والدكتور كريم خان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس فريق التحقيق فى جرائم داعش، كما شارك فيها أيضًا الأكاديمى المصرى الدكتور محمد عليوة بدار أستاذ القانون الجنائى المقارن بجامعة نورث أمبريا بالمملكة المتحدة، بينما قدم الموسوعة السفير هانز كوريل الأمين العام السابق للشئون القانونية بالأمم المتحدة والمستشار القانونى للأمين العام للأمم المتحدة.

اختيار "ماجد" ضحد محاولات بعض الجهات للنيل من مصداقية القضاء المصرى

ويجئ اختيار القاضى المصرى عادل ماجد بموسوعة النزاهة القضائية الدولية، ليضحد محاولات بعض الجهات المغرضة الرامية إلى النيل من مصداقية القضاء المصرى، حيث جاء اختيار القاضى عادل ماجد فى هذه الموسوعة ضمن مجموعة منتقاة من القضاة الدوليين وفقهاء وخبراء القانونى الجنائى الدولى وممثلى منظمة الأمم المتحدة.

وتعقيبًا على هذا الاختيار، أصدر نادى قضاة مصر بيانًا رسميًا يحتفى فيه بتكريم القاضى المصرى جاء به: "أن النظام القضائى المصرى بما يملكه من زخم تاريخى عظيم من المبادئ القانونية والقضائية التى رسخها رجاله الشرفاء فى أحكامهم العظيمة عبر تاريخ طويل سيظل أهم صور ووسائل الانـصاف الفعالة فى إرساء قيم العدل واحترام سيادة القانون".

مبدأ النزاهة القضائية فى اختيار شاغلى الوظائف العليا فى القضاء الدولى

ويشير كل من البروفيسير مورتن بورجسمو الفقيه القانونى الدولى ورئيس مركز سياسيات وبحوث القانون الدولى بالعاصمة البلجيكية بروكسل، والدكتور فيفيان ديترتش نائبة أكاديمية نورمبرج الدولية فى تقديمهما للموسوعة إلى أن إصدار هذه الموسوعة قد جاء بعد مطالبات دولية بضرورة التركيز على مبدأ النزاهة القضائية فى اختيار شاغلى الوظائف العليا فى القضاء الدولى، وأن اختيار المشاركين فى الموسوعة قد مر بعدة مراحل كان أولها عقد مؤتمر دولى بقصر العدالة مقر محكمة العدل الدولية بلاهاى هولندا فى ديسمبر 2018 تم فيه انتقاء مجموعة مختارة من كبار القضاة والمدعين العامين الدوليين والفقهاء الغربيين ذوى السمعة الدولية والخبرة فى مسائل القانون الجنائى الدولى، حيث تم عرض أطروحات المشاركين وأفكارهم بشأن مبدأ النزاهة القضائية، ثم بدأت بعد ذلك مرحلة المشاركات البحثية، واختيار الدراسات المتميزة لتضمينها الموسوعة.

ويشيدان بدراسة القاضى عادل ماجد وجهوده فى إبراز أحكام الشريعة الإسلامية بشأن موضوع النزاهة القضائية للمساهمة فى ترسيخ هذا المبدأ فى القضاء الدولى، ومن بين أسباب اختيار دراسة القاضى عادل ماجد فى الموسوعة الدولية أصالتها وما حوته من مفاهيم جديدة مستقاه من مبادئ الشريعة الإسلامية تناهز أعلى المعايير الدولية، حيث اعتمدت الدراسة على ما يُطلق عليه أمهات الكتب فى الشريعة الإسلامية ومنها مجموعة الشروح التى كتبها كبار علماء الإسلام الأوائل المعروفة "بأدب القاضي".

لماذا تم اختيار المستشار عادل ماجد؟

وفى بيان صحفى صادر عن أكاديمية نورمبرج الدولية، أكدت الدكتور فيفيان ديترتش أن اختيار القاضى عادل ماجد للمشاركة فى الموسوعة كانت بناء على سمعته المشهود بها على المستوى الدولى كعالم متميز فى مجال القانون الجنائى الدولى، وأن الدراسة الخاصة به قد تم تضمينها فى فصل مستقل بالكتاب الأول من الموسوعة ضمن مساهمات كبار الفقهاء القانونيين والخبراء المتميزين على مستوى العالم.

ويدعم القاضى عادل ماجد دراسته بتطبيقات عملية فى القضاء المصرى يركز فيها على الشروط الصارمة للعمل فى القضاء المصرى وما يمثله معيار النزاهة القضائية من أهمية كبيرة فى عمل القاضى وصلاحيته للقضاء، وينتهى إلى أن معايير النزاهة القضائية – طبقًا لأحكام الشريعة الإسلامية - لا تقتصر فقط على عمل القاضى حال توليه مهام القضاء، ولكنها تمتد لتشمل سلوكه فى حياته الشخصية ومعاملاته اليومية.

 علاقة مبدأ "التماسك العاطفي للقاضي" بدراسة المستشار ماجد

ومن أهم الموضوعات التى كانت موضع اهتمام الفقه القانونى الغربى والمؤسسات الدولية المشاركة فى الموسوعة أحد الموضوعات المستجدة على الفقه الدولى التى ضمنها ماجد بدراسته المتعلق بمبدأ "التماسك العاطفى للقاضي"، والذى يتفرع عنه ما يطلق عليه البعض مبدأ "الثبات الانفعالي"، باعتباره من أحد الصفات المتطلبة فى القاضى، ولترسيخ هذا المبدأ يستشهد فى دراسته بأحكام الشريعة الإسلامية التى تحظر على القاضى القضاء فى أحوال معينة كالغضب أو الإرهاق أو أى حالة نفسية تؤثر على قضائه.

ويشير إلى ما أصدرته محكمة النقض المصرية من مبادئ متعلقة بعاطفة القاضى ونوازعه الشخصية التى من الممكن أن تؤثر على قضائه، مثل المبادئ الخاصة "بحالة الغضب" و"الرغبة فى الإدانة" و"استشعار الحرج"، فضلًا عن العديد من المبادئ التى وضعتها محكمة النقض فيما يتعلق بحياد واستقلال القاضي.

وفى ذات السياق - أكد البيان الذى أصدره نادى قضاة مصر أن "اختيار المستشار ماجد كنموذج من ضمن النماذج المشرفة التى يزخر بها القضاء المصرى العريق ضمن هذه الموسوعة هو تتويج لجهود كبيرة قام بها من خلال العديد من المؤلفات فى مجال القانون الجنائى الدولى وحقوق الإنسان كما يعد صفحة جديدة مشرقة تؤكد نزاهة واستقلال القضاء المصري".

تعقيب المستشار عادل ماجد فى مؤلفه

ويؤكد المستشار عادل ماجد فى مؤلفه أن مفهوم النزاهة القضائية لا يرتبط بالعمل الوظيفى للقاضى فقط بل يمتد لحياة القاضى الشخصية ومعاملات حياته العادية، ويشير إلى أن ما ورد برسائل الخلفاء الراشدين عن القضاء وما تضمنته شروح كبار علماء المسلمين مثل الإمام الماورى والإمام الخصاف حول فقه "أدب القاضي"، يشكل مدونة كاملة للسلوك القضائى تتضمن أعلى معايير النزاهة القضائية التى لم تصل إليها التشريعات المعاصرة.

ويعد هذا المؤلف من أولى الدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية التى تعالج مفهوم النزاهة القضائية فى الشريعة الإسلامية، ومما يميزه أنه يوضح مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها على التصدى لمستجدات العصر، من خلال الاستنباط والقياس، ويستخلص من أحكام الشريعة الإسلامية ما يتماشى مع مستجدات العصر، ومن قبيل ذلك معيار جديد من معايير النزاهة القضائية وهو معيار "التماسك العاطفى للقاضي" والذى يؤثر على نزاهته القضائية، وقدرته على الحكم.

تجدر الإشارة إلى أن الموسوعة صدرت استجابة لمطالبات جمعية الدول الأطراف بالمحكمة الجنائية الدولية والعديد من المنظمات الدولية الأخرى بعد ظهور انتقادات لاذعة بشأن كيفية اختيار القضاة والمدعين العامين الدوليين، وشروط الكفاءة ومعايير النزاهة الواجب توافرها فيهم، وكذلك مطالبات منظمة الأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة بضرورة وجود مدونة سلوك لأخلاقيات القضاء.