أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

اقتحام السفارات فى العرف الإيرانى.. طهران تستهدف واشنطن أم النفوذ؟

الأربعاء، 01 يناير 2020 10:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استهداف السفارات الأجنبية لا يبدو أمرا جديدا فى العرف الإيرانى، منذ اندلاع الثورة التى أطاحت بالشاة فى عام 1979، خاصة إذا ما توالت الضغوط على النظام الحاكم، حيث استهل النظام الجديد حقبته، باقتحام السفارة الأمريكية فى طهران، كما استهدفت ميليشيات موالية للدولة الفارسية العديد من المؤسسات الدولية سواء بالداخل الإيرانى أو الخارج، كان لأمريكا نصيب الأسد منها، على غرار السفارة الأمريكية فى بيروت،  وقوات المارينز الأمريكية فى العاصمة اللبنانية، بالإضافة إلى أبراج الخبر فى السعودية، وغيرها.

ويعد الهدف الرئيسى وراء استهداف السفارات أو المؤسسات الأجنبية هو خلق عدو مشترك، يمكنهم حشد المواطنين ضده، وبالتالى صرف الانتباه، على المخاطر التى تمثلها السياسات الإيرانية نفسها، وهو ما بدا فى شعار "الموت لأمريكا"، والذى لازم نظام الملالى، منذ سيطرتهم على مقاليد السلطة فى طهران، حيث دائما ما يتم استدعاءه عندما يتأجج الغضب فى الداخل ضد السياسات التى يتبناها النظام الحاكم، سواء لأسباب سياسية أو اقتصادية أو غيرها، وبالتالى حشد المواطنين الغاضبين وراء النظام ضد عدو أخر بعيد، وهو "الشيطان الأعظم"، وهو اللقب الذى طالما أطلقه قادة طهران على الولايات المتحدة منذ سنوات.

ولعل محاولة اقتحام السفارة الأمريكية فى العراق يمثل امتدادا صريحا للنهج الذى تتبناه طهران، بعد أسابيع من المظاهرات التى أطلقها قطاع كبير من العراقيين، كانت بمثابة تمردا صريحا على النفوذ الإيرانى المتنامى، فى بغداد، وهو الأمر الذى يشكل تهديدا صريحا للطموحات التوسعية الفارسية، والتى تهدف فى الأساس إلى القيام بدور قيادى، فى منطقة الشرق الأوسط، على حساب القوى العربية الرئيسية فى المنطقة، باستخدام أذرع موالية لها، على غرار حزب الله فى لبنان، والميليشيات الشيعية فى العراق، بالإضافة إلى ذراعهم الحوثى فى اليمن، وهى الأذرع التى تهدف إلى تحقيق الخطط الإيرانية، عبر زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى فى الدول العربية.

وهنا تبدو معضلة النفوذ المتراجع بمثابة التهديد الأبرز الذى تواجهه الدولة الفارسية، خاصة مع تداخل العديد من الأطراف الدولية فى مناطق نفوذها الرئيسية فى الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا، حيث تبقى روسيا هى القوة المهيمنة على مقاليد الأمور هناك، منذ نجاحها فى دحض تنظيم داعش، وإنقاذ نظام الرئيس السورى بشار الأسد، بينما تراجع نفوذ حزب الله فى لبنان، وهو ما بدا فى المظاهرات الأخيرة التى شهدتها المدن اللبنانية، فى حين يبقى السيناريو العراقى تكرارا للمشهد اللبنانى.

وبالتالى تبقى محاولات اقتحام السفارة الأمريكية فى بغداد، ليست استهدافا لواشنطن، خاصة وأن طهران تسعى بكل ما أوتيت من قوة للعودة إلى التفاوض مع الإدارة الأمريكية، حول القضية النووية، من أجل إنقاذ اقتصادها المتراجع بسبب العقوبات الأمريكية، والعودة إلى العزلة الدولية، منذ الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى، وإنما يمثل مجرد محاولة يائسة للاحتفاظ بالنفوذ الإيرانى فى العراق، أو بمعنى أدق إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى المرحلة الحالية، للاحتفاظ بقدر من التأثير فى المرحلة المقبلة، تجاه العديد من القضايا، والمشاركة فى رسم مستقبل المنطقة.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة