صور.. بعد استخراج 24 ملعقة وشوكة و7 فرش أسنان من معدة مريض.. أستاذ طب أطفال توضح أسباب ابتلاع أجسام غريبة: ظاهرة لدى مرضى ضمور المخ ومتلازمة داون بسبب مشكلة لديهم باستقبال الألم.. أو تعرضهم لـ"التهريج والتنمر"

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 12:26 م
صور.. بعد استخراج 24 ملعقة وشوكة و7 فرش أسنان من معدة مريض.. أستاذ طب أطفال توضح أسباب ابتلاع أجسام غريبة: ظاهرة لدى مرضى ضمور المخ ومتلازمة داون بسبب مشكلة لديهم باستقبال الألم.. أو تعرضهم لـ"التهريج والتنمر"
الدقهلية - سارة الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أن تمكن فريق طبى جراحى بمركز الجهاز الهضمى بجامعة المنصورة من استخراج عدد كبير من أدوات المائدة شملت 20 ملعقة و4 شوك، و7 فرش أسنان بأحجام مختلفة، وسوستة، وكتلة متعفنة من أجسام غريبة، بالإضافة إلى خاتم وسلسلة ذهبية من داخل معدة مريض من ذوى الاحتياجات الخاصة يعانى من ضمور فى المخ منذ ولادته، وذلك بعد وصوله للمركز وهو يعانى من آلام شديدة بالبطن، تزامنت معها شكوى الأم بفقدان أدوات المائدة وبعض مصوغاتها الذهبية، تواصل "اليوم السابع" مع الدكتورة جيهان السواح، أستاذ طب الأطفال بجامعة المنصورة لمعرفة السبب الطبى وراء ابتلاع مثل هذه الأجسام الغريبة، الذى يمكنك التعرف عليه عبر السطور المقبلة.

الأدوات التي تم استخراجها من معدة المريض (3)
الأدوات التي تم استخراجها من معدة المريض

ابتلاع الأجسام الغريبة ظاهرة لدى مرضى ضمور المخ ومتلازمة داون

تؤكد الدكتورة جيهان السواح فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن ابتلاع الأجسام الغريبة هو ظاهرة لدى مرضى ضمور المخ ومتلازمة داون أو الطفل المنغولى، الذين يبتلعونها دون وعى منهم بأنها ليست طعاما، أو إدراك للآلام والمخاطر الناجمة عن تناولها.

 

مرضى ضمور المخ وداون لديهم مشكلة فى استقبال الألم

وأضافت "السواح" أن مرضى ضمور المخ ومتلازمة داون لديهم مشكلة فى استقبال الألم، فبعضهم يعانى من زيادة فى معدلات الاستقبال يصاحبه خوف شديد، إلى الحد الذى يدفعنا أحيانا لتخدير طفل منهم لإجراء فحوصات وأشعات عادية بسبب ذعره الشديد من الطبيب والأجهزة والكشف الطبى العادى.

وأشارت "السواح" إلى أن البعض الآخر من هؤلاء يعانى من تأخر فى استقبال الألم بسبب وجود خلل فى خلايا نتيجة الضمور أو التأخر العقلى الناجم عن الخلل الجينى فى متلازمة داون.

وأشارت إلى أن المريض الذى تم استخراج تلك الأجسام الغريبة منه كبير فى السن نسبيا، 21 عاما، وبالتالى فإن حجم الحلق لديه أوسع من الأطفال مع وجود المشكلات التى تمت الإشارة إليها فكانت النتيجة ابتلاع هذا الكم الهائل من الأدوات.

قد يكون التنمر السر خلف ابتلاعه للأجسام الغريبة

ولفتت الدكتورة جيهان، إلى أن التنمر قد يكون أحد الأسباب التى أدت إلى ابتلاع المريض لهذا الكم من الأدوات المعدنية، مؤكدة أنه فى كثير من الحالات يتعرض مرضى ضمور المخ ومتلازمة داون للتنمر من قبل الجيران أو الزملاء أو بعض أفراد العائلة من باب السخرية والتسلية على شخص مريض لا حول له ولا قوة، لا يعى طبيعة الأذى الذى يجبرونه على ممارسته، وربما يكون قد تعرض لسوء معاملة الأطفال؛ لأنه رغم سنه فهو يحتاج إلى معاملة الأطفال من نوع خاص كونه فاقد الأهلية، ومن الممكن إساءة استخدامهم من المحيطين بهم مثل أطفال وشباب المنطقة التى يسكن فيها من باب التهريج والتنمر، ومن الوارد أن يكون قد تعرض لإغراء أو إيحاء أو إجبار من قبل شخص ما على ابتلاع هذه الأجسام، وقالت: (هذا احتمال مرشح بقوة ولا يمكن إغفاله).

الأدوات التي تم استخراجها من معدة المريض (1)
الأدوات التي تم استخراجها من معدة المريض 

 

وشددت على ضرورة تقديم الرعاية والاهتمام لمثل هذه الحالات، والبحث فى أسباب تألمهم وشكواهم منذ اللحظة الأولى لأنهم بطبيعتهم يكونون دائمى الشكوى بسبب عدم مقدرتهم على التعبير عن معاناتهم وأوجاعهم، والإنتباه منذ البداية، وعدم السهو من قبل الأم والعائلة حتى نصل إلى هذه المرحلة، التى تضطرنا إلى إجراء جراحات عاجلة وخطيرة.

 

جدير بالذكر أن الفريق الجراحى الذى أجرى العملية قد تشكل تحت إشراف الدكتور محمد الشوبرى، مدير مركز الجهاز الهضمي، وبرئاسة الدكتور أمجد فؤاد، أستاذ جراحة الجهاز الهضمى، وعضوية الدكتور محمد عبد الجواد، وفريق التخدير الدكتور أمجد زغلول، والدكتور عماد الحفناوى، وتم إجراء العملية واستخراج الأجسام الغريبة.

وصرح الدكتور أمجد فؤاد، أستاذ جراحة الجهاز الهضمى والمناظير بكلية الطب بجامعة المنصورة، ورئيس الفريق الطبى الذى أجرى الجراحة للمريض فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" بأن القصة بدأت منذ أسبوع فى يوم الأحد الماضى بتاريخ 1 سبتمبر الجارى حينما وصل المريض ويبلغ من العمر 21 عاما، لمركز الجهاز الهضمى برفقة والدته، وهو يعانى من آلآم مبرحة فى البطن، وقئ، وهزال عام، وجفاف، وبالفحص والكشف الظاهرى تبين وجود كتلة لجسم غريب داخل معدة المريض؛ فتم إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة والأشعات التى شملت سونار وإكس راى وأشعة مقطعية، التى أوضحت وجود كتلة معدنية كبيرة داخل تجويف المعدة.

أثناء-إجراء-العملية-(4)

وأضاف بإجراء منظار استكشافى للبطن والمعدة ولمعرفة طبيعة هذه الأجسام، واتضح أنها أدوات منزلية، أدى تخزينها لتمدد المعدة وكبر حجمها عن الطبيعي؛ فتم تجهيز المريض بالأدوية والمحاليل اللازمة لدخول العمليات، وهو ما تم بالفعل بالأمس الأحد 7 سبتمبر الجاري، وتم إجراء جراحة لإستحالة إجراءها بالمنظار بسبب إنسداد المعدة بالكتلة المعدنية الموجودة بها، واستخرج الفريق الطبى 20 ملعقة و 4 شوك سفرة و 7 فرش أسنان بأحجام مختلفة، وخاتم وسلسلة ذهبية، وسوستة، وأجسام غريبة أخرى متكتلة ومتعفنة لم يستدل على ماهيتها.

الدكتور أمجد عبد الجواد

وأشار إلى أن الأم قد لفتت إلى ملاحظتها لفقدان العديد من الشوك والملاعق والفرش وبعض المصوغات الذهبية والأدوات على مدار 6 شهور خلال الفترة الماضية دون العثور على أثر لها؛ الأمر الذى أثار دهشتها؛ لكنها لم تتوقع أن يكون ولدها قد قام ببلعها.

الأدوات-التي-تم-استخراجها-من-معدة-المريض-(2)

وأوضح أن المريض من ذوى الاحتياجات الخاصة ويعانى من إعاقة ذهنية مولود بها سببها ضمور بالمخ، لافتا إلى أن بلع مثل هذه الأدوات المعدنية والأجسام الغريبة أمر بالغ الصعوبة، لكن نظرا لظروف المريض الصحية أقدم على بلعها دون وعى أو إدراك لمخاطرها.

وأكد على أن المريض خرج من غرفة العمليات بحالة مستقرة وجارى استكمال علاجه داخل مركز الجهاز الهضمي.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة