لا ينكر أحد دور المكتبة المدرسية فى تكوينه الثقافى والعلمى، لكن مؤخرا كثر الحديث عن غياب المكتبة أو غياب دورها وعدم تجديدها أو تزويدها بالإصدارات الجديدة، لذا تواصلنا مع الدكتورة سمية سيد صديق، مدير عام الإدارة العامة للمكتبات بوزارة التربية والتعليم، لنتعرف على ما يحدث فى هذا الأمر المهم، خاصة أننا على أبواب سنة دراسية جديدة، وهل مازالت المكتبة المدرسية لها دور فى تثقيف الطلاب.. وإلى نص الحوار:
كم يبلغ عدد المشروعات التى تقوم بها إدارة المكتبات؟
تقدم المكتبات المدرسية عددا من المشروعات نحو 12 مشروعا على المستوى العام، جميعها مسابقات، إلى جانب تزويد المكتبات المركزية.
كم يبلغ عدد الكتب التى تم تزويدها خلال العام الماضى؟
فى عام 2019 زودنا 250 مدرسة من المراحل التعليمية المختلفة بـ 51 ألفا و241 كتابا من وزارة التربية والتعليم، تم عن طريق الشراء المركزى من حوالى 42 دار نشر، كما كان هناك دعم خارجى عن طريق مشروع تحدى القراءة، وقدمنا من خلاله 134 ألفا و500 كتاب، لعدد 25 مدرسة ابتدائية.
كما نقدم ما يسمى بقائمة الكتب الصالحة، بمعنى أن الكتب التى يقدمها الناشرون المصريون، نقوم فى قسم التزويد بإرسال الكتب للمستشارين ليتم فحصها ونوافق على المناسب للطلاب، واستبعاد غير المناسب تماما، ثم بعد ذلك تتم إعلان قائمة الكتب على بداية العام الدراسى على مستوى المدارس الجمهورية التى تشترى الكتب من خلال هذه القائمة، سواء من القائمة الجديدة أو السابقة التى تضم كتبا صالحة للطلاب، كما يتم الشراء من خلال الإدارة المركزية والإدارات التعليمية المختلفة.
هل تساهم التربية المكتبية فى تنمية مهارات الطلاب وكيف؟
بالطبع، يساهم منهج التربية المكتبة، فمن خلاله نعلم الطلاب مهارات استخدام المكتبة، إضافة إلى آليات التعامل مع الإنترنت وكيفية البحث على موقع بنك المعرفة الذى يعد من أكبر المكتبات فى العالم، ويجب أن يستفيد منها الجميع، كما بدأنا العمل على تطوير مسابقاتنا التى تتم داخل وزارة التربية والتعليم، حيث سيتم الاستعانة بالكتب سواء الورقية أو الموجودة على موقع بنك المعرفة فى الأبحاث المطلوبة فى الفترة المقبلة.
هل يتم تدشين مسابقات فى الإجازات الصيفية للطلاب؟
فى فترة الصيف نطلق 3 مسابقات وهى «المشروع القومى للقراءة تحت شعار اقرأ وارتق»، حيث يقوم الطالب من خلالها بقراءة وتلخيص 100 كتاب مقسمين على المراحل التعليمة المختلفة، ففى المرحلة الابتدائية 25 كتابا والإعدادية 35 كتابا والثانوية 40 كتابا، يقرأ الطالب فى جميع المجالات وموضوعات متنوعة مثل «القيم والتاريخ والمواطنة والانتماء والبيئة والسياحة»، وتبدأ المسابقة بداية من يوليو وتعقد التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية فى ديسمبر، والجائزة 5000 جنيه للمركز الأول، وتتدرج لتصل لـ 15 فائزا.
كما تطلق مسابقة ثانية تحت عنوان «مسابقة المعسكرات والمكتبات المتميزة» وهدفها ممارسة الأنشطة المنبثقة عن المكتبات المدرسية، وهى عبارة عن 12 ورشة للإبداع الفنى والأدبى والصحافة والملخصات والبيئة، وتحدى القراءة، ذوى الاحتياجات الخاصة، وفى آخر المسابقة يتم تقسيم الجمهورية إلى 5 قطاعات وتقوم كل مديرية داخل كل قطاع بترشيح معسكر واحد فقط وتشكل لجان لتقييم تلك المعسكرات طبقًا للمعايير محددة، وتبدأ فى شهر يوليو وتنتهى فى أغسطس.
أما المسابقة الثالثة فتبدأ خلال شهر سبتمبر وتستمر حتى أكتوبر، تحت عنوان «فرسان القراءة الصيفية»، التى تتم من خلالها قراءات للتلاميذ فى مكتبة مدرستهم وتتم مناقشتهم فى موضوعات متعددة، ففى المرحلة الابتدائية «المواطنة وحب الوطن والحفاظ على البيئة»، والمرحلة الإعدادية «نبذ العنف والإرهاب والغذاء الصحى والحفاظ على المياه»، والمرحلة الثانوية «التوعية بأهمية القراءة والتوعية بأضرار المخدرات والحفاظ على الطاقة واستخدام الطاقة النظيفة»، كما تتم مناقشة التلاميذ والطلاب فى المهارات المكتبية، وجميع المسابقات موضوعاتها تخدم التنمية المستدامة 2020/ 2030.
هل يتم تدعيم المكتبات بالكتب التى تخدم الموضوعات سابقة الذكر؟
بالطبع، جميع الكتب التى يتم شراؤها من دور النشر يجب أن تفيد الطلاب وتخدم موضوعات المسابقات التى يتم تدشينها وتناسب المجتمع الذى نعيش به.
كم دار نشر يتم دعمها من وزارة التربية والتعليم؟
أى دار نشر تقدم إصدارت صالحة يتم دعمها من خلال شراء إصداراتها، وبالفعل تم الشراء من خلال القائمة السابقة للعام الحالى من 42 دور نشر، وفى العام الحالى تقدمت 48 دار نشر وجار فحص إصدارتها.
هل متوقع أن يقضى الكتاب الإلكترونى على الكتاب الورقى؟
لا أتوقع حدوث ذلك، الكتاب الورقى له محبوه الذين يعشقون ملمس الورق، ومن ناحية أخرى هناك من يحب القراءة من خلال الكتاب الإلكترونى، فكل منهما له قارئه وبالتالى سيظل الاثنان معًا.
هل معدل التزويد للمكتبات هو 51 ألف كتاب فى العام؟
من الممكن أن يزيد العدد بكل تأكيد، لأنه يتم فى الوقت الحالى الشراء من خلال الإدارة المركزية داخل الوزارة، وإدارات جميع المدارس وذلك أتاح معرفة العجز الموجود داخل كل مكتبة موجودة بالمدارس، ومن الطبيعى أن يزيد عدد الكتب حسب طبيعة كل مكتبة.
هل هناك رقابة على الكتب الموجودة بمكتبات المدارس؟
بالطبع، يتم توزيع نشرات توجيهية، حيث توجد لكل مكتبة لجنة، وتتم المتابعة بشكل مستمر، وإذا تم ضبط كتاب خارج القائمة يتم سحبه بشكل فورى ولا يوجد كتاب يتم وضعه فى المكتبات إلا بعد فحصه من قبل المستشارين.
هل تحتوى المكتبات على الروايات والمجموعات القصصية؟
نعم، توجد قصص عديدة تم اختيارها ضمن الكتاب المسموح وضعها فى مكتبات وزارة التربية والتعليم، لكن ليس جميع القصص تصلح، فهناك الخارج الذى يحتوى ألفاظا لا تليق مع «التربية والتعليم» فيتم استبعادها، وهناك قصص هادفة يقترح وجودها بالمكتبات، فنحن نقدم للطالب كل ألوان المعرفة لتنمية وعيه بطريقة صحيحة، وهذا دورنا، لتكوين الإنسان.
هل تتم الرقابة على المكتبات التابعة لوزارة التربية والتعليم فقط أم تشمل المدارس الخاصة؟
المتابعة ليست قاصرة على مكتبات وزارة التربية والتعليم فقط، ولكن تشمل المكتبات التابعة للمدارس الخاصة.
هل هناك تعاون مستمر مع اتحاد الناشرين المصريين؟
نعم، اتحاد الناشرين المصريين هو همزة الوصل بيننا وبين الناشرين، فالاتحاد هو من يعطى التعليمات لدور النشر بأن الكتاب الذى يقدم للوزارة يكون مطابقا للمواصفات، كما أن هناك تعاونا من خلال المعارض التى يتم تنظيمها من قبل الوزارة والاتحاد، والتى تساعد على تقديم الدعم الكامل لدور النشر واستمرار صناعة النشر، ونحن نفتح أبوابنا لكل الناشرين ما دام الكتاب صالحا لوضعه داخل مكتبات وزارة التربية والتعليم.
ماذا عن مشروع تحدى القراءة؟
مشروع تحدى القراءة أكبر مشروع عربى أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزارء حاكم دبى، لتشجيع القراءة لدى الطلاب فى العالم العربى عام 2015.
ما الهدف من المشروع؟
الهدف تشجيع الطلاب على القراءة فى العالم العربى.
ما الدور الفعال الذى يعود على الطالب المصرى من مشروع تحدى القراءة؟
للمشروع أهداف عديدة منها غرس عادة القراءة بين الطلاب، حيث استقرت التربية الحديثة على أن الفصل يعطى الطالب مفتاحا للعلم فقط، أما العلم نفسه من أوسع أبوابه، فإنه يوجد فى بطون الكتب وعلى رفوف المكتبات، والتربية الحديثة تصر على ضرورة تنمية عادة القراءة والاطلاع بين الطلاب الآن، لأنها عملية عقلية يتفاعل معها الطالب ويستوعب ما يقرأ وينفذه ويستخدمه فى حل المشكلات اليومية التى تصادفه، كما يشجع المشروع القراء بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام، إضافة إلى زيادة الوعى بأهمية القراءة لدى الطلاب وتنمية مهارات التعلم الذاتى والتفكير التحليلى الناقد وتوسيع المدارك وتحسين مهارات اللغة العربية لدى الطلاب لزيادة قدرتهم على التعبير بطلاقة وتعزيز الوعى الثقافى لدى الطلاب وتوسيع آفاق تفكيرهم، كما يساعد على نشر التسامح والاعتدال وقبول الآخر نتيجة للثراء العقلى الذى تحققه القراءة، من خلال مشاركتهم فى المسابقات، حيث يتجمع الطلاب مع العديد من الجنسيات.
كم عدد المشاركين فى مسابقة تحدى القراءة خلال الـ 4 أعوام؟
فى عام 2015/2016 شارك 850000 طالب،وعام 2016/2017 شارك 1500000، وعام 2017/2018 شارك 5629846،وعام 2018/2019 شارك 9424374 طالبا، وهذا عدد كبير بالنسبة لمشاركات الدول الأخرى، وذلك بشهادتهم، ولقد بذلت مصر مجهودا كبيرا للغاية.
ــ كم طالب أنهى قراءة 50 كتابا على مستوى وزارة التربية والتعليم عام 2019؟
بلغ عدد الطلاب الذين أنهوا قراءة 50 كتابا، 2,378,486 مليون طالبا وطالبة من 15,400 ألف مدرسة، مع الملاحظة أن هناك عددا كبيرا من الطلاب أنهوا قراءة ما لا يقل عن 10 كتب، ويعتبرون بذلك مشاركين.
كم معرض تم تنظيمه من خلال مسابقة تحدى القراءة؟
تم تنظيم 18 معرضا، على مستوى جمهورية مصر العربية من عام 2015 وحتى 2019، وحصل الطلاب على كتب من معارض التحدى وصلت 1,991 طالبا وطالبة.
كم عدد الكتب التى تم توزيعها من خلال تلك المعارض؟
عدد الكتب التى تم توزيعها على الإدارات والمديريات التعليمية 181,785 ألف كتاب، وعدد المكتبات التى تم دعمها 465 مكتبة مدرسية.
هل يتم عمل تحليل إحصائى لقراءات الطلاب عبر مشروع تحدى القراءة؟
بالطبع يتم عمل تحليل إحصائى دورى لمعرفة ميول الطلاب على أى نوع من العلوم والمعرفة.
ما نتيجة آخر تحليل إحصائى من خلال الاستعارات التى تتم بالمكتبات فى مشروع تحدى القراءة؟
المفاجأة أننا وجدنا أن أكثر نسبة استعارات تتم من خلال كتب العلوم البحتة والتطبيقية، ثم الجغرافيا والتاريخ، ويعقبها الكتب الدينية والفلسفة.
هل نستطيع الكشف عن نتيجة الإحصاء؟
فى مجال العلوم البحتة وصل عدد الاستعارات إلى 3328، العلوم التطبقية 3088، الجغرافيا والتاريخ والتراجم 2364، الديانات 2054، الفلسفة 1556، العلوم الاجتماعية 1072، الفنوان 1084، الأداب 1682، المعارف العامة 633، اللغات 144، ويبلغ العدد الإجمالى 17053.
كم مكتبة لدينا فى المدارس على مستوى الجمهورية؟
يبلغ عدد المكتبات 29 ألفا و754 مكتبة على مستوى الجمهورية.
ما انطباعك عن هذه الأرقام؟
إن مصر بوجه خاص والأمة العربية بوجه عام «أمة تقرأ»، وكل ما يتردد حول أننا لا نطلع غير صحيح، بل نقرأ، ولدينا عقول مستنيرة تساعد على تحقيق الهدف الصحيح، ونحن نسير بشكل صحيح، وسوف تحدث طفرة تقدمية غير مسبوقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة